حقوق الأقليات اللغوية في أوروبا

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_من إسبانيا مرورا برومانيا تنحدرأصول ملايين المواطنين من دول الاتحاد الأوروبي من أقليات موزعة على دول التكتّل و لكن لا يتمتع الجميع بالحقوق نفسها فيما يتعلق باستخدام لغتهم أو ممارسة ميولهم الثقافية المتعددة الاتجاهات. ويقدر عدد الغجر بما يتراوح بين 10 و12 مليون نسمة يعيش نحو ستة ملايين منهم في دول الاتحاد الأوروبي مما يجعلهم أكبر أقلية عرقية في أوروبا. وتقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنهم عادة يتعرضون للتحامل عليهم وإقصائهم عن باقي المجتمع. ينتمي لوران فينزي، إلى غجر المجر ممن يقطنون في رومانيا حيث يتعين عليه العمل بمثابرة للحفاظ على سمات هويته . يدعو عضو البرلمان الأوروبي الروماني، لوران فينزي، الاتحاد الأوروبي إلى الدفاع عن استخدام اللغة الأم ويقصد بذلك اللغات الملحية “لأن التعددية اللغوية لا تعني فقط استخدام اللغات الرسمية ولكن أيضًا وجود لغات محلية منتشرة هنا وهناك داخل دول الاتحاد”.تهدف مبادرة حماية حقوق الأقليات الأوروبية Minority SafePack إلى الدفاع عن حماية الأقليات المتواجدة في أوروبا ضمن آلية تقضي بانه لو حصل الاقتراح على مليون توقيع من سبع دول أعضاء، فيجب على المفوضية الأوروبية دراسة القضية وحيثياتها. مشروع المبادرة الخاصة بالأقليات تجاوز الحد الأدنى من الموقعين، ومن المقرر مناقشة القضية غدا الخميس الرابع عشر من أكتوبر2020 في جلسة استماع في البرلمان الأوروبي ببروكسل.وفي سبتمبر – أيلول العام الماضي أعلنت وزيرة التعليم في إسبانيا، إيزابيل سيلا، أن تاريخ شعب (الغجر) سيتم إدراجه ضمن المناهج الدراسية لتعزيز شعور طلابُ الغجريين بالاندماج مع باقي مكوّنات المجتمع، وذلك في إطار تفكيك أحد أهم أسباب الفشل الدراسي للطلّاب الغجر. و قالت الوزيرة سيلا حينها: “التعليم طريقة رائعة لمحاربة الهياكل الاجتماعية والاقتصادية غير العادلة، والتي يتعين على الكثير من الغجريين مواجهتها حتى يومنا هذا”.وفي يونيو – حزيران من العام ذاته طلب البابا فرنسيس الغفران نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية عن إساءة معاملة الغجر. وقال البابا فرنسيس إن قلبه “مثقل بالتجارب المتعددة التي شهدتها مجتمعاتكم من التفرقة والفصل العنصري وإساءة المعاملة. يخبرنا التاريخ بأن المسيحيين أيضا، بما يشمل الكاثوليك، ليسوا غرباء على مثل هذا الشر”.تريد أنغيليكا ملينار، عضو البرلمان الأوروبي السابقة ، الدفاع عن التنوع الثقافي الأوروبي وبخاصة “السلوفينيين الذين يعيشون في جنوب النمسا” وهي تعتقد أن “الاتحاد الأوروبي يمكنه كسر هذه العقبات عن طريق إزالة الحظر الجغرافي الذي يحد من الوصول إلى المحتوى الرقمي بين بعض دول التكتّل” مضيفة في الوقت نفسه “عندما أعبر الحدود ، لا يمكنني الوصول إلى بعض التطبيقات و البرامج الرقمية بلغتي الأم”.في العام 2016، كانت منطقة كاستيا وليون الإسبانية حازت على الريادة عندما أعلنتا إدراج تاريخ وثقافة الغجر في المناهج الدراسية لتحفيز أطفال الغجر على الذهاب إلى المدرسة ومكافحة التمييز، وقدمت الوثيقة التوجيهية التي نشرتها وزارة التعليم في كاستيا وليون دروسا عن تاريخ الغجر وثقافتهم لمختلف المستويات التعليمية.ومن أجل التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، يقترح المعنيون أن يتعلم الأطفال”أنماط الحياة العائلية كإثراء ثقافي وشخصي”، أثناء وجودهم في المدرسة الابتدائية، حيث يتعلم الأطفال لغات الغجر (الكالو والرّوما) وتأثير هذه اللغات في اللغة الإسبانية، وبعض المفاهيم عن المجتمع وكذلك فنون وآداب الغجر.في المدرسة الثانوية، يُقترح أن يتعلموا تاريخ شعب الرّوما في أوروبا: من وصولهم إلى إسبانيا في العام 1415 إلى محرقة روما خلال الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى حملة الملك فرديناند السادس ملك إسبانيا ضد الغجر في عام 1749 حين تم اعتقال جميع أبناء شعب الرّوما في البلاد ووضعهم في معسكرات للأعمال الشاقة كما يميط المنهاج الدراسي اللثام عن تأثير ثقافة الغجر في المراجع الثقافية الإسبانية مثل أدب الشاعر الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا أو فن بابلو بيكاسو وسلفادور دالي.وفي آب/أغسطس دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الدول الأعضاء إلى التزام إنهاء التمييز ضد غجر الروما. وفي بيان مشترك مع نائب رئيس اللجنة المكلفة القيم والشفافية فيرا غوروفا والمفوضة لتحقيق المساواة هيلينا دالي، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية تحية للضحايا ولريمون غوريم، وهو واحد من آخر الناجين من معسكرات اعتقال الغجر الفرنسيين والذي توفي في مايو-أيار عن 94 عاما. وجاء في البيان “لقد قاتل حتى النهاية من أجل حقوق غجر الروما وكرامتهم”. وأضاف: “نحن في حاجة إلى استبدال معاداة الغجر بالانفتاح والقبول، وخطاب الكراهية والجرائم بالتسامح واحترام كرامة الإنسان، والوحشية بالتعليم عن المحرقة”.وتابع البيان “لذلك، تدعو اللجنة الدول الأعضاء إلى الانضمام لالتزام وضع حد للعنصرية والتمييز اللذين يؤثران بشكل واضح على أقلياتنا العرقية الغجرية الكبيرة”، داعيا الدول الـ 27 إلى “التزام إنشاء إطار استراتيجي جديد للاتحاد الأوروبي للمساواة وإدماج غجر الروما ومشاركتهم، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بكل ما للكلمة من معنى”.وإضافة إلى اليهود الستة ملايين الذين أبادهم النازيون خلال الحرب العالمية الثانية، واجه 500 ألف من غجر الروما المصير نفسه. وتم إعلان يوم الـ 2 أغسطس-آب “اليوم الأوروبي لإحياء ذكرى محرقة غجر الروما”يوضح آخر تقرير نشرته المفوضية الأوروبية عن وضع غجر أوروبا ما يلي:

78 ٪ يعيشون في منازل مزدحمة

50 ٪ لا يوجد لديهم مراحيض أو مغاسل

68 ٪ من الأطفال يتركون التعليم في وقت مبكر

57 ٪ لا يعملون بأجر

ستفرج الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي عن استراتيجية جديدة في أكتوبر – تشرين الأول. وفي هذه الإطار قالت المفوضة الأوروبية للمساواة هيلينا دالي: “ستعكس الاستراتيجية بشكل أفضل التنوع بين مجتمع الغجر ويتم ذلك من خلال إيلاء المزيد من الاهتمام لمحاربة التمييز الذي يمارس ضد النساء الغجريات والشباب وأشخاص من مجتمع الميم أو المواطنين المتنقلين أو المهاجرين أو الغجر من عديمي الجنسية”.

يورونيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الخارجية البلجيكية ونصائح من جديد للسفر
Next post شراكة بين الاتحاد الأوروبي مع افريقيا