متحف اصدقاء صهيون

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

خلال فترة الحصار على ليبيا (الجماهيرية) بتسعينيات القرن الماضي الذي فرض عليها بسبب قضية لوكوربي، كنا نسافر من طرابلس الى الخارج اما بحرا عن طريق مالطا او برا عن طريق تونس، وللدخول الى تونس كنا نحتاج لبعض الإجراءات التنظيمية من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، وكان مندوبها هناك يطلب منا اوراقنا ومعها صورتين، ويقول مازحا، صورة لنا والاخرى للموساد، وكنا نضحك معه على مزحه الذي لم يكن مزحا على الاطلاق، حيث انكشف امره بعد سنوات وتبين انه عميل للمخابرات الاسرائيلية…
خطرت على بالي هذه القصة بعد مشاهدتي لاكثر من فيديو لمسؤلين صهاينة كنت أضع عليها علامات استفهام حول مدى صدقها وجديتها، منها لايدي كوهين، يتحدث فيها عن رؤساء عرب قال انهم اصلا من اليهود المزروعين في دولنا، وفيديوهات أخرى لمؤسس متحف اصدقاء صهيون، مايك تيفيس، يقول في احدها قبل عام ان خمس دول عربية ستقوم بالتطبيع مع الاسرائيليين، وهو ما بدأ يتحقق فعلا وبشكل متسارع…
وفي مقاطع الفيديو هذه والقريبة للمزح والدعابة ما هو أخطر من ذلك مثل قوله ان بعض الرؤساء والمسؤولين العرب، ويذكرهم بالاسم، هم اكثر وفاءا للكيان الصهيوني من الكثير من اليهود انفسهم، وفيديو آخر يتحدث فيه عن تكريم المتحف لاصدقاء أسرائيل من القادة والملوك العرب وعلى راسهم يذكر ام بي اس ومحمد بن راشد وملك البحرين وملك المغرب وغيرهم، وعندها نتساءل ان كان هؤلاء مجرد اصدقاء للكيان الصهيوني فمن هم الرؤساء الذين هم من اليهود ويلعبون دور الحكام العرب؟…في بعض الاشرطة ذكروا واحد فقط على رأس احدى أكبر وأهم دولنا الموقرة، ولو اعتبرنا هذا المزح الثقيل حقيقة فمن يكون اليهودي الاخر الذي يمثل دور الزعيم في هذه المسرحية الماساوية؟…
قد يأتي الوقت الذي نقول فيه مازحين هل يكون رئيسي او رئيسك…ليتبين لاحقا إنه ليس بالمزح على الاطلاق… وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابوانس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post بعد التطبيع السماح للإماراتيين بالسفر والإقامة في إسرائيل
Next post الجنود البلجيك في معسكرات ألمانيا يصابون الكورونا