الإستخبارات الإيرانية.. توظيف للمراكز الدينية والثقافية في فرنسا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_توصلت الأجهزة الأمنية في فرنسا إلى أن الاستخبارات الإيرانية خططت لعدة هجمات في باريس. وتصاعدت مخاوف السلطات الفرنسية إزاء النفوذ المجتمعي للمراكزالدينية والثقافية المدعومة إيرانيًا، إذ تكتسب العلاقة بين باريس وطهران بعدًا تاريخيًا مهمًا. حيث يعود يعود الحضور الإيراني في فرنسا إلى أواخر القرن التاسع عشر.
تعقب المعارضة الإيرانية على الأراضي الفرنسية
تُمثل محاولة الهجوم على مؤتمر للمعارضة الإيرانية التابعة لحركة مجاهدي خلق –المصنفة إرهابية بطهران- في باريس عام 2018 والتي تورطت بها الاستخبارات بطهران عبر دبلوماسيين سابقيين وعملاء ببلجيكا نقطة تحول في تعامل المسؤولين الفرنسيين مع المراكز الثقافية التي أرادت لها إيران أن تكون قوة ناعمة لاختراق البلاد ومن ثم تأهيل المناسبين لتنفيذ عمليات تفجير إذا ما احتاجت السلطة إلى ذلك، إذ كشفت تحقيقات بروكسل عن الواقعة عن العثور على سيارة متفجرات كان من المفترض تسليمها للدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي لتصفية معارضين الملالي. الإستخبارات الإيرانية
وفسرت السلطات الفرنسية تلك الواقعة بوجود سيولة في الاتصالات والتمويل بين طهران وعملائها في الداخل الأوروبي لاسيما المراكز الثقافية، ففي تقرير نشرته “فرانس 24” في 2 أكتوبر 2018 بعنوان (لماذا يثير “مركز الزهراء” قلق السلطات الفرنسية؟) فقد داهمت الشرطة الفرنسية مركز الزهراء في بلدة “غراند سانت” وحققت مع بعض مسؤوليه وأعضائه لتأكدها من دعمه للإرهاب ومساندة حزب الله، وكان ذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بمحاولة تفجير المؤتمر. الإستخبارات الإيرانية
وجدد وزير الداخلية الفرنسي السابق “كريستوف كاستنير” في 20 مارس 2019 دعوته إلى حظر (4) مراكز دينية يعتقد بتبعيتها لإيران ودعمها للأفكار الإرهابية وتقديمها العون لحزب الله بصفته الذراع العسكري لطهران، وفقًا لتقرير” فرانس 24″ مضيفة بأن القرار في الحظر النهائي للجمعيات يبقى في يد الرئيس “إيمانويل ماكرون”، وهذه المراكز هي مركز الزهراء واتحاد الشيعة في فرنسا، وتيلي فرانس ماريان، والحزب المعادي للصهيونية.
إجراءات فرنسية ضد أذرع إيران فى باريس -الإستخبارات الإيرانية
واصلت باريس تشديد إجراءتها ضد المراكز التابعة لإيران تحسبًا لتشكيلها بؤر إرهابية تضر بالأمن القومي للبلاد، ففي16سبتمبر 2020 ألقت السلطات القبض على أربعة مسؤولين عن مركز الزهراء بشمال البلاد لاستمرارهم في ممارسة أنشطتهم الدعوية على الرغم من استجابة الدولة لطلب الداخلية بحظر هذا المركز، وذلك وفقًا لشبكة العربية التي أضافت في تقريرها المعنون بـ(France arrests ex-directors four of Shia Zahra Center founded by Hezbollah supporter) أن مداهمة الزهراء في 2018 أسفرت عن العثور على مخزن للأسلحة. فرنسا … كيف تنظر إلى حزب الله ، بعد وضعه على قائمة الإرهاب ؟
يبدو من عودة دعاة الزهراء للعمل رغم التحفظ الأمني أنهم تأثروا بإيدلوجيًا الدعاوي الإيرانية الرامية إلى أن تفتيش مركز الزهراء ومطالبة وزير الداخلية بإغلاقه وثلاثة مراكز آخرين ما هو إلا افتراء على الجهود التثقيفية والدينية لهذه المراكز، إذ نددت طهران بحملات الأمن ضد مراكزها بباريس مدعية عدم صلاتهم بتمويل حزب الله، وذلك وفقًا لوكالة أهل البيت للأنباء في مارس 2019 التي هاجمت وزير الداخلية الفرنسية لمطالبته بحظر المراكز، واصفة ادعاءته بالسخيفة.
المراكز الدينية والثقافية التابعة لإيران في فرنسا -الإستخبارات الإيرانية
مؤسسة الإمام الخوئي الثقافية
تعد المؤسسة من أبرز المراكز الممثلة لطهران بالبلاد ويديرها إسماعيل الخليق، وتأسست في 1988، ولا تمتلك على الشبكة العنكبوتية سوى صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتهتم بالأنشطة الدينية وتدعي الاعتماد على التبرعات للانفاق على أنشطتها وتدعو أنصارها للتبرع بزكاة أموالهم إليها.
مركز السيدة زينب
يقع المركز في مدينة تولوز بجنوب غرب البلاد، وتأسس في 2007. الإستخبارات الإيرانية .. . مساعي لإستنزاف أوروبا و الغرب
جمعية الغدير الخيرية
تأسست في باريس في 1994 ، وتعنى بتنظيم الأنشطة الدينية وتركز في أنشطتها على الشباب والأطفال وتمدهم بمناهج عقائدية وتولي أهمية خاصة لذكرى مؤسس الثورة الإيرانية روح الله الخميني
الاتحاد الشيعي الفرنسي ومركز الزهراء الإستخبارات الإيرانية
ينضم الاتحاد Federation Chiite de France ومركز الزهراء للمؤسسات التي تثير الملاحظات الأمنية ضد جماعات إيران بالبلاد، فقد طالب وزير الداخلية بإغلاقهما مع مؤسستين أخرتين، ويقع الاتحاد والمركز في منطقة جراندسينت ويرأسهما يحيى القواسمي.
الخلاصة
يشكل التواجد الإيراني في فرنسا نموذجًا واضحًا لتوظيف طهران الجمعيات الثقافية كذراع خفي لنشر ولاية الفقيه ودعم روح الانتماء للفارسية لدى الجالية، ومن ثم استقطاب العناصر المؤهلة لممارسة العنف أو ممارسة أيًا من الأدوار الأيدلوجية المطلوبة بعد خلق ترابط معنوي بين طهران كممثل للدين وبين الشباب.
وتبلغ الخطورة مستوياتها القصوى في استخدام المراكز كمخازن للأسلحة، فالمتداول حول عثور أجهزة الأمن على كميات من الذخائر داخل مركز الزهراء عند تفتيشه يشكل إزعاج للأمن القومي بفرنسا التي تحتضن الكثير من العناصر المعارضة لطهران، وبالتالي فأن تشديد المراقبة لهذه المراكز وتصفيتها عبر إقصاء الممولة إيرانيًا يخدم الأمن بباريس، فتخزين الأسلحة لدى المقربين من طهران وأذرعها كان سببًا في حظر حزب الله في ألمانيا ومن المفترض أن تضغط فرنسا في هذا الإطار.
ويتيح إبقاء هذه المراكز تحولها إلى ورقة ضغط سياسي لعدة ملفات أبرزها الملف النووي والعقوبات الاقتصادية وقضايا الاعتقال ضد مزدوجي الجنسية، إذ يتضاعف النزاع بين طهران وباريس ولندن وبرلين حول ملف المعتقلين خلال السنوات الأخيرة الماضية.
أن قدرة المراكز بمقراتها والعاملين بها على الترويج لإيدلوجية متطرفة يمكن أن توظف الحماسة لأغراض سياسية عنيفة وتكون أداة ناجعة لتنفيذ العمليات الإرهابية عبر التمويل والدعم اللوجستي وتسهيل الحصول على أسلحة وتدريب المسلحين وإخفاء المنفذين.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات