حكايات المدار الفنية ” ملحم بركات حكاية من الإبداع”
حكايات المدار ترويها _نجاة أحمد الأسعد_
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_لثامن والعشرون من تشرين الأول من العام 2016 لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الفن والوسط الفني العربي، بل وسِم هذا اليوم بالنسبة “للملحميين” بيوم الوداع والغصة، الذي دعوا فيه العفوية والبساطة كما يجب أن تكون والتي ميزت الموسيقار الراحل ملحم بركات.
ملحم بركات “مطرب الضيعة” كما لقب في بداياته ، والموسيقار الذي انطلق في أول عمل له حمل توقيع توفيق بركات وفيلمون وهبي، وكان بعنوان: “الله كريم”، أتبعه بعمل آخر “يا أسمر” حمل توقيع مارون نصر، الملحم الذي تعاون مع الرحابنة وروميو لحود وشارك في أكثر من مسرحية مع الشحرورة صباح “الفنون جنون” و”حلوي كتير”.
كما كانت خشبات المسارح التي عُرضت عليها مسرحية “فخر الدين” على موعد مع الجمال الملحمي والفيروزي، عندما تشارك الاثنان ( ملحم بركات وفيروز) في أدائها حيث وقف الموسيقار حينها أمام فيروز، كما شارك سلوى القطريب في مسرحية “زمرد”.
كما أطل بركات في برنامج “ساعة وغنية” مع الأخوين رحباني إذ نجح في ترك الأثر الأكبر لدى المشاهدين وشارك يومها جورجيت صايغ في أغنية ثنائية بعنوان “بلغي كل مواعيدي” فلاقت نجاحاً كبيراً وأسرت قلوب الصغار والكبار معاً.
ونال أبو المجد جوائز وأوسمة عديدة من دول ومؤسسات وجمعيات وأطلق عليه جورج إبراهيم الخوري لقب “الموسيقار”، عندما كان رئيس تحرير مجلّة “الشبكة”.
بركات الذي يملك رصيداً من نحو 13 ألبوماً وأكثر من 107 أغنيات يعتبر الشاعر نزار فرنسيس توأم روحه، فهو كتب له معظم كلمات اغانيه وكان ينتظر تحسن صحته لوضع اللمسات الأخيرة على ألبومه الذي اختار مساراً جديداً له فهو أداه في الاستوديو وليس على أسلوب الحفلة المباشرة
لطالما تغنى الموسيقار اللبناني الكبير ملحم بركات بسوريا وشعبها، وأكد خلال سنوات الحرب الأولى في أكثر من ظهور له أن “سوريا بلد العروبة والخير والعطاء التي احتضنته 14 عاماً وشهرته بدأت فيها”.
فنانون كثر حققوا النجاحات بأغنيات حملت بصمة الموسيقار منهم: غسان صليبا بعنوان “يا حلوة شعرك داريه” و”اعتزلت الغرام” للفنانة ماجدة الرومي واخرى لكارول صقر بعنوان “يا حبيبي تصبّح فيي” و”أبوك مين يا صبية” للفنان وليد توفيق.
أغنيات ذهبية أغدقها عليهم
الموسيقار بصوته لتبقى راسخة في ذاكرة اللبنانيين بينها: “على بابي واقف قمرين”، “العذاب يا حبيبي”، “احلى ظهور”، “حمامة بيضا” وغيرها، كما قدّم ألحاناً قبل رحيله لعدد كبير من الفنانين منهم سابين وفارس كرم وأغنية للفنان وليد توفيق بعنوان: “غريب يا زمان”، كما تعاون مع الفنان ملحم زين لينتهي بذلك الخلاف الذي نشب بينهما.
كان الموسيقار يحب سوريا و يبادلها الحب حتى بعد وفاته عندما قدم الشاعر نزار فرنسيس، خلال حفل تكريم سوري للموسيقار في دار الأوبرا، أغنيته الأخيرة التي سجلها بركات لأطفال الشام وشهدائها قال فيها .. “من لون جرحك لون الأيام .. وارسم خط المرجلة بدمك ..
وأكتب اسمك على تراب الشام هون وقعت وترابها لمك” لتكون سوريا بذلك نقطة الانطلاقة ومسك الختام، تأثر الفنان الراحل بالأحداث التي مرت على سوريا وعشقه لها.
قبل أيام من وفاته بسبب ضعف في عضلة قلبه وبعد وعكة صحية خطيرة قضاها في المشفى لسوء حاله، نال الموسيقار محبة العالم بأسره وأنهى حتى جميع خلافاته مع زملائه في الفن، لا سيما الفنانة ماجدة الرومي التي زارته في المستشفى بقدمها المكسورة، ليرحل الموسيقار بعدها تاركاً خلفه ما يمكن تسميتهم بجدارة “الملحميين” بعد مشوار فني زاخر بالبساطة والجمال.
يذكر أن الموسيقار ملحم بركات ولد في الخامس من نيسان عام 1942 في قرية كفر شما التابعة لقضاء بعبدا بمحافظة جبل لبنان، وتوفي يوم 28 تشرين الأول 2016، ورحل عن الساحة الفنية تاركاً لنا ولمن يقتدون به من الشبان الذين يحملون موهبة الغناء، أعمالاً خالدة ما ولم تنسَ.
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_