المفاهيم المتداخلة مع مفهوم إدارة المخاطر
جائحة كرورنا نموذج
د: هشام عوكل
مفهوم إدارة المخاطر يتبادر إلى ذهن العديد من المصطلحات الأخرىوالتـي قـد تشوش تفكيره وتجعله في حيرة من أمرهل لتفريق بين هاته المصطلحات من حيث المعنـى والمحتوى باعتبار إنمصطلح المخاطر تتقاطع فيه الكثير من الموضوعات ذات الصلة مع بعضها البعض والتي تستعمل في محتواها وموضوعها مفهوم الخطر .والتي جعلـت منـه مادتها الأساسية ومكونها الرئيسي في التحليل والمعالجة ،من هـذه المصـطلحات الأ مـن الصناعي ،نظام الوقاية و إدارة الأزمات وغيرها وسنحاول تفكيك كل مصطلح على حـدا بهدف توضيح الفروق بينها وبين مصطلح إدارة المخاطر .الفرع الأول:مفهوم الأمن الصناعييوجد تعاريف متعددةللأمن الصناعي منها:1.يرجع أصل مصطلح الأمنSecurityإلىالكلمة اللاتينية Se-curusومن curaالتـي تعني “العناية”to careوبوجه عام فان مصطلح الأمنيعبر إماعن التحرر من الخطر أواستعراض القوة والقدرة على الاستجابة للتهديدات أوعرقلتها 1.د.إدواردب.بورودزيكيس،ترجمة د.أحمد المغربي،إدارة المخاطر والأزمات و الأمن ،دار الفجر للنشر والتوزيع،القاهرة،2008،ص72.
الفصل اول والإدارة المخــــــــــاطر الأمن الصناعي
يعرف على انه “العمل على تقليل الحـوادث فـي الصـناعة وتكـاليف الإصابة الناتجة عنها،والتي تتناسب تناسبا طرديا مع عدد الحوادث والإصـابات وذلـك بغرض حماية العمال وزيادة الكفاءة الإنتاجية “)1(3.ويعرف أيضاعلى أنه “توفير ما يلزم من الشروط والمواصـفات الفنيـة والإجـراءات التنظيمية في بيئة العمل وجعلها آمنةو صحيحة بمعنى أنه لا تقع فيها حوادث ،ولا تنشئ عنها إصابات مهنية،أي أنها تكفل حماية مقومات الإنتاج المادية والبشرية “)2(وتتمثل أهميةالأمنالصناعي داخل المؤسسة في انه أصبح هو الـدرع الـواقي لمقومـات الإنتاجمن الأضراروالمخاطرالتي يمكن تتعرض لها العملية الإنتاجية ،بحيث يهدف بشكل خاص إلىالاحتياطات اللازمة وكذا شروط الوقاية بمختلف صورها وأشكالها، مع تهيئة بيئة عمل صالحة وآمنة داخل المؤسسة ،فالأمن الصناعي أصبح من أهـم العوامـل الإنتاجيـة وإحدىدعائم التنمية الاقتصادية بوجه خاص.من خلال هذا يتبين أن مفهوم الأمن الصناعي يلتقي مع مفهوم إدارة المخـاطر فـي نقـاط ويختلف عنه في نقاط أخرى ،أما النقاط المشتركة بينهما مثلا هو أن كليهما يهتمان بدراسـة وتتبع المخاطر والتي من شأنها أنتأثرعلى سيرورة العمل ،وكذا على مختلـف الأنشـطة الفاعلة داخل المؤسسة .ويختلفان في نقاط أخرى منها أن الأمن الصناعي يركز أكثر علـى التعامل مع الأخطار الناتجة عن المحيط الداخلي وما تعلق منه بالعمليات التشغيلية المرتبطة بالإنتاج وعلاقته بالعنصر البشري من خلال العمل على تقليل الحد الأدنى للمخاطر المرتبطة بحوادث العمل مثلا ،أما إدارة المخاطر فتركز على تحليل المخاطر المرتبطة بعوامل البيئـة الداخلية والخارجية معا .الفرع الثاني:مفهوم نظام الوقاية يمكن تقديم جملة التعاريف التالية المرتبطة بمفهوم نظام الوقاية أهمها :1.هو “نظام يهدف إلىتوفير ما يلزم من الشـروط و المواصـفات الفنيـة و الإ جـراءات التنظيمية في بيئة العمل ،لجعلها صحية وأكثر أمنا حتى لا تقع فيها حـوادث و إصـابات مهنية وذلك بقصد حماية مقومات الإنتاج المادية و البشرية”)(-فوزي شعبان مدكور،إدارة الصيانة والأمن الصناعي،منشورات كلية التجارة ،القاهرة،1997،ص144.)2(-نفس المرجع ، نفس الصفحة .)
3(-د.إدواردب.بورودزيكيس،ترجمة د.أحمد المغربي،مرجع سابق ص88.
.كما ينظر إليه على انه “كل الإجراءات التي تتخذ لمنع أو التقليل من حـوادث العمـل و الأمراض المهنية ،كما يقدم جميع وسائل الوقاية و يوفر الظروف المناسبة للعمل”)1(إننظام الوقاية الفعال هو الذي يعتمد على تفعيل دعائمه الإنسانية والمادية قصد سد الثغرات التي قد تكون سببا لتكرار الحوادث في المنظمـة أي معالجـة واحتـرام الشـروط الفنيـة والإجراءات العملية بغية منع السلوكات والتصرفات الإنسانية والظروف البيئية الغير آمنـة حيث يعمل هذا النظام على تحقيق جملة من الأهداف منها :حماية العنصر البشري من خلال توفير مجموعة من الشروط والوسائل التي تجعـل العمال في حماية آمنةمن أخطاروحوادث العمل،وذلك لأن الكفـاءات والمهـارات البشرية التي تضمنها المؤسسة تعتبر الدعامة الأولى للعملية الإنتاجية .حماية عناصر الإنتاج المادية من الأهداف الأساسية لنظـام الوقايـة، وكـذ احمايـة وصيانة عناصر الإنتاج المادية من آلات و تجهيزات ومعـدات و مرافـق و مبـان والمنتجات من التلف والضرر الذي يمكن أن يلحق بها جراء حوادث العمل.بالإضافة إلى المكاسب المادية التي يمكن أن تحققها الوقاية من الحوادث توجد هنـاك أهداف أخرى غير واضحة ،لها أثر على الأرباح وقدرة المؤسسة على النمو والبقـاء ورغم صعوبة تقييمها ماديا إلا أن لها تأثير أعلى على تكلفة الإنتاج وكميته وجودتـه نذكر منها مثلا ، انخفاض معدل دوران العمل ، انخفاض معدل التغيب وغيرها.وباعتبار أن نظام الوقاية أحد الأنظمة الفرعية للأمن الصـناعي و إحـد ىتفرعاتـه الأساسية فان كل ما قيل عن علاقة الأمن الصناعي بإدارة المخاطر هو نفسه ينطبـق على نظام الوقاية، إلاأن نظام الوقاية يعتبر نظام عملي أكثر منه نظري.الفرع الثالث:مفهوم إدارة الأزماتتكون المؤسسة أسيرةسلسلة منالأزمات والمشكلات بسبب سوء التخطيط وعـدم العنايـة بالتوقع وأيضا انخفاض فعالية المواجهة وبالتالي فان المؤسسة لا تختار مـا تفعلـه ،وإنمـا يفرض عليها ما تفعله وأولوية أمورها لا تحددها هي وإما تحددها الأزمات المتتالية و بالتالي فبدلا من أن تدير هي الأزمات تصبح مدارة بالأزمات .)1(-بوزيدي لمجد ،مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال،تخصص تسيير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
،تحت عنوان إدارة المخاطر في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة)دراسة حالة ش.ذ.م.م للخدمات العامة والتجارةDOUDAH(،جامعة احمد بوقرة ،بومرداس
والإدارة المخــــــــــاطروتعرف الأزمة على أنها خلل يؤثر تأثيرا ماديا على النظام كله كما انه يهـدد الافتراضـات الأساسية التي يقوم عليها هذا النظام)1 .أما إدارة الأزمات فهي تعرف على أنها “تقدير للأمور المفاجئة وتحديد اتجاهـات الحركـة البديلة وتصور السيناريوهات الممكنة لتطور الأحداث ،ثم اتخاذ القرارات والمسارات الكفيلة بالسيطرة على الموقف مع الاستعداد للتغير عند الحاجة”)2(.أي إن إدارة الأزمات هي إدارة الأزمة ذاتها للتحكم في ضغطها وفي مسـارها واتجاهاتهـا وهي إدارة علمية رشيدة تقوم على البحث والحصول على المعلومات والمعرفـة واسـتخدام المعلومات المناسبة كأساس للقرار المناسب، وهيكذلك إدارة تقوم على التخطيط والتنظـيم والرقابة والبعد والارتجالية والعشوائية .و للتعرف على الفرق بين إدارةالأزمةوإدارةالمخاطر يتطلب ضمنيا ضرورة التفريق بين مفهومي الخطر والأزمة، فالخطر هو مفهوم كما رأينا مرتبط أكثر بعنصر عدم التأكد ،أمـا الأزمة فهي مفهوم يعبر عن شيء حدث فعلا ،فنقول مثلا خطر الزلازل )أي احتمال أن يقع أو لا يقع (ولا نقول أزمة الزلازل ،كما أن الخسارة الناتجة عن الخطر هي خسارة محتملـة أما في الأزمة فهي أكيدة ،أما تأثير الأزمة فهو تأثير أوسع من تأثير الخطر ، فمـثلا نقـول الأزمة المالية العالمية يعني أن تأثيرها مس العالم كله كما أن الخطر يعتبر من عوامل توليد الأزمات فمثلا نقول أزمة الرهن العقاري كانت ناتجة عن خطر الإفراط في منح القـروض العقارية بدون ضمانات …الخ.)
1(-نائل محمد المومني ،إدارةالكوارث والأزمات،
(1.سياسة إدارة المخاطر:يجب علي سياسة إدارةالمخاطر بالمؤسسة أن تضع منهجها وميولها تجاه المخاطر وكذلك منهجها في إدارةالمخاطر .كما يجب علي سياسة المخاطر تحديد المسئوليات تجاه إدارة المخاطر داخلالمؤسسة كله،بالإضافة لما سبق، يجب أن تشير المؤسسة إلي أي متطلبات قانونيةفيما يخص بيان سياسة المؤسسة مثال الصحة والسلامة. ترتبط بعمليات إدارة المخاطرمجموعة مندمجة من الأدوات والتقنيات يتم استخدامها في المراحل المختلفة للنشاطوللعمل بشكل فعال ، تتطلب عملية إدارة المخاطر: • التزام الرئيس التنفيذي ومدراءالمؤسسة• توزيع المسؤوليات داخل المؤسسة• تخصيص الموارد الملائمةلتدريب وتطوير الوعي بالمخاطر من قبل أصحاب المصلحة. دور مجلس الإدارة: يقع علي عاتق مجلس الإدارة مسئولية تحديد الاتجاهالإستراتيجي للمؤسسة ، وخلق بيئة وهياكل إدارةالمخاطر لتعمل بصورة فعالة. ويمكن أن يتم ما سبق من خلال مجموعة من المد راء ، أو لجنة غير تنفيذية ، أولجنة المراجعة أو أي وظيفة تتلاءم مع أسلوب المؤسسة في العمل وتكون قادرة علي العملكراعي لإدارةالمخاطر ،يجب كحد أدنيأن يأخذ مجلس الإدارة في الحسبان عندتقييم نظام الرقابة الداخلية ما يلي:• طبيعة ومدي حجم الأخطار المقبولةالتي تستطيع الشركة تحملها ضمن نشاطها الخاص.• احتمالية تحقق تلك الأخطار.• كيفية إدارة الأخطار غير المقبولة.• قدرة الشركة علي تخفيض احتمال تحقق المخاطروتأثيرهعلي النشاط.• تكاليف وعوائد المخاطر وأنشطة التحكم في المخاطرالمطبقة.• فاعلية عمليات إدارة المخاطر• الآثار الضمنية لقرارات مجلسالإدارة على المخاطر