محاربة التطرف في ألمانيا ـ الحد من التمويل الخارجي

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_طالب سياسيون ألمانيون وقف التمويل الأجنبي لجماعات الإسلام السياسي. وتأتى المطالبات بالتزامن مع تأكيد الاستخبارات الألمانية أن جماعة” مللي غورش” ومنظمة “ديتيب” تدار بشكل مباشر من الحكومة التركية. كما كشفت تقارير تورط قطر في تمويل العديد من المراكز الإسلامية والجمعيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في ألمانيا.

أسباب التطرف في ألمانيا -محاربة التطرف  

ذكرت صحيفة “جريك سيتي تايمز” اليونانية في 21 أغسطس 2020 أن السياسة الألمانية في الخمسينات تضمنت أبعادًا داخلية وخارجية  في التعامل مع الإخوان منذ الوصول إلى ألمانيا. وأقامت السطات الألمانية وقتها علاقات خفية معهم، وعززت تحالفها مع قادة المتطرفين. واقتصر الاهتمام بالإخوان والاتصال بهم إلى حد كبير على أجهزة الاستخبارات لضمان عدم خروجهم عن الأدوار المنوطة بهم في مساعدة أجندات الاستخبارات الألمانية في الدول العربية. محاربة التطرف في بريطانيا..التمويل الخارجي

ديتيب وميلي جروش في ألمانيا -محاربة التطرف  

فتّشت الشرطة الألمانية في 21 أكتوبر 2020 “مسجد مولانا” التابع لحركة “مللي غوروش” التي تراقبها هئية حماية الدستور ومنشآت عدّة في حيّ كرويتسبيرغ في مدينة برلين، الذي تعيش فيه جالية تركية كبيرة. وأعلن الادعاء العام عن حجز مبلغ (7) آلاف يورو وعدة وثائق ومستندات. وجاءت العملية على خلفية شبهات احتيال للحصول على دعم تقدمه الدولة للشركات لمساعدتها خلال أزمة وباء كوفيد-19، بعد رصد تحويل مالي إلى حساب المسجد المصرفي بقيمة (46) ألف يورو. وتشتبه السلطات في تقديم ثلاثة أشخاص طلباً غير مبرّر للحصول على مساعدة عاجلة لتعويض خسائر تصل إلى (70) ألف يورو.

اشتكت جهات عدة في ألمانيا من تبعية اتحاد الجمعيات الإسلامية “ديتيب” للدولة التركية، وبما أن الدولة التركية انتهجت في عهد “العدالة والتنمية” برنامج دعم الحركات الإسلامية والجهادية فإن مجال تأثير الأئمة في ألمانيا على الشباب وتجنيد الجهاديين أوسع مما هو عليه في دولة مثل فرنسا التي ينحدر مسلموها من الدول المغاربية التي لا تمتلك سياسة ممنهجة مثل تركيا وقطر في دعم الجماعات الإسلامية في أوروبا. محاربة التطرف في فرنسا ـ تأثير التمويل الخارجي

يوجد الآلاف من أئمة المساجد في ألمانيا يديرون (2600) مسجد وأغلبهم ليست لهم مؤهلات علمية وتتحكم فيهم الجمعيات التركية غالبا، ويصل عدد الجمعيات الإسلامية إلى حوالي (2000 ) جمعية غالبيتها مدعومة وممولة من قبل الدولة التركية . تتحكم تركيا في معظم المساجد وأئمتها وهي التي تختارهم وترسلهم إلى ألمانيا وتدفع رواتبهم من خزانة الدولة التركية.

الدور القطري في ألمانيا

أفاد الكاتبان “كريستيان شيسنوت وجورج مالبرونو” وفقا لـ”العربية” في 27 يوليو 2020 قد موّلت قطر حوالي (140) مسجدًا ومركزًا إسلاميًا من نطاق جماعة الإخوان المسلمين بنحو (72) مليون يورو عبر منظمة قطر الخيرية للمساعدات. كما تدفّقت الأموال إلى ألمانيا. ووفقًا للوثائق المتاحة لصحيفة “شتوتغارتر تسايتونغ” الألمانية، طلبت أيضًا مساجد شتوتغارت وأولم معونة مالية، لكن سفير قطر في برلين “محمد جاهم” الكواري نفى تقديم أي مساعدة للمتطرفين.

استثمرت قطر الخيرية أكثر من (5) ملايين يورو في (4) مشاريع بحلول نهاية عام 2016: (96) ألف يورو لمنتدى ميونيخ للإسلام، و(400) ألف يورولمسجد دار السلام في برلين، و(300) ألف يورو لمسجدٍ في دينسلاكن. و(4.4) مليون يورو إلى مركز إسلامي ببرلين، كما دعمت قطر جمعية “المغرب” الثقافية في جنوب شتوتغارت.

قواعد وإجراءات لمحابة التطرف

تشهد مدينة أوسنابروك، غربي ألمانيا، في أبريل 2021، أول تدريب للأئمة المسلمين باللغة الألمانية، بمشاركة ما يصل إلى (30) داعية. وسيتم التدريب الذي يستمر لمدة عامين بجامعة الرعاية “إسلام كوليج دويتشلاند” (كلية الإسلام في ألمانيا)، وبدعم من وزارة الداخلية ووزارة البحث العلمي في ولاية ساكسونيا السفلى، حيث تقع مدينة أوزنابروك. في محاولة لتطويق ظاهرة التطرف، وللحد من التأثير الخارجي على أئمة المساجد الإسلامية في عموم البلاد. أعلن الادعاء العام في العاصمة الألمانية إصدار 20 قرار بالتفتيش ضد 12 شخصا مشتبه بهم في التورط في عدد من الجرائم من أبرزها “تمويل الإرهاب”. في 15 يوليو 2020.

دعا ” ينس شبان ” وزير الصحة الفيدرالي حول كيفية التعامل مع الإسلاموية في. إلى تقديم الدعم لجمعيات المساجد إذا كانت تعتبر نفسها “جاليات ألمانية وليس كمجتمعات عربية أو تركية”. يجب على ألمانيا الإصرار على عدم تمويل جمعيات المساجد بشكل دائم من الخارج، وأكد أن على بلاده دعم تدريب الأئمة والمرشدين الروحيين والإشراف على تكوينهم للتأكد من عدم تأثير المتطرفين على مضمون مناهج التدريس.

أسهمت المراكز الإخوانية بما تديره من مساجد في تصاعد القلق الأمني من التمويلات الخارجية واحتمالية استخدامها لأغراض مشبوهة، ما دفع السلطات الألمانية إلى التباحث حول قانون ضريبة على المساجد كأحد الحلول لقصر التمويلات على الداخل فقط دون تلقي الدعم الخارجي.

مخاطر التمويل الخارجي -محاربة التطرف  

تقول” سيفيم داجديلين ” النائبة الألمانية عن حزب اليسار، في أكتوبر 2020، إن “شبكة أردوغان المتطرفة تشكل تهديدا للأمن العام في ألمانيا ويجب تفكيكها بدلا من دعمها”، في إشارة إلى تمويل مساجد يديرها الاتحاد الإسلامي التركي “ديتيب” بأموال دافعي الضرائب في بعض الولايات الألمانية.أوضح “أرمين لاشيت” رئيس وزراء ولاية الراين بألمانيا في نوفمبر 2020 أن “سياسة أردوغان وصلت إلى المساجد وأصبحت أكثر خطورة وحدثت أشياء غير مقبولة. ما حدث ليس بسبب تطرف الناس نحو الإرهاب بل بسبب السياسة التركية”.

تقييم إلى دور ألمانيا في محاربة التطرف

– يقول “ماركوس فيربير” المتحدث باسم الشؤون المالية للكتلة المسيحية الديمقراطية في البرلمان الأوروبي “هناك الكثير من القصور في الاتحاد الأوروبي”. ويضيف “فيربير” “يستغل غاسلو الأموال ومساعدوهم حقيقة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تنفذ اللوائح بدقة، ولا تنسق فيما بينها، ولا توجد رقابة أوروبية بتفويض حقيقي للتدخل”.

– أكدت الاستخبارات الألمانية أن جماعة “مللي غورش” ومنظمة “ديتيب” تدار بشكل مباشر من مكتب الرئيس التركي ” أردوجان” لتوسيع نفوذه داخل الجاليات الإسلامية في ألمانيا.

– هناك انتقادات مستمرة من داخل أحزاب المعارضة داخل البرلمان الألماني بسبب علاقة الحكومة الألمانية مع الدوحة وتقديم الحكومة الألمانية الجانب الاقتصادي على الجانب الأمني. لاسيما بعد ثبوت دعم الدوحة لتيارات الإسلام السياسي في ألمانيا.

– هناك مخاوف ألمانية من دور بعض الأئمة المدعومين من تركيا بالتحديد داخل المساجد الألمانية في استقطاب الشباب وتوجييهم صوب التطرف.

– المخاوف  دفعت الحكومة الألمانية إلى مراجعة مواقفها تجاه تيارات الإسلام السياسي خاصة جماعة الإخوان المسلمين. و تطورالموقف الألماني من مراقبة أنشطة حركات الإسلام السياسي إلى مرحلة مناقشة حظر تلك التيارات والجماعات وتصنيفها كمنظماتً إرهابية، وإغلاق جميع المنابر والمراكز والجمعيات وغلق المساجد التي تروج  للكراهية والتطرف .

– ألمانيا الأن في الاتجاه الصحيح في المعالجات الحقيقية لمصادر ومنابع التطرف. لكن الحد من تاثير دور تركيا وقطر وأذرعهم في ألمانيا ليس بالأمرالبسيط.كما يحتاج إلى المزيد من الوقت لمعالجة النفوذ التركي القطري وسط الجاليات المسلمة.

– مكافحة التمويل الخارجي للمراكز والجمعيات الإسلامية في ألمانيا تستلزم تجفيف المنابع الرئيسية في تمويل الإرهاب ومعرفة مصادره. بالإضافة إلى سن قوانين وتشريعات تعزز من أليات مكافحة تمويل الإرهاب والتطرف وتفعيلها.

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post عدم التشدد بشرط اللغة للحصول على الجنسية الهولندية
Next post منظمة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا .. تأجيج العنصرية وتعزيز للتطرف