مقامات- صالون ذهبي أعادنا لزمن الرقي –

هبه محمد معين ترجمان

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_لست مبالغة إن أطلقت  على صالون مقامات اسم الصالون الذهبي لأنه أعادنا لزمن الرقي بالفن لقد كان صالوناً مختلفاً بتميز جعله حالة إبداعية في زمن ثقافي وفني صعب ربما لا يعرف البعض ما هو صالون مقامات لكنه استطاع أن يبدأ بتكوين شريحة من الجمهور تجتمع لتتلقى ثقافة فنية موسيقية في زمن العشوائية

ربما درجنا سابقًاً بالتعرف على الصالونات الثقافية  التي تعتبر تقليداً قديماً جديداً، حاولت دائماً أن تقدم لنا انعكاسا لقضايا الهم الثقافى والاجتماعي ،  وفي بعض الأحيان وجدنا أن مرتادي الصالونات كانوا فقط من المثقفين أو المهتمين بالشأن الذي يطرحه هذا الصالون أو ذاك .

لكن بعض هذه الصالونات لم يكن العامة يرتادونه ليبدأ بعدها تأسيس أنواع جديدة من الصالونات كمحاولة لدعم الحالة الثقافية في المجتمعات .

وحالياً قد نحتاج فى عصرنا الراهن بشكل أكبر للصالونات لتكون الحالة المناقضة لعشوائية الإعلام والانفتاح العالمي  وتغدو جسور تواصل بين الأدباء والمفكرين والشعراء والمجتمع.

إن صالون مقامات استطاع أن يجسد هذه الحالة فكان نتاج هاماً قدمه البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية  إن لم يكن الأهم موسيقياً وكان فكرة الفنان الراحل محسن فاروق، ومن إعداد وتقديم الإذاعية د.إيناس جلال الدين

الصالون كان شهرياً يعمل على تقديم دراسات موسيقية فنية ولقاءات تطرح  وتناقش العديد من الشؤون الفنية والدراسات الموسيقية التي تبحث في بالشأن الموسيقي العربي  حاضره أو وماضيه حيث قدم الصالون في لياليه العديد من النقاشات المنهجية والسهرات التراثية من غناء .

 الصالون  أضاء العمق الثقافي والحضاري لأي مجتمع إنساني إضافة لدعمه تنمية المواهب الموسيقية، والرقي بذائقة للجمهور .

لقد استطاع مقامات ان يقدم لجمهوره زخماً فنياً هاماً عبر لقاءات جمعت قامات من الفنانين والعاملين بالفن بعيداً عن الحالة التجارية التي تعيشها مجالس الطرب حالياً لأن الصالون ليس حالة مادياً بقدر ما هو لتأريخ لحالة ثقافية موسيقية نحن بحاجة لها

وعبر الشهور التي يفتح الصالون فيها أبوابه للجمهور استضاف  العديد من الباحثين من كافة الدول العربية وبحث مختلف القضايا الفنية المعاصرة  وحالة الموسيقا في كافة الدول العربية , كما وقدم لمواضيع هامة عن علوم المقامات في الموسيقى والأداء،استضاف الصالون أيضاً عازفين من كل الأعمار،ومطربين .

الصالون أعاد لنا عُمراً من تراث الملحنين الكبار من مختلف الأجيال.  وتحدث عن المنسيين من الفانين في وقت نحن بحاجة للعودة لهم كل ذلك من دون أي مرور بالموسيقا الاستهلاكية المسفة التي أصبحت تملأ السوق.

أعادنا الصالون لزمن دعم الإذاعات والإعلام للفن الراقي  والثقافة الفنية التي كانت هي الدور الأبرز الأساسي  لوسائل الإعلام التي من دورها  الرقي بثقافة العامة وفتح مجال لتقديم النخبة من المبدعين  .

طبعا لن ننسى المكان الذي تم  اختياره لعقد هذا الصالون وهو قصر الأمير بشتك التاريخي المعروف في مصر ببيت الغناء العربي لأن هذا أيضا يقدم دعما مكانياً وزمانياً  لصالون لتغدو الموسيقا والتاريخ حالة جمالية تختلف لتصبح … فناً وسياحةً … تراثاً … سحراً للتقاليد …

من هنا نتمنى أن يصبح صالون مقامات حالة موسيقية قائمة بذاتها يتم تقليدها او الاستنباط منها  في باقي الدول وأن يستمر بتقديم كل ماهو جديد ومفيد لنرتقي بالذائقة الفنية للجمهور وخلق مساحات تتيح الفرصة للتفاعل مع الجماليات.

ومن الممكن ان نجسد دعوى للأفراد أو الأشخاص ذوي الرؤية الخاصة من داعمي الفن والموسيقا  وأصحاب الرؤية من  رجال الأعمال المتنورون والموسيقيون المؤمنون حقاً بدعم الثقافات في بلادنا، أن تلحقهم هذه العدوى الجميلة، ويشرعون في استكشاف الإمكانيات لفتح مثل هذه الفضاءات المشرقة في هذه المناخات القاتمة وتغدو الصالونات الفنية تحارب عشوائية الفن .

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post السياسات العربية/الإسرائيلية بين طموح المنام العميق و أوهام اليقظة المعكوسة
Next post المدار تفتح ملفا ثنائيات الفن ((ليوناردو دي كابريو و كيت وينسليت صداقة فنية أم حب))