“الثأر الايراني” متى واين

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

أنا أرى ان الولايات المتحدة الارهابية وابنتها “مستعمرة اسرائيل” الغير شرعية، يحضرون لنا مفاجأة غير عادية، وربما لم تعد مفاجأة بالمعاني التقليدية، لان الحلقات الاولى منها قد دخلت فعلا مراحلها التنفيذية (اغتيال العالم النووي فخري زادة), اما حلقاتها الاهم والاخطر فلا زالت حتى الآن سرية وخفية (لا تعرفها الا قلة قليلة من المطلعين على خططهم الجهنمية)…
وهذه الخطة- اللعبة (الطبخة) وضعت منذ فترة ليست بالبعيدة على نار حامية، وقد تكون عرضت على بعض الاطراف الدولية وكذلك على اثنتين او اكثر من دولنا العربية، والان يقوم الاشرار بالتجهيز لضربة او ردة فعل “انتقامية”، على عملية اغتيال فخري زادة النوعية، تكون ذات صدى وموجعة بعض الشيء لأصحاب الخطة التآمرية، كي يعتبرونها بمثابة الانتقام الاكبر للجمهورية الاسلامية، وهو ما سيستدعي حشدا سياسيا عالميا واعلاميا لعملية عسكرية، قد تستهدف معظم مشاريع البنية التحتية لمشروع ايران النووي وبعض المنشآت العسكرية الحيوية …
ولكن قبل هذا كان لا بد من بعض الاستعدادات والجهوزية ليتم تحضير المنطقة وترتيب الساحات والأجواء الجيوسياسية، حتى تسود بين دول المنطقة جبهة موحدة وأمامية، فمن ناحية ما يسمى بعملية سلام الشرق الأوسط الوهمية، يتم الحديث عن مفاوضات مباشرة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية، بعد أن عاد عجوزها المنتهي الصلاحية الى مربع التنسيق والترتيبات الامنية، وكذلك الامر على مستوى ما يسمى بالازمة الخليجية، فقد عملوا على مصالحة محدودة وذات أهداف تكتيكية، وسرعوا من اقامة العلاقات التطبيعية، وقد نشهد ايضا إعادة تفعيل للجامعة العربية من خلال حقنها بابرة منشطة لاغراض مرحلية….
أما الاهداف المحتملة لعملية “الثأر الايرانية” فقد تكون كبيرة بحجم تفجير ابراج التجارة العالمية، وربما تطال سفارة او قاعدة او ناقلة نفط امريكية او صهيونية…وبالرغم من النفي الايراني والقاطع لضلوعها بتلك العملية، الا ان ماكينة اعلامهم الفتاكة وبكل وسائلها التحريضية، ومن خلفها وحولها بعض الببغاوات العربية والغربية ستقيم الدنيا ولن تقعدها الا بعد اتمام تلك الضربة النهائية…
وهل ثمة من سيصدق الادعاءات او الرواية الصهيوامريكية؟، بالطبع سوف يصدقها الجميع، وسوف يرحبون بردة الفعل والضربة “التهذيبية”، فالسوابق كثيرة ومن بينها عملية شحنهم وحشدهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر الدموية، وكذلك حروبهم على العراق وليبيا وسوريا وغيرها الكثير من الامثلة الواقعية…
الا اني كنت اتمنى لو نكون أكثر حذرا وتيقظا للمخططات الصهيوامريكية التي انستنا اهم قضايانا الاساسية، وروضتنا وسيرتنا حسب اهوائهم ومصالحهم مثل النعاج المعمية، وان نكون قد تعلمنا الدرس من الماضي ومن أحداث التاريخ المنسية؟
واخيرا أتمنى أن أكون مخطئا وان تكون تحليلاتي غير منطقية، وان لا تعدو كونها تخوفات وافكار خيالية، وان تسلم منطقتنا وشعوبها وكل البشرية من شر ابليس الاكبر والشياطين الصغيرة المحلية، وان يحل العالم مشاكله وخلافاته بالحوار وبالطرق الدبلوماسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الأمل باتفاق لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا مستمر
Next post التطبيع المغربي-الإسرائيلي