إيران تواصل انتهاكها إلى الاتفاق النووي
جاسم محمد
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_باتت العقوبات الاقتصادية أداة ضغط مفضلة لدى الولايات المتحدة الامريكية فحسب بيانات الحكومة الأمريكية، هناك حاليا ما لا يقل عن 32 نظامًا لعقوبات سارية على دول أو كيانات وتنظيمات أو حتى أفراد.
أعترفت إيران بخطط تكثيف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ تخطط إيران لتكثيف خطط تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20٪ – في خطوة فنية جديدة واعترفت وكالة أنباء إيرنا الإيرانية بالخطوة بعد أن تسربت أنباء تتعلق برسالة أرسلتها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية . فمنذ انهيار الاتفاق ، استأنفت إيران التخصيب في فوردو ، بالقرب من مدينة قم ، على بعد حوالي 55 ميلاً جنوب غرب طهران، محمية من الجبال ، وتحيط بها مدافع مضادة للطائرات وتحصينات أخرى وإذا مضت إيران قدما في خطتها ، فسيكون ذلك أكبر خرق للاتفاق النووي الدولي حتى الآن ، ويعد هذا الإجراء الأحدث والأكثر أهمية في سلسلة خطوات اتخذتها طهران الاتفاق النووي الإيراني .. رهان أوروبي و مصير غامض
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أشار يوم 04 يناير 2021 إلى أنه سيتم الحصول على أول منتج لليورانيوم المخصب UF6 في غضون ساعات قليلة. كما أعلن بدء إجراءات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة فوردو، وهي أعلى بكثير من تلك المحددة بموجب الاتفاق النووي. وقال ربيعي في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للتلفزيون الرسمي “إجراءات إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 20% بدأت في منشأة الشهيد علي محمدي (فوردو)” المقامة تحت الأرض. يذكر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت أفادت في تقرير لها نشرته في نوفمبر العام الماضي 2020، أن إيران تقوم بعمليات تخصيب تتخطى نسبتها المعدّل المنصوص عليه في الاتفاق النووي والمحدد بـ3,67%، ولا تتعدى نسبة 4,5%.
تأتي هذه الخطوة وسط تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس دونالد ترامب ، الذي انسحب من جانب واحد أمريكا من اتفاق طهران النووي في عام 2018 .
الموقف الأوروبي من انتهاكات إيران للاتفاق النووي
تعهد الاتحاد الأوروبي 5 يناير 2021 بالسعي لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني وذلك في أعقاب تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة.
قال المتحدث الرسمي الأوروبي بيتر ستانو يوم 04 يناير 2020 إنه يجب منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مشيرا إلى أن قرار طهران برفع تخصيب اليورانيوم له عواقب وخيمة، وهو انتهاك خطير ومخالفة كبيرة للاتفاق النووي، الذي أبرم في العام 2015 مع الدول الكبرى. كما قال “يجب على إيران الالتزام بتعهداتها النووية”، مؤكدا أن الاتحاد سيطلع على تقرير الوكالة الذرية للتأكد بما تقوم به طهران. وتابع “نأمل أن يعيد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أميركا للاتفاق النووي”.
الموقف الأوروبي عبر عنه مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل وقال في بيان، إن الولايات المتحدة انسحبت بصورة أحادية من الاتفاق (..) ولم تشارك بعد ذلك في أي أنشطة مرتبطة به. (..) وبالتالي، لا يمكن اعتبارها دولة مشاركة فيه ولا يمكنها بدء عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231″.
وذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الاتجاه ذاته، حين أكد أن بلاده وشركائها الأوروبيين “لن يقبلوا” بوجهة نظر الولايات المتحدة بأن بإمكانها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. وتابع ماكرون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 23 سبتمبر 2020 قائلاً إن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها باستدعاء ما يسمى بآلية إعادة فرض العقوبات (سناب باك) بشأن الاتفاق النووي الإيراني لأنها انسحبت من هذا الاتفاق “بمبادرة منها”. التسلح النووي الإيراني. . وانعكاساته على الأمن الدولي
اعتبر وزير الخارجية الألماني يوم يوم 04.01.2021 أن مجرد العودة إلى الاتفاق حول النووي الإيراني لم تعد كافية حالياً، مشيراً إلى أنه ينبغي توسيع النصّ ليشمل خصوصاً البرامج البالستية الإيرانية. ورد جواد ظريف قائلا: “احترموا التزاماتكم”.قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الأسبوعية إن “العودة إلى الاتفاق (النووي مع إيران) الحالي لن تكفي”، وذلك رداً على احتمال إعادة تحريك هذا الملف بعد تسلم الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن مهامه كرئيس للولايات المتحدة.
رد فعل اسرائيل
أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الجيش الإسرائيلي يستعد لـ”هجوم إيراني” محتمل على أهداف إسرائيلية، انطلاقاً من اليمن أو العراق وذلك مع مع مرور عام على اغتيال سليماني وأبو مهدي وأفادت بأنه إضافة إلى اغتيال سليماني، فإن “التقديرات الاستخباراتية تشير إلى احتمال إطلاق صواريخ أو طائرات مسيرة هجومية، ضد أهداف في “إسرائيل” من اليمن أو العراق، رداً على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده”.
المجموعات المسلحة في العراق
يُنظر إلى قوات المجموعات المسلحة، على أنها قوية بما يكفي لتحدي الحكومة العراقية نفسها، وتنقسم على أسس أيديولوجية وهناك عدد كبير من الجماعات قد بايعت إيران. لقد زودهم النظام الإيراني بالتمويل والأسلحة والتدريب العسكري، وتعرف الفصائل المتحالفة مع إيران الآن باسم “الموالين” وهو جيل جديد نتج بعد اغتيال سليماني وقائد القوات العراقية شبه العسكرية أبو مهدي المهندس ، الذي قُتل أيضًا في هجوم الطائرة بدون طيار . شهدت الجماعات المتطرفة الموالية لايران – خلافات داخلية على القيادة ، وتنافست على النفوذ وأصبحت عمومًا أقل شعبية لدى العراقيين ، وهذا يعني هناك انشقاقات داخل صفوفها.
وقد صعدت الجماعات المسلحة، الخارجة عن سيطرة الدولة في العراق من تهديدها ضد الولايات المتحدة في ذكرى مقتل سليماني، لكنها اكدت بانها تحتفظ في حق الرد لاحقا، وهي رسالة واضحة بانها ليس بوارد ضرب اهداف ومصالح اميركية خلال الايام الاخيرة الى ترامب.
حزب الله اللبناني
قال حسن نصر الله، إن “هناك قلقا كبيرا اليوم في المنطقة والخليج وكذلك في إسرائيل، التي أعلنت رفع الجهوزية بسبب الذكرى السنوية لاستشهاد القائدين سليماني والمهندس”.وأضاف ، إن “محور المقاومة ” استطاع أن يستوعب هذه الضربة الكبيرة، وأمريكا افترضت أنها باغتيال قاسم ستضعف إيران و”محور المقاومة”، لكننا نعرف كيف نحول التهديد إلى فرصة”.
السفير الإيراني في صنعاء
قال السفير الإيراني في صنعاء، حسن إيرلو، في ذكرى مقتل سليماني،، يتعين على أمريكا أن تدرك بأن عهد وجودها في المنطقة قد ولىّ، وكابوس ” سليماني” سيلاحق الأعداء حتى القضاء عليهم نهائيا. وفي كلمة له خلال مراسم لأحياء ذكرى القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، أقيمت، بصنعاء وصف إيرلو اليمن بأنها القلب النابض لجبهة المقاومة واليد العليا “لمحور المقاومين” .
الخلاصة
رغم تحرك طائرات B-52 في أجواء منطقة الشرق الأوسط ت الخليج العربي التي يتم نقلها إلى المنطقة، فإن الولايات المتحدة ليست في وضع الضربة. في المقابل أن إيران هي الأخرى ليسب في وارد تنفيذ تهديداتها بعمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية. مصير الاتفاق النووي . . ومستقبل العلاقة بين ضفتي الأطلسي
لو كانت إيران لديها النية بضرب المصالح الأمريكية، يفترض أنها فعلتها خلال تجمع الميليشيات العراقية قرب المطار، الموقع الذي قتل فيه قاسم سليماني والمهندس يوم الثالث من يناير 2020. تصريحات المسؤولين الإيرانيين وزعماء الجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا جميعها، تقول بأن إيران الآن ليس بوارد ضرب المصالح الإيرانية في دول المنطقة، ويمكن اعتبار التصريحات رسالة إلى الإدارة الأمريكية، فرغم أنها مستبعدة لكنها غير مستحيلة.
بات واضحا أن إيران مازالت تراهن على مغادرة ترامب البيت الأبيض من أجل عودة واشنطن من جديد إلى اتفاق خمسة زائد واحد، في المقابل يبدو أن الوقت ضيق بالنسبة لإدارة ترامب، لشن أي عمليات عسكرية واسعة ضد إيران، كون ذلك سوف يربك الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، وهذا ما جاء على لسان مستشاري ترامب للأمن القومي.
رؤية الإخبارية
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات