التسلح الإيراني و مخاطره على الأمن الإقليمي والدولي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أصبحت العقيدة العسكرية الإيرانية أكثر وضوحا في شكلها الهجومي كلما استمرت السلطات الإيرانية في تخصيب اليورانيوم والتسليح المتصاعد لمختلف قواتها. كل ذلك قد يعطي إيران القدرة على تنفيذ مجموعة واسعة من الهجمات ذات المستوى الأدنى بكثير والتي يمكن أن تزيد بشكل حاد من المخاطر على الشحن البحري الخليجي، وإما أن تقلل من حركة ناقلات النفط والشحن أو ترفع بشكل حاد تكلفة التأمين على تحركات السفن وتضع نوعاً مختلفاً من الضغط على دول الخليج الأخرى والتأثير أسعار النفط العالمية.
التهديدات الإيرانية للممرات الحيوية في المنطقة
مضيق هرمز
يشغل مضيق هرمز، الواقع بين سلطنة عمان وإيران، ويربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، أهمية استراتيجية في صناعة الطاقة بالعالم. ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة. قال جون لوكا، محلل الأسواق العالمية ومدير التطوير بشركة “ثانك ماركتس”، إن أكبر تهديد يواجه اقتصادات دول المنطقة وأسواق النفط، إغلاق إيران مضيق هرمز سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائها، فضلا عن إمكانية تكرار الهجمات على منشآت إنتاج النفط الخليجية، وفق ما نشره موقع وكالة “الأناضول” في 15 يناير 2020.
واعتبر قائد القوات البحريّة في الحرس الثوري الإيراني العميد علي رضا تنغسيري، أن “منطقة الخليج ينبغي أن تكون خالية من التواجد الأجنبي”، لافتا إلى أنه “يمكن لإيران إجراء مناورات مشتركة مع الدول الخليجية”. كما شدد على أن إيران لن تكون البادئة بأي حرب “لكننا لن نخشاها إن وقعت”، قائلًا “سنرد بحزم على أي تهديد يطال أي نقطة من إيران..سنقطع يد كل من يتطاول على مصالح إيران ومقدساتها وثورتها وشرفها.. إذا وقعت الحرب سنخرج الأعداء جثثا من مضيق هرمز”، حسب ما ذكره موقع “وكالو سبوتنيك” في 19 سبتمبر 2020.
أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية أن إيران نقلت مجسما لحاملة طائرات أمريكية إلى مضيق هرمز الاستراتيجي، مما يشير إلى أنها ستستخدم النموذج الذي يشبه السفينة كهدف للتدريب في مناورات حربية في قناة الشحن الواقعة في مدخل الخليج والحيوية بالنسبة لصادرات النفط العالمية. وكثيرا ما تجري طهران، التي تعارض وجود قوات بحرية أمريكية وغربية في الخليج، مناورات بحرية في المضيق الاستراتيجي الذي يمر خلاله نحو 30 بالمئة من إجمالي تجارة النفط لخام وغيره من السوائل النفطية التي تُنقل بحرا، وفق ما نشره موقع “إذاعة مونتي كارلو الدولية” في 27 يوليو 2020. أمن دولي ـ مصير ومخاطر الاتفاق النووي الإيراني على أمن أوروبا
وأعلن سابقا الحرس الثوري الإيراني احتجاز ناقلة نفط في الرابع من يناير 2021 تحمل علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج العربي.وأعادت هذه الحادثة الأذهان إلى حوادث مماثلة قام بها الحرس الثوري تجاه ناقلات نفط في السنوات الأخيرة، 3 منها في عام 2019.واحدة من تلك السفن، هي ناقلة نفط تدعى “ستينا امبيرو” احتجزها الحرس الثوري خلال إبحارها في المياه الدولية بمضيق هرمز. قالت إيران إن “السفينة البريطانية كانت تهرب الوقود لبعض الدول العربية”، إذ احتجزتها برفقة الطاقم المكونة من 7 أشخاص. وتفتح هذه الحوادث السؤال بشأن الكيفية التي يعمل عليها الحرس الثوري لاحتجاز تلك السفن التي تبحر في المياه الدولية، وفق ما نشره موقع “الحرة” في 4 يناير 2021.
باب المندب
بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “فارس”، أعلن المكتب الإعلامي للقوات البحرية الإيرانية، أنه ستستلم يوم الأربعاء حاملة المروحيات “مكران” وفرقاطة “زره” الصاروخية. وتمثل سفينة “ماكران” قاعدة عائمة للقوات المسلحة البحرية الإيرانية قادرة على حمل 6 مروحيات وعددا من الزوارق العسكرية ومجموعات من القوات الخاصة البحرية. وأشارت الوكالة إلى أن حاملة المروحيات تعتبر أكبر سفينة عسكرية في تاريخ إيران ومن المتوقع دخولها قوام القوات البحرية لتنفيذ مهمات في شمال المحيط الهندي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، حسب ما ذكره موقع “وكالة سبوتنيك” في 13 يناير 2021.
القرن الإفريقي
كشفت مجلة “إيكونوميست” عن قيام إيران خلال السنوات الماضية ببناء شبكات سرية في القرن الأفريقي، خارج رقابة السلطات المحلية. وذكرت المجلة أنه في عام 2013، اعتقلت الشرطة النيجيرية ثلاثة لبنانيين وعثرت على مستودع أسلحة في كانو، أكبر مدينة في الشمال. وقد اعترف الثلاثة بأنهم أعضاء في “حزب الله”، الميليشيا اللبنانية والذراع السياسية لإيران. وقالوا إنهم كانوا يخططون لمهاجمة السفارة الإسرائيلية وأهداف غربية أخرى. وعام 2016، أرسل إيرانيان اثنان إلى نيروبي لإعداد استئناف قانوني للمُدانَين، ولكن ألقي القبض عليهما وهما يخططان لشن هجوم على السفارة الإسرائيلية وطردا من البلاد، وفق ما ذكره تقرير نشره موقع “اندبندنت عربية” في 25 نوفمبر 2020.
التواجد العسكري و الاستيطان الإيراني في الجزر الإماراتية المحتلة
قام قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني علي رضا تنغسيري في 26 ديسمبر 2020 بزيارة جزيرتي طنب الصغرى وطنب الكبرى المتنازع عليهما مع الإمارات في الخليج برفقة قادة عسكريين آخرين، وتفقد “مدى جهوزية” القوات الإيرانية. و قال إن زيارته للجزيرتين تأتي استكمالاً لزيارات دورية سابقة للاطلاع عن كثب على أوضاع المنطقة، وتقييم وضعية القدرة القتالية للقوات البحرية. وشدد قائد السلاح البحري في الحرس الثوري الإيراني على أن “التقييم الميداني أظهر أن القوات والمنظومات والمعدات في جميع الظروف تتمتع بالمستوى المطلوب من الجهوزية، للدفاع عن الحدود المائية ومصالح البلاد وأمنها”، وذلك حسب ما نشره موقع ” العربي الجديد” في 26 ديسمبر 2020.
أمر قائد رفيع المستوى إن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، أمر بجعل جزر في الخليج، لم يحددها بالاسم، جزرا صالحة للسكن، بحسب ما ذكرته وكالة فارس الرسمية. وقال الأدميرال علي رضا تنغسيري، قائد سلاح البحرية في الحرس الثوري: “نعتزم بناء بنى تحتية لتسهيل الحياة للناس، بناء على أمر المرشد الأعلى، بأن يعيش الناس في تلك الجزر”. قال الأدميرال: “بنينا بالفعل في طنب الكبرى مطارا دوليا، كما بني مطار آخر في طنب الصغرى، وكذلك بنى سلاح البحرية في الحرس الثوري حواجز للأمواج”، وفق ما نشره موقع ” بي بي سي ” في 30 ابريل 2020.
تحالف القوات البحرية الأوروبية والأمريكية في مياه الخليج العربي لمواجهة التهديدات الإيرانية
تقدم كلٌّ من ألمانيا وبلجيكا والدانمارك وفرنسا واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال الدعم السياسي لإنشاء البعثة الأوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز. وترمي أعمال البعثة الأوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز إلى ضمان بيئة آمنة للملاحة البحرية وإلى تهدئة التوترات الإقليمية الراهنة، في سياق متابعة الأنشطة والمبادرات الحالية الأخرى في مجال الأمن البحري في المنطقة، ولا سيّما التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية.وستعمل البعثة على نحو عملي من أجل تعزيز الاطلاع على أوضاع البحار ومراقبتها من خلال توفير معدات إضافية للمراقبة البحرية في الخليج وبحر العرب، وفق ما ذكره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية.
أعلنت فرنسا في بداية العام الماضي انطلاق مهمة بحرية أوروبية في مضيق هرمز بهدف ضمان حرية الملاحة في الخليج إضافة لتعزيز نهج خفض التصعيد مع إيران. وبذلت فرنسا جهودا من أجل وجود بديل أمني أوروبي في مضيق هرمز بعد استبعاد الانضمام إلى تحالف بقيادة الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن مما وصفته واشنطن بتهديدات من إيران. قالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن الفرقاطة “كوربيه” بدأت في تنفيذ دوريات في مضيق هرمز. وأضافت -آنذاك- أن فرقاطة هولندية ستنضم للفرنسية في غضون نحو أسبوعين.أمن دولي إيران تواصل انتهاكها إلى الاتفاق النووي
مستقبل المواقف الأوروبية تجاه إيران في مسألة أمن مياه الخليج
تتضمن المصالح الإستراتيجية للقوى الأوروبية الكبرى (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) والاتحاد الأوروبي مع إيران ، تحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج العربي لا سيما أمن مياه الخليج و أمن المضائق و الممرات التي تشملها منطقة الخليج، لما تكتسحه من أهمية استراتيجية في إمدادات النفط والملاحة البحرية وتأثير ذلك على الأسعار والاقتصادات.
يحتمل أن تواصل الدول الأوروبية بمعية الاتحاد الأوروبي بتطبيق “استراتيجية مزدوجة” في التعامل مع التهديدات الإيرانية لأمن مياه الخليج، عكس “الاستراتيجية المتشددة والصارمة” التي تتبناها الولايات المتحدة تجاه إيران. ستعتمد الاستراتيجية الأوروبية المزدوجة على ” الاستمرار في فرض العقوبات الاقتصادية والسياسية على إيران، لكن مع الاستمرار في الحفاظ على وتيرة مقبولة للتعاون الاقتصادي بين الطرفين” ، ذلك لأن أوروبا الاقتصادية تختلف عن أوروبا السياسية، وأي خلل في الحفاظ على التوازن في مسألة التعاون الاقتصادي سيشكل خطرا على الأمن الطاقوي الأوروبي، على اعتبار أن إيران تحاول دائما نشر استفزازات في مضيق هرمز وتهدد بمنع ناقلات النقط التي تزود أوروبا بالموارد الطاقوية.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات