حجم الانخراط الأوروبي الفرنسي في الساحل الإفريقي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_مازالت قوة برخان الفرنسية لمواجهة الجهاديين في الساحل الأفريقي تتلقي ضربات مؤلمة من الجماعات “الجهادية” المنتشرة في منطقة الساحل الإفريقي. وتطالب فرنسا من الحلفاء الأوروبيين بمساهمة ودور أكبر بالإضافة لتوسيع مشاركتهم العسكرية خاصة في مالي.وفيما يلي توضيح لموقف الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا من دعم فرنسا في منطقة الساحل الإفريقي.
موقف بريطانيا من دعم فرنسا في الساحل الإفريقي
كشفت وزيرة الجيوش الفرنسية “فلورانس بارلي” وفقا لـ”فرانس24″ في 4 يناير 2021 أن باريس ستخفض “على الأرجح” عديد قوة برخان التي تقاتل الجهاديين في منطقة الساحل، مضيفة أن القرار سيتخذ في القمة المشتركة المقبلة بين فرنسا ودول الساحل الخمس الكبرى في شباط/فبراير في نجامينا. ويواصل الجيش الفرنسي بمساعدة الجيشين الإستوني والبريطاني عملية برخان العسكرية منذ أغسطس 2014. وارتفع عديد “برخان” أخيرا من (4500) إلى (5100) جندي.
قررت كل من واشنطن ولندن مواصلة دعمهما لعملية برخان العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل الأفريقي ضد المنظمات الجهادية. وفقا لـ”مونت كارلو” في 27 أبريل 2020. ويوفر سلاح الجو البريطاني مساندة قوية لعملية برخان في منطقة الساحل ويضع رهن إشارتها ثلاث مروحيات عسكرية متطورة من طراز CH-47 بالإضافة إلى حوالي مائة طيار.
موقف ألمانيا من دعم فرنسا في الساحل الإفريقي
وافقت الحكومة الألمانية في 8 مايو 2020 على توسيع مهمة الجيش الألماني في مالي، لدعم جهود محاربة الإرهاب هناك. وبهذا سيرتفع حجم القوات الألمانية في مالي إلى (450) عنصراً، بزيادة (100) عنصر مقارنة بالمهمة الموجودة حالياً. وهذه القوات هي جزء من مهمة أوروبية تدريبية في مالي، ترافق القوات الحكومية وتدربها في معسكرات خاصة، من دون أن تقوم القوات الألمانية نفسها بأي مهام قتالية. تشارك ألمانيا في مهمة أخرى في مالي من ضمن قوات تابعة للأمم المتحدة، حيث تساهم بـ100 جندي في هذه المهمة. لماذا التباين في القرار الألماني حول المشاركة في قوة الساحل الأفريقي ؟
وطالبت فرنسا ألمانيا وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 9أبريل 2020 بتوسيع مشاركتها خاصة في مالي، إلا أن برلين متلكئة حتى الآن، ورغم كلام وزير الخارجية الألماني”ماس” على استعداد ألمانيا توسيع مشاركتها العسكرية، فإن هناك معارضة شديدة داخل ألمانيا لخطوة كهذه. وأي مهمة عسكرية خارجية تكون بحاجة لموافقة البرلمان الألماني، وعادة فإن الأحزاب اليسارية منها الحزب الاشتراكي الشريك في الائتلاف الحاكم، تعارض هكذا مهمات لأسباب تاريخية.
(تاكوبا) قوات خاصة أوروبية لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي
شكلت فرنسا، وعدد من حلفائها الأوروبيين والأفارقة، قوة مهام جديدة أُطلق عليها اسم (تاكوبا) تتألف من قوات خاصة أوروبية ستقاتل، إلى جانب جيشي مالي والنيجر، الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل في غرب أفريقيا. وتلك الدول هي بلجيكا وجمهورية التشيك والدنمارك وإستونيا وفرنسا وألمانيا ومالي وهولندا والنيجر والنرويج والبرتغال والسويد والمملكة المتحدة. ومن المنتظر خلال عام 2021 أن ينضم قوات خاصة سويدية إلى الفرنسيين والتشيكيين. ويتواجد ضابط سويدي في المكان للتحضير لوصول مفرزته التي تضم (150 ))عنصرا وثلاث مروحيات بلاكهوك. وأجازت إيطاليا من ناحيتها إرسال حتى 200 جندي لكن لم يحدد بعد أي موعد لذلك.
البعثة العسكرية التابعة للاتحاد الأوروبي في مالي
قرر المجلس الوزاري في بروكسل في 25 مارس 2020 توسيع نطاق مهمة البعثة العسكرية التابعة للاتحاد الأوروبي في مالي، والمخصصة لتدريب القوات في البلاد، لتشمل أيضاً تقديم المساعدة العسكرية للقوة المشتركة لدول الساحل الخمس، وأيضاً القوات المسلحة الوطنية في دول منطقة الساحل، وذلك من خلال المشورة العسكرية والتدريب والتوجيه. كما وافق المجلس على تمديد مهمة البعثة حتى 18 مايو 2024 مع زيادة موازنة البعثة بقيمة (133.7 ) مليون يورو لمدة 4 سنوات.
الجهود الامريكية بتقديم الدعم الفني والمعلوماتي -مكافحة الإرهاب
تعتبر واشنطن حليفة أساسية لقوة “برخان” الفرنسية وتقدم معلومات استخبارية وعمليات استطلاع عبر طائرات مسيّرة كما وعمليات التزود بالوقود جوا والنقل اللوجستي، وهي مهام تبلغ كلفتها السنوية (45) مليون دولار. تقول وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي وفقا لـ”فرانس24″ في 27 يناير 2020 إن خفض عمليات البنتاغون في إفريقيا سيعرقل الجهود ضد المجموعات الجهادية، وخصوصا في منطقة الساحل. مكافحة الإرهاب في الساحل وغرب إفريقيا.. واقع التطرف والإرهاب
وكان قد صعد تقرير سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” تحدث عن انسحاب “محتمل” للقوات الأمريكية من منطقة الساحل الأفريقي، من المخاوف بشأن انعكاسات مثل هذه الخطوة على المستوى الأمني في المنطقة، حيث تنشط العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة. الولايات المتحدة، التي تنشر حوالي (6) آلاف جندي في أفريقيا، أسست ما يسمى بـ أفريكوم، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية بالقارة الإفريقية. ويثير احتمال سحب القوات الأمريكية من الساحل الإفريقي، قلق فرنسا التي تعتمد على المعلومات المخابراتية والتسهيلات اللوجيستية الأمريكية وفقا لـ”DW” في فبراير 2020.
أبرز جهود مكافحة الإرهاب ضد التنظيمات الإرهابية
يوم 6 يناير 2021 : أعلنت فرنسا تصفية عشرات الإرهابيين بغارة جوية وسط مالي في بونتي في منطقة موبتي بوسط البلاد
يوم 13 نوفمبر 2020 : كشفت القوات المسلحة الفرنسية عن مصرع القائد العسكري بتنظيم القاعدة في شمال أفريقيا “با أغ موسى” في عملية ضد الجهاديين شمال شرق مالي.
يوم 22 سبتمبر2020 : أعلنت رئاسة أركان الجيش في بوركينا فاسو أنّ ما لا يقلّ عن 26 “إرهابياً” قتلوا خلال عمليتين نفّذهما الجيش في شمال البلاد.
يوم 22 أغسطس 2020: أفاد تقرير بمقتل القيادي في تنظيم داعش بمنطقة الساحل، عبد الحكيم الصحراوي، وأن قوات فرنسية نجحت في قتله في إطار عملية “برخان”.
يوم 3 يونيو 2020 : نجح الجيش الفرنسي في قتل زعيم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب “عبد المالك دروكدال” في عملية شمال غرب مدينة “تساليت” المالية.
أبرز العلميات الإرهابية ضد القوات الحكومية والدولية -مكافحة الإرهاب
يوم 3 يناير 2021 : تلقّت قوّة برخان الفرنسيّة ضربة جديدة في مالي مع مقتل جنديّ وجندية من عناصرها في هجوم بعبوة ناسفة، وذلك بعد مقتل ثلاثة جنود في ظروف مماثلة.
يوم 29 ديسمبر 2020 : أعلنت الرئاسة الفرنسية أن (3) جنود فرنسيين لقوا مصرعهم في. في إقليم موبتي وسط مالي في إطار مهمة تهدف إلى محاربة الإرهابيين في منطقة الساحل بأفريقيا.
يوم 17 سبتمبر 2020: أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم الذي أدى لمصرع (8) أشخاص في النيجر هم (6) فرنسيين يعملون في المجال الإنساني ونيجريان.
تقييم جهود مكافحة الارهاب في غرب إفريقيا ودول الساحل الافريقي
حققت فرنسا في عام 2020 وفقا لـ ” فلورانس بارلي ” وزيرة الدفاع الفرنسية ” نجاحات عسكرية كبيرة، سواء من خلال قتل عدد من كبار المسؤولين في الجماعات الإرهابية أو من خلال مهاجمة سلاسل التوريد الخاصة بهم”. وأشارت خصوصاً إلى القضاء على قياديين من “القاعدة”، هما الإسلاموي الجزائري عبد “الملك درودكال” و “با أغ موسى” الذي كان يعد القائد العسكري لـ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، وأحد الكوادر التاريخية للتيار “الجهادي” في منطقة الساحل.
مازالت فرنسا تعزز من جهودها في منطقة الساحل الإفريقي وتكثف عملياتها ضد الجهاديين المضادة. لكن النجاحات للقضاء على بؤرالإرهاب ليست بالقدر الكافي مقارنة بتلك الجهود..
يقول المحلل لدى مجموعة الأزمات الدولية “جان أرفيه جيزكيل” في 28 يونيو 2020 إن “ما لا ريب فيه” أن نجاحات “تكتيكية” تحققت، إنما التباهي بها قد يكون سابقا لأوانه. وأضاف “تحدث الفرنسيون عن هذا في مناسبات عدة”. ويقول مصدر في مجموعة إغاثة في المنطقة “تحققت نجاحات تكتيكية لكن الأثر على المدى البعيد محصور، بل حتى معدوم.
على الرغم من الدعم اللوجيستي المقدم من بعض الدول الأوروبية لفرنسا في منطقة الساحل الإفريقي فمازال الانخراط الأوروبي ضعيف ومتواضع في مواجهة الجهاديين. ويعد السبب الرئيسي للتهديدات الفرنسية بتقليص عدد الجنود بقوة “برخان” والتلويح بالانسحاب الجزئي من منطقة الساحل الإفريقي.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات