تفجير بغداد الاخير دلالة لحروب بالوكالة

ابراهيم عطا : كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_تفجير بغداد الإرهابي المزدوج يوم امس الذي نتج عنه اكثر من ٣٠ شهيدا اعادنا الى موضوع قديم جديد يستغله الصهاينة احسن استغلال..وهو موضوع الجهل الشعبي والغباء الرسمي العربي لبعض الانظمة العربية…
فذكاء العدو الصهيوني يكمن في قدرته على استخدام هذا الغباء على المستويين الشعبي والرسمي لانجاز المهام والاهداف التي يستحيل عليه تنفيذها مباشرة، اولا كي يتفادى الخسائر البشرية والمادية، وثانيا حتى يتجنب الوقوع في مواقف حرجة وصور غير مرغوبة…
نعم، الكيان الصهيوني ليس خارق الذكاء، ولكنه يتقن استغلال هذا الغباء العربي الرسمي، والاسلامي الداعشي، فتره يبحث عن الطرق المناسبة ويمسك بالادوات الملائمة لتحريك بعض الانظمة في دولنا والتضحية بهم في سبيل الوصول الى مصالحه واهدافه النهائية، فيجعلهم يدفعون تكاليف هذه المهمات القذرة من دماء شعوبهم ومن ثروات بلدانهم، لينتج عنها في المحصلة النهائية المزيد من التخلف والامية و التدمير الذاتي في حرب غير علنية…
قد يظن البعض اني أتحدث عن الحروب بالوكالة المعروفة ب (بروكسي) والمنتشرة في الوقت الراهن على نطاق واسع، من خلال دعم احد الاطراف المتحاربة بالمال والسلاح من أجل الحصول على اوراق قوة وضغط، دون التدخل بالمواجهة بشكل مباشر…لا ليس هذا، فالكيان الصهيوني تخطى هذه المرحلة، و وصل الى مرحلة حروب “منكم واليكم والسلام عليكم”‘ أي أنه غير مستعد لدفع المال أو تقديم السلاح مجانا لأي طرف، انما يهيئ الظروف للحرب ومن ثم يصب الزيت على النار ويوجه بعض “الطباخين” عن بعد، وبعدها يأتي وقت الحصاد الكبير…
والامثلة على هذه السياسة الناجحة للعدو الصهيوني كثيرة جدا، منها ما حدث في سوريا على سبيل المثال حيث تم تدميرها باموال عربية “خليجية” ودماء عربية “مسلمة” تحت مسمى الثورة على ظلم النظام في دمشق…
اما المثل الآخر الحي والذي يستنزف أموال العرب والمسلمين بشكل غير مسبوق هو الحرب في اليمن وفي ليبيا وغيرها، ويعتقد بعض اغبياء العرب أنهم يمسكون بزمام الامور هناك ويوجهون الاحداث، وان بامكانهم تقرير مصير هذه الدول …
وما هي الا امثلة بسيطة على هذا النوع من الحروب الصهيونية القذرة والتي لم يتعظ المسلم الجاهل حتى الآن مما حصده الصهاينة من خلال الفتنة الطائفية، ولا الانظمة الغبية التي صرفت المليارات عليها وما تزال تعلمت الدرس من كبوات سابقة…
الرحمة لضحايا هذا الاعتداء الاجرامي الغاشم، والخزي والعار لضحايا الذكاء الصهيوني من حكام هذه الامة…وجمعة طيبة لكل الاحبة

شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post فيلسوف الروح ((الطبيب العليل))
دكتور هشام عوكل Next post الدوافع والهواجس بين أكبر قوتين وسوقين وحضارتين في العالم الصين واوروبا