أمن دولي ـ الوجود العسكري الأمريكي و الأوروبي في مياه الخليج

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_التهديدات الإيرانية المتصاعدة  والمفاجئة أحيانا خاصة في المياه الإقليمية الخليجية ، أصبحت تثير المخاوف بشأن فقدان مجموعة المصالح وتغير ميزان القوى لصالح إيران. كما أن التلويح الإيراني المستمر في اعتراض السفن التجارية وناقلات النفط التي تمر على مياه الخليج، جعل كل من أوروبا والولايات المتحدة إلى تشكيل قوات عسكرية بحرية مهمتها استتباب الأمن في هذه المنطقة الاستراتيجية و حماية مصالحها. لكن المقاربة الأوروبية في مسألة أمن الخليج تختلف عن نظيرتها الأمريكية من حيث النية والرغبة في تحديد كيفية التعامل مع التهديدات الإيرانية.

الوجود العسكري الأمريكي في مياه الخليج -أمن دولي

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إرسال حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن”، إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية عن استعدادات إيرانية محتملة لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية في المنطقة. كما أعلن الأسطول الخامس الأمريكي، افتتاح مركز قيادة في البحرين (مقر الأسطول)، لتحالف بحري عسكري تقوده واشنطن؛ لحماية الملاحة في منطقة الخليج، وفق تقرير نشره موقع وكالة “الأناضول” في 02 يناير 2020.

أعلنت البحرية الأميركية  في 21 ديسمبر 2020 أن غواصة الصواريخ الموجهة (يو إس إس جورجيا) العاملة بالطاقة النووية، دخلت إلى منطقة الخليج مع طرادات صواريخ موجهة، مشيرة إلى أن دخولها كان عبر مضيق هرمز. وقالت البحرية، بحسب مراسلة موقع “الحرة”، إن وجود الغواصة في منطقة عمليات الأسطول الخامس ” يؤكد التزام الولايات المتحدة بالشركاء الإقليميين والأمن البحري والاستعداد للدفاع ضد أي تهديد”، كما “يؤكد قدرة البحرية على الإبحار والعمل حيثما يسمح القانون الدولي بذلك”. والغواصة جورجيا مجهزة بقدرات اتصالات فائقة، وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخا من طراز كروز توماهوك، وذلك حسب ما ذكره موقع “الحرة” في 21 ديسمبر 2020. أمن دولي ـ التسلح الإيراني و مخاطره على الأمن الإقليمي والدولي

انطلق يوم 21 يناير 2021، التمرين البحري المختلط «المدافع البحري 21»، بين القوات البحرية الملكية السعودية والقوات البحرية الأميركية، ومشاركة قانصة الألغام البريطانية وذلك في قاعدة الملك عبد العزيز البحرية بالأسطول الشرقي بالجبيل، والتي تهدف إلى رفع الجاهزية القتالية وتوسيع التعاون الأمني البحري بين القوتين، من خلال تعزيز الأمن البحري وتأمين حماية المياه الإقليمية وتبادل الخبرات القتالية. ويستمر التمرين لأسبوعين في الأسطول الشرقي ومياه الخليج العربي حيث ينفذ الجانبان العديد من الفرضيات والتشكيلات للقطع البحرية وبمشاركة من وحدات الأمن البحرية الخاصة وطيران القوات البحرية ومشاة البحرية وتدريبات على الرماية بالذخيرة الحية، حسب ما نشره موقع صحيفة “الشرق الأوسط” في 22 يناير 2021.

الوجود العسكري الأوروبي في مياه الخليج -أمن دولي

تقدم كلٌّ من ألمانيا وبلجيكا والدانمارك وفرنسا واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال الدعم السياسي لإنشاء البعثة الأوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز. وترمي أعمال البعثة الأوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز إلى ضمان بيئة آمنة للملاحة البحرية وإلى تهدئة التوترات الإقليمية الراهنة، في سياق متابعة الأنشطة والمبادرات الحالية الأخرى في مجال الأمن البحري في المنطقة، ولا سيّما التحالف الدولي لأمن الملاحة البحرية.وستعمل البعثة على نحو عملي من أجل تعزيز الاطلاع على أوضاع البحار ومراقبتها من خلال توفير معدات إضافية للمراقبة البحرية في الخليج وبحر العرب، وفق ما ذكره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية.

أعلنت فرنسا في بداية العام الماضي انطلاق مهمة بحرية أوروبية في مضيق هرمز بهدف ضمان حرية الملاحة في الخليج إضافة لتعزيز نهج خفض التصعيد مع إيران. وبذلت فرنسا جهودا من أجل وجود بديل أمني أوروبي في مضيق هرمز بعد استبعاد الانضمام إلى تحالف بقيادة الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن مما وصفته واشنطن بتهديدات من إيران. قالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية إن الفرقاطة “كوربيه” بدأت في تنفيذ دوريات في مضيق هرمز. وأضافت -آنذاك- أن فرقاطة هولندية ستنضم للفرنسية في غضون نحو أسبوعين، حسب ما نشره موقع “سكاي نيوز عربية” في 31 يناير 2020. القوة البحرية المحتملة، لمواجهة القرصنة الإيرانية في مياه الخليج ؟

وحول طبيعة هذه البعثة والمهام التي ستقوم بها في مياه الخليج العربي، ذكر احدى تقارير وكالة “سبوتنيك”: “هذا الموضوع مرتبط بالسياسة الخارجية الفرنسية وبدرجة أقل بسياسة الاتحاد الأوروبي الجديدة وأيضا بالناتو، وقد قررت عدد من الدول الأوروبية إرسال بعثة وليس قوة عسكرية بالمعنى القتالي أو الهجومي، وإنما فقط لمراقبة الملاحة الدولية”. واضافت الوكالة : لفهم طبيعة هذه البعثة يجب فهم سلسلة من الأحداث، وهي أولا تطبيق آلية فض النزاع بين الاتحاد الأوروبي وبين إيران على خلفية الاتفاق النووي وانسحاب الولايات المتحدة منه، وتقليص إيران التزاماتها للمرة الخامسة على أساس التوتر القائم بين إيران والولايات المتحدة، حسب ما نشره موقع وكالة “سبوتنيك” في 24 يناير 2020.

تقييم القوة العسكرية الأوربية و الأمريكية و آفاق الأمن في الخليج

– من الواضح أن هناك فروقات في طبيعة النشاط الذي تقوم به القوة الأوروبية في مقابل القوة الأمريكية. تحاول الولايات المتحدة أن تجرّ أوروبا الى تحالف في المياه الاقليمية الخليجية وتمارس القيادة في ظل المهمات المنوطة بالقوة الأجنبية في مياه الخليج.

– وجد اختلاف في نوايا القوتين العسكرتين الأوروبية والأمريكية، بين الدفاعية والشبه هجومية. . القوة العسكرية الأوروبية تنطلق من عدم رغبة أوروبا في الدخول في مواجهة وصراع مع إيران، على اعتبار أن المصالح الإستراتيجية للقوى الأوروبية الكبرى (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) والاتحاد الأوروبي مع إيران، تتضمن تحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة الخليج العربي لا سيما أمن مياه الخليج وأمن المضائق والممرات التي تشملها منطقة الخليج، لما تكتسحه من أهمية استراتيجية في إمدادات النفط والملاحة البحرية وتأثير ذلك على الأسعار والاقتصادات.

المهمة والبعثة البحرية الأوروبية لا تتعدى كونها ذات طابع أمني دفاعي تتضمن حماية ومرافقة السفن التجارية وناقلات النفط في المياه الخليجية، على عكس الأمريكية التي من الممكن أن تدخل في مواجهة مباشرة في أي لحظة. فالمسألة مرتبطة بشكل أساسي باختلاف الحسابات والمصالح بين أوروبا والولايات المتحدة الامريكية، هذه الأخيرة التي تتعامل مع أزمة الأمن في مياه الخليج من منطلق الرغبة في النفوذ والحفاظ على القوة الصلبة في المنطقة، على عكس الموقف الأوروبي الذي يتجه إلى فكرة المهادنة والتعاون في سبيل عدم تحقيق خسائر اقتصادية وأمنية، بما أن أي صراع قد يحدث سينجر عنه تبعات أمنية خطيرة تجاه أوروبا بدءا بالهجرة والارهاب.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post هل سيوطّد فريق بايدن العلاقات الأمريكية السعودية أم يفككها؟
Next post اليمين المتطرف في ألمانيا ـ الإنترنت يسهل من تحويل الأفراد إلى متطرفين