ماهو التصفيح أو الربط؟ وما أضراره؟ وهل اندثر؟
نوارة بوعتروس
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_انتشرت منذ القدم في البلاد العربية والمسلمة عادات غريبة، لا تتوافق مع ما جاء به الدين ولا مع التقاليد التي اعتاد عليها المرء، كما أنها لا تمت بصلة للإنسانية والرحمة أصلا. والتي غالبا ما ترتبط بأفعال شنيعة تضر الجسد، والنفس وحتى العلاقات، كما تعرقل سير المستقبل.
إلا أن مثل هذه العادات السيئة وللأسف وجدت طريقا إلى أفئدة البعض فانصهرت في هويتهم وأصبحت جزء لا يتجزء منها، فكانوا يحسبون أنه من العار عدم تطبيقها.
ورغم اندثارها في بعض المناطق التي شهدت التطور وواكبت العصرنة عن طريق التفتح على الثقافات والفنون ومعرفة الصحيح من الخاطئ بالعلم، والمعلوم أنه لولا العلم لما اندثرت الخرافات ولظل المرء في ضلال.
ولكن، مع الأسف لا تزال بعض الأسر محتفظة ببعض الممارسات الموروثة رغم ضرها. والمخزي أن تلك “العادات” من شأنها أن تغير مجرى حياة بأكملها.
إن التصفيح عادة من بين تلك العادات التي وجدت ملاذا لها في بيوت المسلمين والعرب، والتصفيح يعد نوعا من أنواع الربط والسحر للفتيات، و قد سمي بسحر الحماية الذي انتشر كثيرا فيما مضى.
لحسن الحظ، أصبح تطبيق ذلك الفعل الشنيع في حق الفتاة وفرجها وحتى طبيعتها البشرية مع مرور الزمن نادرا.
والتصفيح يتلخص في خطوة تقوم بها الأم مستعينة بالمختصين في العملية.
حيث تربط الأم فتاتها في سن مبكرة (قبل البلوغ) وذلك لضمان نجاح عملية التصفيح. حيث تقوم بذلك للحفاظ على عذرية ابنتها في جميع الحالات ومحطات الحياة (الاغتصاب وغيرها)، فالشرف متعلق بفتيات العائلات وبكاراتهن.
تصبح الفتاة بعد ذلك وكأن لا فرج لها؛ تغافلت الأمهات عن كون هذه العملية سحرا، وعن إمكانية إلحاق الضرر بالفتاة وحياتها الزوجية.
تفكر الأم في فتح الربط عند زواج ابنتها (إما عند الرقاة، أو السحرة المشعوذين)، فغالبا ما لا يفتح السحر ويستمر حتى بعد الزواج (فتبقى عذراء رغم زواجها)
وتبقى تحت رحمة الزوج وأهله إن تقبلوا الفكرة، أم اتهموها بما لا تفقه فيه شيئا، كما قد يُحدث مشاكلا جمة، كتأخر الزوجة في الإنجاب أو حتى عقمها.
لذلك.. فَرض على مجتمعنا العربي والإسلامي أن يقطع نسل هذه العادات من جدوره، عن طريق البحث العلمي والديني، من أجل تقويم وتصحيح بعض أسس الحياة.
المجلة الثقافية الجزائرية