الامبريالية المتوحشة و-النظام العالمي الجديد-: جذور المؤامرة على شعوب غرب آسيا

خليل اندراوس

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_جيد ان نذكر بعض المعاني ورموز النورانيين والمنظمات الصهيونية مثل ذكرهم لـ “النظام الاجتماعي الجديد” الذي يترجم في عصرنا الحالي بـ “النظام العالمي الجديد”.
قال هرتسل في كتابه الدولة اليهودية ما يلي: “ومن هناك (أي من فلسطين) سوف نشكل جزءا من استحكامات اوروبا في مواجهة آسيا كموقع امامي للحضارة في مواجهة البربرية، وعلينا، كدولة طبيعية – ان نبقى على اتصال بكل اوروبا التي سيكون من واجبها ان تضمن وجودنا”. وعلى ارض الواقع بعض اقامة دولة اسرائيل اصبحت هذه الدولة قاعدة امامية للامبريالية العالمية وخاصة للولايات المتحدة وهناك من يعتبرها الولاية الـ 52 لأمريكا.
واسرائيل هي الحليف الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري للامبريالية العالمية المتوحشة، وكعلاقة جدلية تحولت الولايات المتحدة – امبراطورية الشر العالمي – الى دولة مختطفة من قبل اللوبي الصهيوني العالمي.
وموقف الولايات المتحدة الاخير الرافض لقرار محكمة لاهاي الدولية الذي يسمح بالتحقيق ضد اسرائيل في قضايا تتعلق بالضفة الغربية وغزة لاكبر دليل بان امبراطورية الشر التي تمارس سياسات التدخل السياسي والاقتصادي والعسكري، تحت شعارات كاذبة بأنها تدافع عن “حقوق الانسان” و”الدمقراطية” او “الحرب على الارهاب” او “الحرب على المخدرات”، هي سوية مع قاعدتها الامامية في الشرق الاوسط اسرائيل، تمارسان الاعمال الارهابية بحصارها الاقتصادي والسياسي والحروب العدوانية المتكررة، ضد العديد من دول وشعوب العالم، نذكر منها ايران وسوريا وكوبا وفنزويلا ونذكر جرائمها الارهابية في ليبيا والعراق. ونذكر جرائم الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاستيطان الكولونيالي والحصار البربري لغزة. وهذه السياسات هي اكبر ارهاب يمارس ضد العديد من شعوب العالم من قبل الولايات المتحدة عالميا وربيبتها اسرائيل في المنطقة.
ولعل اكبر ارهاب تمارسه الولايات المتحدة الآن هو الحصار الاقتصادي والسياسي ضد ايران والشعب الايراني، فمن يريد السلام لشعوب غرب آسيا لا بل والعالم عليه ان يناضل ضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وضد حصار غزة، ومن اجل الاعتراف بالحقوق العادلة والانسانية للشعب الفلسطيني وان يرفع شعار ويناضل من اجل شرق اوسط خالي من السلاح الذري وليس فقط مطالبة ايران بعدم امتلاك هذا السلاح، فحكومات اسرائيل تمارس سياسات العدوان والحرب ضد شعوب المنطقة وهي التي تمتلك سلاحا ذريا وفقا لمصادر اجنبية بل وتعتبر دولة “عظمى”، لذلك يجب النضال عالميا وهنا ايضا داخل اسرائيل لكي يصبح الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح الذري وكأحد اسس السلام في منطقة غرب آسيا وبالدعم الامريكي اللامحدود لسياسات اسرائيل الشوفينية العنصرية ودعم الاحتلال والاستيطان الكولونيالي استطاع الباطل الصهيوني العالمي ان ينتصر مرحليا على صاحب الحق التاريخي والانساني في هذا الوطن – فلسطين – الفردوس المفقود – ولكن صمود الشعب الفلسطيني ونضاله المثابر في كل اماكن تواجده سيغير كل المعادلات وسيقضي على كل المؤامرات والخيانات، وغطرسة القوة الصهيونية العنصرية الشوفينية مصيرها مزبلة التاريخ، وستنتصر القضية الفلسطينية الانسانية الكونية العادلة.
لا شك بان مؤسس الحركة الصهيونية هرتسل وبعده كل عمل ونشاط الحركة الصهيونية فرضا المشكلة اليهودية على الوعي العالمي، خاصة الامبريالي الامريكي واوروبا، ونجحا في تحويلها الى عامل سياسي مؤثر بل مسيطر على الامبريالية البريطانية والغربية وبعد ذلك على الولايات المتحدة لا بل على كل طبقة رأس المال العالمي، طبقة التجار بدم الشعوب خدمة “لشركات الاحتكار” العابرة للقارات وشركات صناعة السلاح وشركات النفط. ويتم هذا ايضا بالتعاون والتنسيق مع النورانيين، والمرابين العالميين وامبراطورية روتشيلد المالية وغيره من اصحاب رأس المال العالمي شلدون ادلسون الذي توفي في الفترة الاخيرة والذي كان يمول وينشر صحيفة اسرائيل اليوم الداعمة لنتنياهو، وكذلك صحيفة “مكور ريشون” اليمينية الاكثر تطرفا.
وهكذا اصبح كل الشرق الاوسط بل وغرب آسيا ساحة للحروب على الموارد، ومنطقة التمزق والفوضى وساحة للارهاب المدعوم من قبل الثالوث الدنس – الولايات المتحدة واسرائيل، وانظمة الاستبداد الرجعي العربي – السعودية، ودول الخليج العربي بل الامريكي. وهنا اريد ان اذكر بان مؤسس الحركة الصهيونية هرتسل والذي عاش في باريس من تشرين اول عام 1891 حتى شهر تموز عام 1895 مع بداية قضية درايفوس تبنى مواقف تنظر الى المشكلة الاجتماعية كمشكلة اساسية في المجتمع والدولة، بدون ان يربط هذه المشكلة الاجتماعية او تلك بالمشاكل السياسية والثقافية وبدون ان ينظر الى الاقتصاد كأساس لكل مركبات البناء الفوقي للمجتمع أي مجتمع. وللأسف هذا ما يفعله البعض الآن في المجتمع العربي عامة، وهنا في الداخل – أي داخل اسرائيل.
فقبل ايام، سمعت مقابلة تلفزيونية مع احد المرشحين للكنيست، يطرح ويقول بانه لا ينتمي لليسار ولا لليمين، ويريد ان يطرح فقط القضايا الاجتماعية للمجتمع العربي في اسرائيل. وعندما اسمع هذا الكلام وهذه الاقوال اتساءل مع نفسي هل هذا جهل “هرتسلي” ام برنامج سياسي استراتيجي يهدف تمزيق الوحدة الوطنية القومية الفلسطينية داخل اسرائيل، بهدف تحويل نضالنا من اجل المساواة القومية ومن اجل انتصار القضية العادلة لشعبنا الفلسطيني الذي يعاني من ابشع سياسات الاضطهاد العنصري الشوفيني الصهيوني الى قضية اجتماعية صرف، بل الى قضية استجداء وخنوع وتقبيل يد المتغطرس بقوته العنصرية، ان هذا الطرح قمة الجهل. فأي مشكلة اقتصادية اجتماعية ثقافية، وكذلك مشاكل الفساد في الدولة والعنف في مجتمعنا لا يمكن حلها بدون مواقف سياسية تقدمية وطنية، قومية، طبقية، اممية، فالقومي الحقيقي هو الاممي الحقيقي والاممي الحقيقي هو القومي الحقيقي، مواقف مناضلة ضد الفكر الصهيوني بشكل عام واليمين الاسرائيلي بشكل خاص، الذي يمارس سياسات الاضطهاد القومي والاستيطان والاحتلال، وليس من خلال الارتماء بأحضان اليمين الصهيوني، كما تفعل انظمة التطبيع لا بل الخيانة في البحرين والامارات والسودان والمغرب وكوسوفو.
وأنظمة الاستبداد والتطبيع مع اسرائيل والتي ترفع شعار “الاخوة الانسانية” وتمنح الجوائز باسم ابن زايد وتحت هذا الشعار “الاخوة الانسانية”، لهو أكبر خديعة وخيانة يقوم بها هذا الثالوث الدنس أي الولايات المتحدة واسرائيل وأنظمة الاستبداد العربي وعلى رأسها السعودية والامارات والبحرين، لأن هذا الثالوث الدنس يمارس جرائمه ضد الانسانية ليس فقط في سوريا واليمن وليبيا بل على مستوى عالمي، وما تفعله الآن الامارات من تأجيج الصراع بين اثيوبيا والسودان لأكبر مثل على ذلك.
وتوقف الامارات والبحرين عن دعم منظمة الاونروا هو دليل آخر على خيانة وبربرية هذه الانظمة الرجعية للقضية الفلسطينية الانسانية العادلة، ولسخرية القدر يأتون آل زايد ويرفعون شعار”الاخوة الانسانية” مثلهم مثل حكام اسرائيل، والصهيونية العالمية الذين يمارسون ابشع سياسات الاضطهاد والجرائم ضد الشعب الفلسطيني ويتهمون المستضعف والمحاصر والذي يعاني من سياسات الاحتلال والاستيطان أي الشعب الفلسطيني المقاوم والصامد والمناضل بانه يرفض السلام ويمارس الارهاب.
ولكن الحقيقة هي بان الايديولوجية الصهيونية قامت على فكرة الارهاب والقتل والتدمير، والتطهير العرقي. وهذا الارهاب يشكل ركنا اساسيا من اركان الايديولوجية الصهيونية، فهو لا يقتصر على كونه اسلوب او عمل او حادث بل وسيلة مثلى لتحقيق الاهداف، حيث اصبح جزء متكامل من الايديولوجية الصهيونية، منذ ثيودور هرتسل مرورا بجابوتنسكي وبن غوريون واسحاق شمير وبيرس وشارون، احتلت عقيدة العنف موقع الصدارة في الايديولوجية الصهيونية.
ونقول كما فعلت الحركة الصهيونية من اعمال قتل وتهجير وتطهير عرقي واحتلال، كذلك فعل الامريكان الذين اقاموا دولتهم على المبدأ نفسه حيث قاموا بقتل وتهجير اهالي البلاد الاصليين الهنود الحمر والاستيلاء على اراضيهم فسياسات الولايات المتحدة خاصة في فترة اليمين الامريكي والايديولوجية الصهيونية العنصرية التي تنفي وجود الشعب الآخر صاحب هذا الوطن – فلسطين هي سياسات عنصرية متجذرة.
لا شك بان العدوان الاسرائيلي على مصر وسوريا والاردن عام 1967، يعتبر كارثة حلت بالعالم العربي، وهذا العدوان شنته اسرائيل بمساعدة الدول الامبريالية وبالدرجة الاولى الولايات المتحدة، والصهيونية العالمية وبمعرفة ومباركة الملك السعودي فيصل الذي قدم النصيحة للامريكان بتقطيع عبد الناصر إربا اربا.
وكانت اهداف هذا العدوان ضرب القوات المسلحة لهذه البلدان العربية والاطاحة بالنظامين التقدميين في مصر وسوريا والاستيلاء على كامل فلسطين وأراض عربية اخرى وتثبيت أسس الاستعمار الجديد الصهيوني الامريكي في الشرق الاوسط، وضرب حركة التحرر الوطني للشعوب العربية في كل اماكن تواجدها.
لقد غيرت كارثة حزيران عام 1967 مجرى التاريخ العربي الحديث، بحيث لم يحدث بعدها حدث الا وكان لنتائج تلك الحرب دور فيه، في تلك الحرب أي الكارثة عام 1967 يذهلنا ما تسرب من اخبار عن قائد عام، المشير عبد الحكيم عامر، الذي بقي ساعات معلقا بين السماء والارض، اوامره لا تنفذ، ودفاعه الجوي مقيّد ومطاراته معطلة، لأسباب عجيبة غريبة ومعظم طيارية يغطون في نوم عميق بعد سهرة صاخبة (يمكن لمن يرغب في الاستزادة من المعلومات الاطلاع على تقرير لجنة التحقيق العسكرية العليا التي حققت في اوضاع الطيران المصري مما أدى الى ليس نكسة عام 1967 بل كارثة عام 1967.
وهنا اذكر بانه في الـ 5 من حزيران شوهد على شاشات الرادار الاردنية سرب طائرات في طريقه من مصر الى اسرائيل، وبعد ان اقنع المصريون الملك حسين بان هذه الطائرات هي طائرات مصرية، اصدر الملك حسين اوامره بالمهاجمة على الفور – في القدس! وبالفعل كانت هذه الطائرات طائرات اسرائيلية في طريق عودتها من مصر حيث وجهت ضربة مدمرة لسلاح الجو المصري والذي فوجئ بالغارة.
هذه الحرب أي كارثة 1967 غيرت الشرق الاوسط في ستة ايام، وهنا لا بد وان اُذكّر من لا يريد ان يتذكر ما قاله الرئيس المناضل جمال عبد الناصر، احد اهرامات مصر، في معرض تقدير مساهمة الاتحاد السوفييتي في الدفاع عن البلدان العربية بوجه العدوان الاسرائيلي حيث قال وأكد: “بان الاتحاد السوفييتي وفى بجميع تعهداته العسكرية والسياسية والاقتصادية، فلولا تأييده (أي تأييد الاتحاد السوفييتي) لكان وضعنا صعبا. ان الاتحاد السوفييتي هو حقا الدولة العظمى الوحيدة القادرة على مساعدتنا في احراز الاهداف… ولولاه لكان اعداؤنا استطاعوا فرض اية شروط يرغبونها” (الاهرام بتاريخ 25/3/1970).
في حرب رمضان سنة 1973 حقق الجيشان السوري والمصري انجازات تُعد مفخرة لهما في التاريخ العسكري الحديث فقد جاوز النجاح عبور قناة السويس أي تمرين عسكري ثم يكتشف العالم بعد الحرب، التي توقفت لاسباب مشبوهة انها كانت حرب تحريك لا حرب تحرير، وبداية للقضاء على كل عمل عربي موحد والخطوة الاولى في طريق الاستسلام، وبذلك تحول النصر الى هزيمة لاسباب واهية، وخطوات مشبوهة قام بها السادات منها عد السماح للجيش المصري الاستمرار في التقدم في الحرب وتحرير سيناء حيث توقف الجيش المصري على بعد 10 – 20 كيلومتر من قناة السويس وبذلك سمح للجيش الاسرائيلي عبور قناة السويس والوصول الى مسافة 100كم من القاهرة وفي النهاية تبنت مصر سياسات المحادثات وحلول الخطوة خطوة وقامت الولايات المتحدة واسرائيل برفض قرار مجلس الامن 242 المطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من كامل الاراضي التي احتلت عام 1967، واصبح كيسنجر بل عزيزي كيسنجر كما كان يناديه السادات صاحب الموقف المقرر وتم تحييد الاتحاد السوفييتي الذي كان يسعى الى حل شامل تلتزم به اسرائيل بالانسحاب من كامل الاراضي التي احتلت في عام 1967، وقام السادات في عام 1979 بتوقيع معاهدة السلام بين مصر واسرائيل فأخرج العالم العربي من حلبة الصراع، وزار القدس، وصلى بحراسة المحتل الصهيوني العنصري، وفعل ما لا يفعل من قبل أي “زعيم” مخلص لشعبه ووطنه وخان القضية العادلة الانسانية الكونية الفلسطينية وهذا ما ترتكبه انظمة الاستبداد الرجعي العربي في الامارات والبحرين والسودان والمغرب وكوسوفو.
وهذه القضية تفرض على كل انسان ان يعود بذاكرته الى تاريخ هذا الرجل أي السادات، وكيفية وصوله الى السلطة، وتحضيره منذ سنوات لهذا الدور الذي أداه على افضل وجه خدمة للامبريالية العالمية وخاصة الامريكية، مصاصي دماء الشعوب، والصهيونية العنصرية الشوفينية والتي تمارس الآن ابشع سياسات الاحتلال والاستيطان الكولونيالي والتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني.
وبعد حرب اكتوبر عملت اسرائيل وبالتنسيق الاستراتيجي الكامل مع الولايات المتحدة الى ترويض لبنان كدولة وتقسيم ليس فقط لبنان وكذلك سوريا والعراق الى دويلات طائفية، وبدأت الخطة من لبنان، واستدرج الشعب اللبناني الى حرب اهلية، وجدت ارضا خصبة ومهيأة لذلك، ولعب عملاء امريكا واسرائيل في لبنان دورا رئيسيا في تنفيذ هذا المشروع.
وهنا لا استطيع ان لا اذكر مآثر المخابرات المركزية الامريكية في لبنان، وخاصة الآن بعد تمكن الولايات المتحدة ومخابراتها من تهريب مجرم الحرب الفاخوري من سجنه في لبنان، فالاوساط الحاكمة في الولايات المتحدة لم تفكر ابدا في الماضي، والآن التخلي عن مواصلة حربها السرية والارهابية، على شعوب الشرقين الادنى والاوسط، وهنا اذكر ما كتبه ويلبر ايفلاند رجل المخابرات المركزية الامريكية في ربيع عام 1975 عندما بدأت الحرب الاهلية في لبنان حيث استيقظ في اعماق روحه ما يشبه تأنيب الضمير من المصير الفاجع للمدينة، أي بيروت التي قام فيها بأولى خطواته في مجال “الدبلوماسية السرية” والافضل تسميتها “بالارهاب السري”، كتب يقول: “… ساحة الشهداء، اشجار النخيل وقد بترت الالغام هاماتها بترا، بيوت مدمرة تحدق في بعضها البعض بإطارات نوافذها الفارغة. واجهات بيوت محروقة مكسوة بكساء اسود كثيف من الهباب تبدو مخيفة بمظهرها المتشابه البائس الكئيب، تمتد من ثغراتها الشوهاء اصابيع قصباتها الفولاذية المتشنجة، والغبار الاسمنتي يتطاير على السلالم العارية لدى اقل هبوب للريح” ويستمر ويقول: “لقد رأيت كيف كان المرفأ يحترق في اسفل وهو الذي كان مرفأ هادئا مسالما منذ 25 سنة عندما جئت الى هنا للمرة الاولى (أي الى بيروت)، اني اشتركت من قبل في تدخل الولايات المتحدة السري في شؤون لبنان الداخلية، وان تدمير هذا البلد الذي بدا الآن حتميا كان جزئيا نتيجة لتدخلنا”. وعمليا زرعت وكالة المخابرات المركزية بذور تحطيم النظام البرلماني في لبنان ودفعت البلاد نحو حرب اهلية، كانت نتائجها وخيمة وكارثية على الشعب اللبناني.
وفي نهاية سبعينيات القرن الماضي وبعد الثورة في ايران واسقاط نظام الشاه الذي كان يعترف وينسق مع حكومات اسرائيل والسعودية، حول النظام الايراني الجديد السفارة الاسرئيلية الى مكتب لتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد ذلك جرت احداث كارثية في الشرق الاوسط يصعب الآن الدخول في تفاصيل هذه الاحداث، اذكر منها الحرب العراقية الايرانية، واحداث 11 سبتمبر 2001، واحتلال افغانستان واحتلال العراق وبعد ذلك بدأت مؤامرة الثالوث الدنس – الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية ودول الخليج العربي بل الامريكي، بهدف تمزيق سوريا الى دويلات، وكل هذه الاحداث وكل ما حصل ويحصل الآن هو لخدمة طبقة رأس المال النفطي وصناعة السلاح، تجار الحروب، وبهدف تحقيق الهيمنة الامبريالية الصهيونية على منطقة غرب آسيا، وما جرى ذكره في هذا المقال هو جزء بسيط من جذور المؤامرة العالمية الامبريالية الصهيونية على شعوب المنطقة فالمشروع لا بل المؤامرة الصهيونية العالمية، والتي تلقى الدعم غير المحدود من قبل الامبريالية العالمية، التي اوجدته، تحقق النجاحات الآن، وايضا بفضل تعاون الانظمة الرجعية العربية، وهدف هذا المشروع تمزيق وتدمير دول المنطقة وخلق صراعات دينية وأثنية، ويتم الوصول الى هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب الذي يطلق عليهم اصحاب الفكر اليهودي العنصري الشوفيني اسم الجوييم (لفظ بمعنى القطعان البشرية يطلقه اليهود المتدينين على البشر من الاديان الاخرى) الى معسكرات متنابذة تتصارع الى الابد حول عدد من المشاكل التي تتولد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها، ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها (وتسليح السعودية وانظمة الاستبداد العربي بمئات مليارات الدولارات هو جزء من هذا المخطط)، ثم يجري تدبير “حادث” او ازمة او صدام في كل فترة لكي ينقض بعض هذه المعسكرات على البعض الآخر وما يجري في سوريا واليمن وليبيا والعراق، مثل على ذلك، والهدف تحطيم الحركات الوطنية التحررية وخلق صراعات دينية، وما يجري الآن من صراع تحت اسم الصراع بين السنّة والشيعة، اكبر مثال على ذلك، بحيث اصبحت ايران هي عدو الأمة العربية، واصبحت دولة الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري والمتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني، الدولة الصديقة.
وما يجري في الفترة الاخيرة من تطورات سياسية في العالم العربي خاصة سياسات التطبيع مع دولة الاحتلال والاستيطان، دولة الابرتهايد، يخرج القرطاس عن طوعه، ويتداعى القلم، ولكن من يحمل الفكر الجدلي الثوري التقدمي الماركسي، يبقى متفائلا، ومؤمن بحتمية انتصار الشعوب المناضلة من اجل تحررها، خاصة الشعب الفلسطيني، سلام الشعوب بحق الشعوب.

الحوار المتمدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post إشكالية الحرية في ضوء كتاب مفهوم الحرية للمفكر عبد الله العروي
Next post حوارات القاهرة أسرارٌ قوميةٌ أم قضايا شعبيةٌ