نوارس ليبية ..

زاوية تطل علينا بها الاعلايمة الليبية غادة الطبيب كل يوم الاربعاء

الفنان التشكيلي الليبي صلاح بلحاج.
صلاح الدين سليمان بلحاج ، مواليد طرابلس 1966, خريج كلية الفنون والاعلام دفعة 1993 ، متحصل على درجة الماجستير في الفنون ..
التقيناه في دار الفنون ، بدا واثقا ، بشوشا ،مليئا بالأفكار وكان لنا معه هذا اللقاء ..
لكل فنان تشكيلي بداية فكيف اكتشفت بذرة الرسم في داخلك ؟
الموضوع غريب جدا فقد دخلت كلية الفنون بمحض الصدفة ولم اكن اعلم أننى موهوب ، كنت ارسم بالطبع ولكن بالاستمرارية والدراسة اكتشفت وجود الموهبة لدى .
هل كانت هناك معارضة من الأهل خاصة وأن دراسة الفنون لاينظر إليها بعين الجدية ؟
قوبل دخولى لكلية الفنون بالترحاب من طرف والدي ووالدتي ولم يكن هناك أى معارضة .
هل أنت من المدرسة التى تقول أن الرسم موهبة فطرية إما توجد وإما لا أو من انصار أن الموهبة تحتاج لصقل ودراسة ؟

لا اعتاش من الفن

الرسم موهبة ولكن الإنسان احيانا يجهل وجودها وفي خلال الدراسة يكتشف ذلك وبالتأكيد تحتاج لصقل واطلاع ودراسة واهتمام .
هل ترى أن التلقين الاكاديمى كاف لامداد الفنان التشكيلي بالأدوات اللازمة للبقاء في عالم الفن التشكيلي ؟
بالتأكيد ، لدينا نخبة من الاساتذة الاكاديمين الاكفاء الذين تولوا تأهيلنا وتدريبنا وتوجيهنا ولكن فترة الدراسة تكون محددة في اتجاه واحد وهو الاتجاه الواقعي وبعد التخرج يختار الاتجاه الذي يعبر عنه .
هل احتجت لسنوات كى تحدد انتمائك الفنى أو المدرسة الفنية التى تنتمى إليها ؟
يحتاج الفنان التشكيلي لوقت طويل كى يحدد الاتجاه المعبر عنه وعن مجتمعه وقد اتجهت للمدرسة التعبيرية ولازلت لليوم انتهجها وهى متجددة دائما .

الفنان التشكيلي صلاح بلحاج

يلاحظ ميلك لتدرجات اللون الأزرق فهل هناك سر وراء استخدامك لهذا اللون بكثرة ؟
لا يوجد سر ، فقط حبي للون الأزرق وطبيعة العمل الفنى أحيانا تفرض عليك استخدام اللون الأزرق والأحمر فهذه الالوان الحارة تتميز بقدرتها على جذب المشاهد .
ماهو مصدر الهامك الفنى ؟
المدرسة التعبيرية وبالتحديد رسم البورتريهات واكثر من يلهمنى موديليانى في تفاصيله كشكل الرقبة وطولها وبالطبع غيرت قليلا ووضعت في لوحاتى من روحى ، موديليانى هو من استلهمت منه شكل البورتريه ، اما مصدر الالهام فكل حدث يلهمنى خاصة المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان كالتعذيب والهجرة ، بمعنى المواضيع المستفزة .

الربيع قادم لا محالة

نعم وهذه اراء مجموعة من الفنانين الليبيين الذين يرون أن ما اقدمه رؤية جديدة وطرح جديد وتحديدا مواضيع اللوحات كالمشهد الاجتماعي الليبي فاتمنى أن تكون فعلا رؤية جديدة .
بعض الروائيين يصرحون أن شخصيات اعمالهم تسرق منهم القلم وتتابع كتابة نفسها فهل هناك لوحة فرضت عليك اتجاه لونى محدد أو استعصى عليك اتمامها ؟
اللوحات بطبيعتها تأخذ من وقتى الكثير وتحتاج لتحضير وحتى سيناريو للوحة وخلق دراما داخل العمل الفنى ، احيانا يحتاج العمل الفنى سنة حتى يكتمل


اجهز لمعرض فنى سيستغرق وقتا لأن لوحاتى تستغرق منى الكثير من الوقت

مدينة يحكمها الخوف

هل البيئة صالحة لخلق اجيال جديدة من الفنانين التشكيليين ؟
نعم ، الواقع السياسي والاجتماعي والمعاناة هى التى تفرز الفنان فالمشهد العربي والليبي يدفعك لذلك فالفنان يتأثر بهذه الاحداث ويتفاعل معها ، احد اعمالى استلهمتها من معاناة مساجين ابوغريب في العراق فالمعاناة تخلق الابداع .
هل أنت من انصار نظرية الفن للفن أو من انصار أن الفن يجب أن يحمل رسالة وقيمة ؟
أنا من انصار نظرية الفن للفن ، وظيفة الفن اكبر من المتعة الزائلة والفن التشكيلي لابد له من رسالة وقيمة جمالية وفنية وتكون موجهة للعالم اجمع .
هل تحلم بأن ترسم لوحة فنية تعلق في المتاحف العالمية وتباع بملايين الدولارات ؟
المفروض أن الدولة تكون مهتمة بالفن التشكيلي فكدولة لايوجد لدينا متحف خاص بالفن التشكيلي فالمتاحف هى التى تهتم بهذه الأشياء فاللوحات هى مرآة الحضارة التى نعيشها والكثير من الاعمال الفنية لتشكيليين ليبيين فقدت للأسف بسبب عدم وجود مكان لحفظها ، عموما يجب أن نوثق اسلوب حياتنا في عمل فنى ويكون لنا متحف خاص باعمالنا .
الفن في ليبيا يكفى أن يطعم خبز ؟

.احب اعمالى إلى قلبي لوحاتى الأخيرة .


المعضلة هنا أن الفن يجب ألا ينظر إليه كربح مادي ، هناك بالطبع من يعتاش من الفن ولكن اغلب هؤلاء ليست لديهم رسالة موجهة للمجتمع ومن وجهة نظري للفن اتجاه واحد وهو الفن للفن فقط ولا ابحث عن الربح ولا اعتاش من الفن .
يتهم المثقفون أنهم يعيشون في ابراج عاجية وأنهم لم يستطيعوا الوصول لعامة الشعب فما ردك خاصة وانك تزعم أن لوحاتك محاكاة للواقع ؟
هذه الاشكالية حلت بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالى يمكن لمن لم يزور معرض فنى في حياته أن يرى ويتفاعل ويبدى اعجابه أما عملية العرض والمعارض فتحتاج لمجتمع مرفه بعيد عن المعاناة ، فبالفعل وسائل التواصل حلت المشكلة .
على من تلقى باللائمة على عدم اهتمام عامة الشعب بالفن التشكيلي ، وزارة الثقافة أو المواطن أو الظروف السياسية والاقتصادية ؟
اللائمة على وزارة الثقافة لأنها معنية بنشر المعارض التشكيلية ورفع وعى الناس على الأقل عبر التلفزيون لأنه الاقرب للناس ويستطيعون من خلاله الوصول للناس

عازفة البيانو.

الروتين اليومى يقتل روح الابداع أم تنميها من باب أن الابداع يولد من رحم المعاناة ؟
هذا يعتمد على شخصية الفنان نفسه فأحيانا لا يجد وقت للرسم وإن ترك نفسه للظروف الحياتية فقد لا يبقى لديه وقت للرسم فيجب أن يسرق الوقت من الحياة رغم الظروف والضغوط .
التواجد مع الاطفال في مكان عملك كأستاذ للرسم وتنمية مواهبهم كم اضاف لك من متعة ؟
استفدت منهم جدا والوقت الذي اقضيه معهم جميل ، احاول خلق اجواء لهم ولا افرض عليهم مواضيع معينة بل اترك لهم الخيار واستعمال المخيلة ورسوم الأطفال مصدر من مصادر الهامى فمن الصعوبة النزول لمستوى العفوية والبراءة لدى الأطفال ورؤيتى الجديدة خليط من الواقعية والرمزية والتعبيرية وحتى رسوم الأطفال هى التى احدتث فرق في اعمالى الفنية.

مدنية تحت المجهر

أحب مشاهدة اعمالى أكثر من العمل عليها .


البعض يتجنب المدرسة الرمزية لأنها صعبة الفهم فهل تجد نفسك احيانا مضطرا لطرق باب المدرسة الرمزية لكى توصل رسالة معينة ؟
رؤيتى الجديدة هى مجموعة اتجاهات في عمل فنى واحد فمن الصعوبة بمكان الانتقال من اتجاه لاتجاه في اللوحة الفنية وهذا الخليط يفى بالغرض ويستطيع ايصال رسالتى للمشاهد .
هل لديك منافسين في الساحة التشكيلية الليبية أو تسلك دربا متفردا لايوجد فيه مجال للمنافسة ؟

الجميلة والوحش.

الفن التشكيلي من وجهة نظري لايوجد فيه مجال للمنافسة فلكل فنان مصادره التى يستقى منها الالهام وكلما تعددت المصادر برز العمل الفنى ورسالته وبالطبع فلكل فنان رسالة مختلفة وهذا يبعد شبح المنافسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post هنا وطني (صفرة الللا)
Next post قصص المدار التاريخية ((يوسف العظمة بين البطولة والإسطورة))