أمن الشرق الأوسط ـ هل من دور أوروبي فاعل ؟

بقلم بسمة فايد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تتعرض الدول الأوروبية لانتقادات كثيرة بشأن حجم مشاركتها في مجال محاربة التطرف والارهاب وتبادل المعلومات في منطقة الشرق الأوسط. حيث لا يرتقي الانخراط الأوروبي و الجهود الأوروبية المبذولة إلى حجم المخاطر التي تشهدها دول المنطقة ولا تتناسب مع إمكانيات دول الاتحاد.

التعاون الأمني مع دول الخليج  – أمن

أصدرت بريطانيا، قرارا بتعيين مبعوث جديد لمنطقة الخليج. وأعلن بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، قرارا بتعيين إدوارد أندي ليستر، مبعوثا خاصا لمنطقة الخليج، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”. وأكد “جونسون” وقال جونسون في هذا الصدد: “الخليج منطقة ذات أهمية بالغة من الناحيتين الاقتصادية والجيوسياسية. يسعدني أن أرسل اللورد إدوارد ليستر للعمل مع شركائنا هناك” وفقا لـ”سبوتنيك”.

تحدثت السفيرة الفرنسية “آن كلير ليجيندر”عن التعاون العسكري والأمني مع الكويت ، مشيرة إلى الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وأهمها بداية تسليم فرنسا للكويت لطائرتي كاراكال في نهاية العام 2020، على أن تستمر في تسليم باقي الصفقة التي تحتاج إلى التدريب على استخدامها وصيانتها. وأردفت بالقول: سلمنا للكويت (300)آلية عسكرية مختلفة لعدد كبير من الوزارات”

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قيام بلاده بنشر وحدات عسكرية تحت اسم “وحدات القوات الخاصة جاغوار” في شبه الجزيرة العربية وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 18 يناير 2020. ولتعزيز الأمن البحري في هذه المنطقة الاستراتيجية. كما عمدت إلى نشر منظومة رادار على الساحل الشرقي للملكة العربية السعودية من أجل تعزيز دفاعاتهاأعلنت فرنسا بدء مهمة بحرية أوروبية في مضيق هرمز بهدف ضمان حرية الملاحة في الخليج إضافة لتعزيز نهج خفض التصعيد مع إيران. وتقول وزارة القوات المسلحة الفرنسية الخميس إن الفرقاطة كوربيه بدأت في تنفيذ دوريات في مضيق هرمز. وأضافت أن فرقاطة هولندية ستنضم للفرنسية  وقدمت ألمانيا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال “دعما سياسيا” لتشكيل بعثة أوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز.

التعاون الأمني مع مصر

أعلن  المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية في 30 يناير 2021، عن انطلاق  فعاليات التدريب الجوي المصري الفرنسي المشترك بإحدى القواعد الجوية المصرية بمشاركة عدد من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من مختلف الطرازات. وتبادل الخبرات التدريبية وتنفيذ طلعات التدريب على مهام العمليات للقوات المشاركة.

التقى الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” مع نظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون” في قصر الإليزيه في ديسمبر 2020، لتعزيز العلاقات بين البلدين، ومناقشة أزمات في الشرق الأوسط وتركيا وليبيا وشرق البحر المتوسط.ويمكن وتنسيق التعاون لحصول فرنسا على معلومات دقيقة بشأن الروابط التي تجمع الجمعيات الإسلاموية  بتنظيمات متطرفة تحظى برعاية تركية وإخوانية وفقا لـ”العرب اللندنية”.

التعاون الأمني مع العراق – أمن

أعربت وزيرة الجيوش الفرنسية، فلورانس بارلي  عن استعداد بلادها لمواصلة دعم العراق في الحرب ضد فلول داع وفقا لـ”سكاي نيوز” في 27 أغسطس 2020. أكد رئيس أركان الجيش البريطاني “نيكولاس كارتر” استمرار بلاده بدعم الجيش العراقي في المجالات كافة وفقا لـ”روسيا اليوم” في 3 يوليو 2020. ذكرت وكالة “بي.إيه ميديا” أن بريطانيا حثت العراق على السماح لقواتها بالبقاء في أراضيه ومواصلة قتال تنظيم “داعش”  وفقا لـ”مونت كارلو” في 5 يناير 2020.أمن دولي

وأعرب ” جوسيب بوريل ”  الممثل السامي للشؤون الخارجية في المفوضية الأوروبية عن تطلع المفوضية الأوروبية للعمل مع الحكومة العراقية.وبيّن أن “بعثة الاتحاد الأوروبي مازالت تعمل في العراق ضمن إطار التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة والعنف والتطرف، وتقدّم المشورة إلى الجهات العراقية على المستوى الاستراتيجي في الملفات التي تعدّها الحكومة العراقية أولوية وطنية”.

تراجع أوروبي في استعادة المقاتلين الأجانب

ترفض بعض الدول الغربية استعادة مواطنيها الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش ويعتبرهم البعض مصدرا للتهديد الأمني في بلادهم. لكن دولا قليلة أبدت استعدادا حتى الآن لاستعادة مواطنيها

 فرنسا : ترفض السلطات الفرنسية إعادة رجال ونساء تعتبرهم متواطئين مع تنظيم داعش وفقا لـ”SWI” في 13 يناير 2021 وتريد محاكمتهم حيث هم، مؤكدة أن عودة الأطفال تبقى رهنا بموافقة ذويهم.  عيش حوالي 80 امرأة فرنسية وحوالي 200 طفل في مخيمات شمال شرق سوريا، يطالب أقاربهم وهيئات دولية بإعادتهم إلى فرنسا. لكن الحكومة الفرنسية تقول إنها تتبع سياسية “كل حالة على حدة” أمن دولي

 ألمانيا : أوضحت مجلة  “شبيغيل” أن الحكومة الألمانية سمحت حتى الآن فقط بعودة بعض النساء والأطفال على صلة بـ”داعش” إلى البلاد وفقا لـ”روسيا اليوم” في 22 يناير 2020. في أول قضية من نوعها تصر الحكومة الألمانية على ضرورة أن يسلمها العراق العنصر المعتقل في “داعش”، المدعو دينيتس ب.، الذي ينحدر من أرض هيسن وسط ألمانيا ويحتجز منذ 3 سنوات في سجن شمال العراق. بحسب صحيفة بيلد الألمانية، لا يزال هناك (70) شخصاً راشداً من الجنسية الألمانية في مخيمات تخضع لسيطرة الأكراد في شمال سوريا، وكذلك حوالي (150) طفلاً متحدرين من مواطنين ألمان وفقا لـ”فرانس24” في 20 ديسمبر 2020.

بريطانيا : اتبعت المملكة المتحدة نهجاً صارماً، إذ سحبت جنسيتها من بعض الذين يشتبه في أنهم سافروا لدعم التنظيم. وكان موقف لندن هو رفض مساعدة مواطنيها بمن فيهم أطفال على العودة إلى ديارهم بعد اتهامهم أو آبائهم بالانضمام إلى تنظيم داعش. وقد واجه المسؤولون انتقادات في هذا الشأن وفقا لـ”اندبندنت عربية” في 16 سبتمبر2020. أمن دولي

بلجيكا أعلنت السلطات البلجيكية فيما يتعلق بعودة المقاتلين الأجانب أن عودتهم ليست على جدول الأعمال، وجردت السلطات مزدوجي الجنسية منهم من الجنسية. واحتجزت المسموح بعودتهم  شكل منهجي. لا تزال الدولة البلجيكية، التي سبق واستعادت عدداً قليل جداً من أيتام مقاتليها في سوريا، تتردد في استرجاع باقي أطفال المقاتلين، في ظل الجدل الدائر حول أخلاقية وإمكانية فصلهم عن أمهاتهم اللاتي يجب أن يحاكمن بسبب انخراطهن بأعمال إرهابية في أماكن النزاعات. وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 12 فبراير 2020.

تقييم إلى دور الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط  – أمن

–  يرتبط الأمن القومي للدول الأوروبية بشكل وثيق بالأمن  القومي لدول منطقة الشرق الأوسط. وترتكز السياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط على تقديم مساعدات مالية وتبادل المعلومات لمجابهة المخاطر الإرهابية المحتملة وتدريب القطاعات الأمنية وانخراط عسكري محدود.

– يقول “تشارلز ثيبوت” الدبلوماسي الفرنسي عادة ما اتبعت الدول الأوروبية أولويات مختلفة، إن لم تكن متباينة، في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فإلى جانب القدرات العسكرية غير المتكافئة والافتقار إلى الإرادة السياسية للانخراط في عمليات محفوفة بالمخاطر، لا سيما خارج تفويض من الأمم المتحدة، منع هذا الاختلاف إلى حد كبير ترسيخها موقف قوي وموحد في المنطقة وفقا لـ”معهد واشنطن” في يناير 2021.

– تتزايد المطالبات الدولية لاستعادة الأوروبيين مواطنيهم المحتجزين في المخيمات السورية. وتقول ساسكيا بريكمونت، عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر: “لا يوجد تنسيق أوروبي بشأن هذا الموضوع. لقد طالبت منذ عام بضرورة النظر في وضع أطفال المقاتلين الأجانب بالنظر إلى الصعوبة التي تواجهها الدول الأعضاء بشكل فردي لجمع الأدلة الجنائية الخاصة بمقاتلي تنظيم داعش”وفقا لـ”يورونيوز” في 6 يوليو 2020

– يتوقع عدد من المراقبين والمحللين تصاعد مخاطر الفرار من هذه المخيمات وكذلك من السجون التي يعتقل فيها المقاتلين الأجانب، وخصوصا أن تنظيم “داعش” عاود الظهورعلى الأرض في العراق وسوريا وفقا لـ”العرب اللندنية. لذلك يجب على الدول الأوروبية أن تحسم أمرها باستعادة مقاتليها الأجانب. ووضع حلول سريعة لمواطنيهم المحتجزين  في المخيمات في دول المنطقة.

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post حكايا المدار الفنية (( من ملكة لجمال الأطفال لتسيد الشاشة العربية))
Next post كيف تكون وطنياً بلا حدود