العراق يرحب بالبابا فرنسيس

إبراهيم عطا – كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أهلا وسهلا بالبابا فرنسيس في العراق، ومرحبا بزيارته التاريخية التي تتخللها لقاءات مع مختلف أطياف الشعب، بما فيها زيارة للمرجع الديني في النجف، ومرحبا بكل خطوة  تؤدي إلى التقارب والتسامح بين الشعوب والأديان، والتضامن مع المضطهدين من مختلف الطوائف، خاصة أولئك الذين يقتلون ويشردون باسم الدين…

ونرحب أيضاً باعتراف ماكرون قبل أيام بمسؤولية بلاده عن جريمة تعذيب وقتل المناضل الجزائري علي بومنجل، وهي خطوة إضافية باتجاه تحمل فرنسا المسؤولية الأخلاقية عن كل الفظائع المقترفة في الجزائر، والتي ارتكبت أيضاً بمجملها باسم الدين… 

فالمجازر، لا تسقط بالتقادم، وذاكرة الشعوب لا تمحى مع مرور الأيام والسنين، وإعلان المسؤولية او الاعتذار لا تعفي مرتكبيها من المسؤولية، ولكنها خطوة بالاتجاه الصحيح حتى لا تتكرر هذه “الأخطاء” الغير إنسانية المنافية للأخلاق و الدين…

ونتمنى لو تقوم بقية الدول الاستعمارية ممن لم يعترفوا أو يعتذروا بعد، بخطوات بهذا الاتجاه، لأن من لا يفعل، وهذا هو حال الكثيرين، إنما يعطي الانطباع بأنه متمسك بأفكاره الفوقية المتعجرفة والعنصرية تجاه ضحاياه وأحفادهم وديانتهم…

والأمثلة على ذلك كثيرة، منها على سبيل المثال اسبانيا ومحاكم التفتيش الرهيبة والتي تشكلت إبان سقوط حكم المسلمين في الأندلس بموافقة الكنيسة الباباوية، وتفننت بأساليب التعذيب والقتل لإجبار المسلمين واليهود على تغيير دينهم وتنصيرهم بالعنف والقوة…

وهناك أيضا دول الاستعمار الأخرى وعلى رأسها “بريطانيا العظمى”، والتي أنهت استعمارها في الشرق الأوسط بمنح فلسطين لليهود لإقامة كيان طائفي من خلال القتل والتشريد، ولم تعتذر عن هذه الخطيئة الكبرى والتي عارضها الفاتيكان بشدة، ورفض الاعتراف بهذا الكيان الصهيوني المغتصب للمقدسات حتى أوائل التسعينيات… 

وهذا الموقف للفاتيكان يتماشى مع مواقف البابا فرانسيس الجريئة، ولكن في نفس الوقت يتعارض مع خطاب البطريرك اللبناني الذي دعا فيه السلطة اللبنانية للبقاء على الحياد في صراعات المنطقة،  وخاصة إذا كان يقصد بالحياد تجاه قضية فلسطين التي لا يمكن أن يختلف حولها اثنان، ولا يمكن للبنان أن يكون فيها محايدا لان هذا الكيان العنصري الذي أقيم على أراضي الغير ما زال حتى الآن يحتل جزءا من أراضي الجنوب اللبناني المليء بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين المبعدين قسرا عن ديارهم…

ولا ننسى الولايات المتحدة الإرهابية التي لا بد أن تعتذر لنصف سكان الكرة الأرضية بسبب مجازرها وفظائعها السابقة، من هيروشيما وفيتنام وغيرها، وغزوها وحصارها لعشرات الدول في العالم والتي منها العراق، والمجازر البشعة التي ارتكبت هناك ونذكر منها مذبحة ملجأ العامرية، وكذلك المستمرة حتى الآن، خاصة دعمها المتواصل الاحتلال في فلسطين، وحصار وتجويع الشعوب باسم الحرية والديموقراطية….

وقد يقول قائل “وماذا عن الإسلام والمسلمين”؟، فنقول إذا كان هناك من أخطاء وقعت وفظائع ارتكبت بحق الشعوب الأخرى باسم دين محمد، فعلى المراجع الإسلامية أيضا أن تعتذر اليوم وقبل الغد، لان الاعتذار وتحمل المسؤولية واجب أخلاقي وديني على الجميع، أما الحياد أمام قضايا الحق والعدل فهو منطق الشيطان الأخرس ليس أكثر…

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ديدييه رايندرز يتحدث عن جواز سفر الكوفيد
Next post قطاع الضيافة في بلجيكا وعودته للعمل