مقابلة هاري وميغان تثير تساؤلات كثيرة
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ما هي “المؤسسة الملكية”؟ وهل فقد هاري لقب الأمير؟ وهل تم حرمان آرتشي ابن هاري وميغان من لقب أمير بسبب تصرفات والديه؟ أسئلة كثيرة أثارتها الضجة التي صاحبت مقابلة ميغان وهاري مع أوبرا وينفري، إليكم تلك الأسئلة والإجابة عنها.
المقابلة التي أصبحت حديث العالم سببت فزعاً وصدمة داخل أروقة القصر الملكي البريطاني وأعادت للواجهة التساؤلات بشأن مصير العائلة الملكية الأقدم والتي يبلغ عمرها أكثر من ألف عام، والسبب هو الطبيعة الشخصية للتفاصيل التي كشفت عنها ميغان وزوجها الأمير هاري، والتي شوهت صورة العائلة بصورة لا أحد يعرف إلى أين قد تقود في النهاية.
لكن بعيداً عن التحليلات وسيناريوهات المستقبل، ذكر هاري وميغان بعض المصطلحات مثل “المؤسسة الملكية” و”الشركة” و”الأسرة” وغيرها من الأمور التي تحتاج للتفسير.
ما الفرق بين “المؤسسة” و”الشركة” الملكية؟
قدمت فيكتوريا أربيتار، المتخصصة في الشؤون الملكية، الإجابة لموقعvox الأمريكي، وقالت إن المقصود بالمؤسسة الملكية هو الدور العام الذي تلعبه العائلة الملكية، كما لو أنها شركة تجارية بالمعنى البسيط، والعاملون في تلك الشركة هم العاملون في القصر الملكي. ومن هؤلاء العاملين السكرتارية الخاصة بالأفراد الكبار في الهرم الملكي، وعلى رأسهم الملكة وولي العهد، ويتولون المهام اليومية، وهناك فريق العلاقات العامة الذي يتولى مهام التواصل مع وسائل الإعلام. وهناك من يعملون في المطبخ والضيافة، ومن يتولون ملابس الملكة وغيرها من المهام الخدمية الأخرى.
كان الملك جورج السادس، والد الملكة الحالية إليزابيث الثانية، أول من استخدم مصطلح “الشركة الملكية”، وكان يقصد بها أعمال الأسرة وأصولها المالية الخاصة، وبذلك أصبح المصطلح تاريخياً يشير إلى كبار العاملين لدى العائلة الملكية لإدارة شؤونها المالية.
وقالت أربيتار إن ميغان ذكرت “المؤسسة” و”الشركة” أكثر من مرة أثناء المقابلة مع أوبرا وينفري، مضيفة: “لا أعتقد أن ميغان تدرك الفارق بين المصطلحين، والواضح من سياق حديثها أنها تعتبرهما أمراً واحداً”.
ماذا تعني “الأسرة” إذن؟
في سياق هذه التركيبة المعقدة من مؤسسة وشركة وفروقات بينهما، يصبح تفسير معنى “الأسرة” أمراً صعباً، فالملكة إليزابيث هي رأس المؤسسة ورأس الشركة والمتحكم الأول في كل أمورهما، وفي الوقت نفسه هي جدة الأمير هاري، وهو ما يجعل الأمور أكثر تعقيداً؛ لأن القرارات كلها ترجع لها.
وعلى الرغم من أن ميغان وهاري تجنبا خلال المقابلة توجيه أي انتقادات للملكة بل وأشادا بها في أكثر من مناسبة أثناء الحوار، فإن توجيه الانتقادات للمؤسسة الملكية يجعل الأمور محيرة للمتابعين، كون الملكة رأس تلك المؤسسة والآمر الناهي فيها، بمعنى أن ما قالت ميغان إنها تعرضت له من معاملة سيئة وصلت إلى حد دفعها للتفكير في الانتحار دون أن تلقى أي مساعدة من الصعب تصور أنه يتم بعيداً عن الملكة أو مخالفة لتعليماتها.
وتقول أربيتار عن ذلك: “لا أعتقد أنهما قصدا توجيه انتقادات أو اتهامات للملكة؛ لأنني أظن أنهما يكنان لها مشاعر حقيقية، لكن الواضح أنهما لم ينتبها إلى حقيقة كون توجيه انتقادات عنيفة للمؤسسة سوف يتم تفسيره على أنه لوم غير مباشر للملكة بصفتها رأس المؤسسة”.
هل توجد إدارة موارد بشرية في القصر؟
أثناء المقابلة أشار هاري وميغان إلى وجود نظام موارد بشرية في القصر، وهو ما أكدته أربيتار بقولها إن قصر باكنغهام رغم كونه قصراً بالمعنى التقليدي للكلمة، إلا أنه أيضاً مقر الملكية الأعرق على وجه الأرض، وتوجد به إدارة موارد بشرية تشبه إلى حد كبير في مهامها إدارة الموارد البشرية في الشركات من حيث اختيار العاملين ووضع اللوائح والقواعد والتوصيف لكل وظيفة داخل القصر، كما أن تلك الإدارة تتولى حماية العاملين في القصر وضمان التزامهم بالقواعد ومعاقبة من يخالفها.
وقالت ميغان في المقابلة إنها توجهت إلى الموارد البشرية في القصر طلباً للمساعدة، لكنهم أخبروها أنهم لا يستطيعون مساعدتها؛ لأنها “ليست موظفة تقبض راتباً”، وهذه النقطة دقيقة من الناحية التنظيمية، بمعنى أن ميغان أحد أفراد الأسرة الملكية وليست أحد العاملين في القصر، وبالتالي فإن تقديم المساعدة لها ليس من اختصاص الموارد البشرية.
وعلقت أربيتار على تلك النقطة بقولها إن ما كشفت عنه ميغان يظهر مدى سوء حالتها وبحثها عن المساعدة بأي طريقة ممكنة، كما يشير أيضاً إلى الأجواء غير الودية تجاهها من أفراد الأسرة الآخرين، وهو ما يقدم أحد التفسيرات لقرارهاري وميغان التخلي عن دورهما الملكي ومغادرة بريطانيا للعيش في الولايات المتحدة كمواطنين عاديين وليس كفردين ملكيين.
هل يحصل أفراد العائلة الملكية على مرتبات شهرية؟
تحصل العائلة الملكية على حصة مالية سنوية من الحكومة البريطانية تذهب إلى “المنحة السيادية”، ويتم توظيفها لإدارة شؤون الملكية، ويتم منها الإنفاق على أي شيء مرتبط بالمصروفات الملكية. لكن كثيراً من أفراد العائلة لديهم استثماراتهم الخاصة التي لا يتم الكشف عن تفاصيلها وتكون متعلقة بالأساس بميراث وما شابه، ولا تعد من الأمور التي يجب الكشف عنها أمام الرأي العام، على عكس “المنحة السيادية” التي يتم دفعها من أموال دافعي الضرائب.
أما أفراد العائلة الملكية فلا يقبضون راتباً شهرياً، بل يتسلمون أموالاً لإدارة مكاتبهم وتغطية نفقاتهم؛ لأن لهم أدواراً عامة، أما إذا أرادات أميرة أو أمير، على سبيل المثال، شراء ملابس خاصة لارتدائها في مناسبات خاصة فيدفعون ثمنها من أموالهم الخاصة عكس الملابس والإكسسوارات المطلوبة للظهور في المناسبات العامة في إطار الوظيفة العامة كفرد في العائلة الملكية.
ماذا عن قوات الحماية للعائلة الملكية؟
توفر اسكتلند يارد أو الأجهزة الأمنية البريطانية قوات لحماية أفراد العائلة الملكية بناء على تقييم المخاطر التي قد يتعرض لها الفرد، أي أن الحماية الأمنية ليست أمراً بديهياً يتمتع بها جميع أفراد العائلة. وفي هذا السياق، تتمتع الملكة والأمير ويليام والأمير تشارلز ولي العهد وزوجته كاميلا والأميرة كيت والأمير هاري وميغان (قبل مغادرتهما الأسرة) بحماية أمنية كاملة تدفع تكلفتها من أموال دافعي الضرائب.
وخلت المقابلة التي أثارت كل تلك الضجة من مناقشة وضع ضباط الشرطة المرافقين لميغان وهاري، سواء عندما انتقلا إلى كندا أو في الولايات المتحدة حيث يقيمان حالياً كمواطنين عاديين، حيث من الصعب تبرير تمتعهما بنوع من الحماية على نفقة دافعي الضرائب بعد مغادرتهما العائلة الملكية وتخليهما عن دورهما العام. صحيح أن هاري أثار مسألة عدم تراجع التهديدات التي تحيق به، لكن كونه مواطناً عادياً لا يبرر تحمل دافعي الضرائب نفقة توفير الحماية له وهو يعيش خارج البلاد.
لماذا تم حرمان ابن هاري وميغان من لقب أمير؟
قد يتصور البعض أن حرمان آرتشي بن هاري وميغان من لقب أمير يرجع إلى الضجة التي أثارها والداه وقرارهما التخلي عن وضعهما الملكي، لكن حقيقة الأمر تتعلق بالنظام الملكي البريطاني نفسه. ففي عام 1917 أصدر الملك جورج الخامس جد هاري الأكبر مراسيم ملكية توضح كيفية منح الألقاب الملكية، حتى لا يكون هناك عشرات الأمراء والأميرات وتحدث منازعات بشأن من يحق له تولي العرش على سبيل المثال.
ونصت تلك المراسيم على أن أولاد الملك وأحفاده من أولاده الذكور والابن الأكبر لأمير ويلز هم فقط من يتمتعون باللقب الملكي أمير أو أميرة.
وفي عام 2012، قامت الملكة إليزابيث بتعديل تلك المراسيم لتشمل جميع أولاد الابن الأكبر لأمير ويلز، وكان ذلك بسبب قيامها بتعديل قوانين تولي العرش، بمعنى أنه لو كان الابن الأكبر لأمير ويلز ابنة يصبح أيضاً من حقها تولي العرش، وليس من حق أخيها الأصغر كما كان الحال سابقاً.
وهذه المراسيم تعني أن آرتشي لم يكن ليحصل على لقب أمير في كل الأحوال ولا علاقة للأمر من قريب أو بعيد بالظروف المحيطة بوالديه ميغان وهاري. وكان من المفترض أن يحصل آرتشي على لقب أمير عندما يتولى الأمير تشارلز العرش، لكنه الآن أصبح ابنا للدوق هاري وليس الأمير هاري، وبالتالي سيحصل آرتشي على لقب إيرل ديومبارتون، وهو أحد ألقاب والده هاري، لكن هاري وميغان اختارا ألا يتم منحه أية ألقاب، وأن يصبح اسمع السيد آرتشي هاريسون ماونتباتين وندسور.
وهذه التركيبة الملكية تعني أن هاري يمكنه الاحتفاظ بلقب الأمير هاري بصفته حفيد الملك (الملكة) ولكن بموجب مراسيم 1917 هاري أيضاً الابن الثاني لأمير ويلز ولا يحصل على لقب أمير/أميرة سوى أبناء الابن الأكبر لأمير ويلز.
عربي بوست