حكايا المدار الفنية ((نجمة إبراهيم “ملكة الرعب” الطيبة))

حكايا المدار ترويها نجاة أحمد الأسعد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ تستطيع ان تري كميه الشر المتدفقه منها من نظره عين فتلك النظره تساوي الاف كلمات الشر والتهديد والوعيد.. انها الفنانه نجمة إبراهيم التي استطاعت ان تؤدي ادوار الشر ببراعه.

نجمه ابراهيم عندما نذكر اسمها نتذكر علي الفور دورها في فيلم “ريا وسكينة”، فهو بدايه انطلاقها وشهرتها، والسبب في اطلاق لقب “ملكه الرعب” عليها، بل والصاق اسم “ريا” بها.

وبسبب الضجه الاعلاميه والجماهيريه التي حققها فيلم “ريا وسكينه”، وجدت نجمه ابراهيم تدافع عن نفسها لتبرهن للجمهور انها ليست شخصيه شريره في الواقع، وكتبت مقالًا في مجله “الكواكب” عام 1953 تحت عنوان “ارتعد خوفًا من ريا الحقيقيه”، قالت فيه:

“لقد تعود الناس ان يروني علي الشاشه شريره تحالف الشيطان او قاتله محترفه الاجرام او قاسيه القلب لا تعرف الرحمه سبيلًا الي قلبها، وكل هذا مجرد ادوات تمثيليه لا اكثر، اما حياتي الخاصه فشيء اخر”.

 ولدت نجمه ابراهيم عام 1914، في اسره يهوديه متوسطه الحال، وعلي الرغم من ذلك سعي والديها لالحاقها بمدرسه الليسيه، وأتقنت اللغه العربيه والفرنسيه، وبسبب عشقها للتمثيل هجرت الدراسه، واتجهت للعمل الفني.

كان اول ظهورها علي المسرح مع فرقه الريحاني، وكانت تغني وترقص وتلقي المونولوجات، فقد كانت تتمتع بصوت عذب، واثناء رحلتها للعراق التحقت بفرقه فاطمة رشدي واشتركت في الغناء في مسرحيتي “شهرزاد”، “العشره الطيبه” للموسيقار الراحل سيد درويش.

وقدمت “نجمه” العديد من الاعمال المسرحيه مع الفنان بشاره واكيم، كما عملت مع بديعه مصابني.

إلا ان الانتعاش الفني الذي كانت تعيشه “نجمه” لم يدم طويلًا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها البلاد في1933، وأحدثت حاله من الركود في المجال الفني.

وقررت “نجمه” الاتجاه للعمل الصحفي، والتحقت بمجله “اللطائف المصوره”، لكنها لم تستطع الابتعاد طويلًا، فمع استقرار الاوضاع، اسرعت للانضمام للفرقه القوميه التي كونتها الدوله برئاسه الشاعر خليل مطران عام 1935.

وقدمت ادوار رئيسيه في المسرحيات التي شاركت فيها ومنها “الملك لير، الجريمه والعقاب، الاب ليونارد، المليونير، اللعب بالنار، الست هدي، كلنا كده”.

اهلتها الشهره التي حققتها علي خشبه المسرح للاتجاه الي السينما، وقدمت ما لا يقل عن 40 فيلمًا، ومن الافلام التي شاركت فيها فيلم “الجريمه والعقاب، عايده، عنتر وعبله، غاده الكاميليا، انا الماضي، اليتيمتين، وريا وسكينه”.

وبعد النجاح الذي حققه فيلم “ريا وسكينه”، كونت فرقه مع زوجها عباس يونس وقدموا عده عروض مميزه، كان اهمها مسرحيه “سر السفاحه ريا”، وخصصت ايرادات الحفل لتسليح الجيش المصري، بعد اعلان جمال عبد الناصر قراره بكسر احتكار السلاح، واستيراد السلاح من دول الكتله الشرقيه بعد رفض الغرب تسليح مصر.

كما حضر السادات عرض الافتتاح وبعد انتهاء المسرحيه صعد للمسرح وصافح ممثلي الفرقه، ثم رفع يد نجمه تحيه لها.

في منتصف الستينات، بدء بصرها يضعف، وازدادت حالتها سوءً، فامر الرئيس جمال عبد الناصر بعلاجها علي نفقه الدوله، وتقرر سفرها الي اسبانيا عام 1965 ليعالجها كبار جراحي العيون في العالم، وبالفعل اجرت الجراحه وعادت مع نور الامل يسطع داخلها.

لكن سعادتها لم تكتمل، حيث اصيبت بعد ذلك بأمراض عدة وكان اصعبها اصابتها بالشلل، مما اجبرها علي اعتزال المسرح والتمثيل بشكل عام، وظلت 13 سنه تعاني من امراضها حتى توفيت في 4 يونيو 1976.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post فلسطين تدعي على دول الحلفاء أمام محكمة العدل الدولية
Next post المدار ترصد أواخر أيام المثقفين ((سليمان العيسى… شاعر الطفولة الهرم))