قصص المدار التاريخية ((الأم تيريزا حكاية ايقونة ))

قصص المدار تختارها نجاة أحمد الأسعد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ رغم الجدل الذي اثير في الفترة الأخيرة حول  شخصية الأم تيريزا  إلا أنها   مازالت أمام العالم  أيقونة العمل الإنساني نظرا للخدمات العديدة التي قدمتها للفقراء في الهند والعالم وقد مر قرابة 20 عاما على وفاتها.

أمضت الأم تيريزا،  حياتها لتخفيف وطأة البؤس المدقع، فعشقتها الجموع وكرهها البعض ولم يفهمها كثيرون.

ولدت الأم تيريزا في 26 آب/أغسطس 1910 في عائلة ألبانية متدينة جدا من كوسوفو، في سكوبيي التي كانت خاضعة يومها للسلطنة العثمانية وباتت الآن عاصمة لمقدونيا.

في سن الثامنة عشرة دخلت إلى دير راهبات سيدة لوريت في دبلن حيث اختارت اسمها تيمنا بالقديسة تيريز دو ليزيو.

وأرسلت إلى كالكوتا حيث درست الجغرافيا على مدى 20 عاما في مدرسة فتيات ينتمين إلى طبقات ميسورة، قبل أن تحصل على إذن بأن تبذل مجهوداتها في خدمة الرب من أجل أفقر الفقراء.

تكريس حياة للفقراء والمرضى

في سن السابعة والثلاثين ارتدت رداء بسيطا مصنوعا من القطن الأبيض ومطرزا باللون الأزرق، وانتقلت للإقامة في مدينة صفيح في كالكوتا، حيث راحت تدرس وتوفر خدمات عناية أساسية. وأسست بمساعدة تلميذات سابقات أصبحن مبتدئات العام 1950، جمعية “مرسلات المحبة”.

وفي العام 1952، دفعها لقاء مع امرأة تصارع الموت على رصيف شارع في كالكوتا إلى الضغط على سلطات المدينة للحصول على مبنى قديم لتستقبل فيه من هم على فراش الموت وترفض المستشفيات استقبالهم.

ومن بعد افتتحت دور أيتام ومراكز للمصابين بالجذام والمصابين بأمراض عقلية والأمهات العازبات ومرضى الأيدز، وبدأت نشاطها في الهند إلا أن اسمها بدأ يعم العالم اعتبارا من الستينات.

كانت الأم تيريزا مفعمة طاقة وعزما وتتمتع بحس عملي في كل الأوقات، إلى حد أنها لم تكن تدقق بمصادر الأموال التي تردها. وقد نالت العام 1979 جائزة نوبل للسلام.

وقد صدمت الراهبة النحيلة البنية البالغ طولها 1,54 مترا في كلمتها لدى تسلمها الجائزة، الحضور بتنديدها بالإجهاض “على أنه أكبر قوة مدمرة للسلام اليوم (..) جريمة قتل مباشرة من الأم نفسها”.

وسعت إلى توضيح ما تقوم به بقولها “نحن لسنا عاملين اجتماعيين، قد نقوم بنظر الناس بعمل اجتماعي إلا أننا في الواقع نتأمل في قلب العالم”.

وتروي ماري جونسون، وهي أمريكية كانت ضمن جمعية “مرسلات المحبة” لمدة عشرين عاما، “في كل مرة كانت ترى فيها فقيرا يعاني كانت ترى يسوع المتروك في هذا الشخص. وكانت تنسى أحيانا الشخص الموجود فعلا أمامها”.

تشكيك بوجود الله

والمعاناة عند الأم تيريزا كانت روحية أيضا، فعلى مدى عقود شعرت بفراغ في الصلاة، إلى حد أنها شككت بوجود الله.

وكتبت في العام 1957 إلى أسقف كالكوتا تقول “لا معنى للجنة بالنسبة لي، تبدو لي فارغة، إلا أن الرغبة بلقاء الرب تعذبني. أرجوك أن تصلي من أجلي لكي أستمر بالابتسام له رغم كل شيء”.

وهذه الابتسامة لم تفارقها البتة. وتروي الأخت مارتين دي بوريس “لم أر على وجهها إلا الفرح والصفاء والسلام. كانت تتمتع بحس الفكاهة أيضا”.

توفيت الأم تيريزا في الخامس من أيلول/سبتمبر 1997 في مقر جمعيتها في كالكوتا حيث ترقد في قبر تزينه الراهبات يوميا بالورود

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post حكايا المدار الفنية ((صباح فخري قامة لن تتكرر))
Next post رحيل