رحيل
الشاعرة رشا الحجي
تَمرُ السِنين ..
بِأيامها … بِساعتها .. بليلها .. بنهارها …
بما تحويهِ من دقائقَ وثواني وأنا على أمل أن أنسى غبطةَ رحيلكَ وما أدراني ..
ما أدراني أن النسيانَ هكذا صعب …
ما ادراني وأنت أولُ جراح القلب …
كنتُ أظنُ أن الحُزنَ يتلاشى مع مرورِ السنين ويبقى لنا بعضٌ من ذكرياتٍ وقليلٌ من حنين …
لم أعلم أن الوداعَ أهم البنودِ في دستورِ الرحيل …
لم أعلم وقد مر على فراقِه القليل …
هل لأن غائبي دونَ وداعٍ رحل ..
أم لان قلبي فُراقه ما احتمل …
لم أتعمد تجاهُل رحيلِك ولم أُبالي وقتها …
ظننتُ أن الوقتَ يُنسي وأن الدموعَ تُشفي جرحها …
ليس كلُ الرحيلِ سهلٌ ويحتمل …حتى الغريب أن مر من أمامنا لا بُد أن يتركَ ورائه أثر …
فكيف بقريبٍ من القلبِ أو حبيب ..
بهذه الكلمات أنهت حديثها ورحلت …
تارِكةً لي بقايا من ألامها…
تلك التي بعثرت داخلي بقسوة …
بقيتُ لوهلةً متأملةً مكان خُروجها إلى أن أيقظني صوتُ البابِ معلناً بدايةَ كلماتي وبعضاً من آهاتي ..
كأني أكتبُ بِقلمها عني ..
وأنثرُ حروفها بكلماتي ..
أشعلت بداخلي نارَ الغائبين …
أدمعت مقلتي كلماتُ الحنين …
نثرتُ على ورقي ما نثرت ….
وصوت قلمي مبحوحاً سمعت ..
أظُنها شعرت بالندم وتكلمت …
لكنني على سماعها والله ما ندمت …
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_