الاتحاد الأوروبي ـ اتفاقية اللجوء بين أوروبا وتركيا، هل مازالت فاعلة؟
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تناقش العديد من الدول الأوروبية إمكانية الشروط التي يمكن بموجبها تمديد أو تحديث اتفاقية اللجوء مع تركيا بعدما أوشك اتفاق اللجوء بين أنقرة وبروكسل على الانهيار العام 2019. حيث ترى أحزاب المعارضة أنه “باء بالفشل.” بالتزامن مع انتقادات أوروبية واسعة لإهمال أنقرة “مسألة حقوق الإنسان”.
اتفاقية الهجرة
ينصّ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة لعام 2016، الذي تم التوصل إليه عقب أزمة الهجرة عام 2015 لمنع المهاجرين من المجيء إلى أوروبا، على أن تعيد تركيا إلى أراضيها طالبي اللجوء المرفوضين في اليونان، لقاء دعم مالي أوروبي لأنقرة. كما يشترط الاتفاق على الاتحاد الأوروبي استقبال لاجئين سوريين من تركيا بطريقة شرعية. وكان يفترض أيضا أن يسرع الاتحاد الأوروبي عملية إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول بشرط استيفاء عدد من المعايير، تلك المتعلقة بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي وكذلك المحادثات حول توسيع الاتحاد الجمركي. وهذه المسائل لا تزال حاليا في طريق مسدود.
خفض عدد المهاجرين
أدى الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا إلى خفض أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا، وتلقت تركيا الجزء الأكبر من (6) مليارات يورو خصصها الاتحاد الأوروبي كمساعدات لأنقرة بموجب الاتفاق. ورغم انخفاض عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا بشكل ملحوظ منذ توقيع الاتفاق، إلا أنه لم تتم إعادة سوى (2740) مهاجراً إلى تركيا، بينما استقبلت الدول الأوروبية (28621) مهاجراً من تركيا في إطار الاتفاقية، وهو أقل مما كانت قد وعدت به وفقا لـ”DW” في 18 مارس 2021.
تجديد الاتفاقية
ألمح ” جوزيب بوريل” الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى إمكانية تجديد الإعلان الأوروبي التركي لعام 2016 حول الهجرة. وصرح “بوريل” إن هذه الصفقة قد أعطت نتائج جيدة وتبقى سارية المفعول رغم تعرضها لكثير من الانتقادات، حيث تم بفضلها خفض عدد ضحايا الهجرة غير النظامية وكذلك خفض عدد المهاجرين المتدفقين إلى أوروبا كما تحسن وضع اللاجئين الموجودين في تركيا وفقا لـ”روسيا اليوم” في 15 مارس 2021.
ويرى المسؤولون في المؤسسات الأوروبية أن هناك إمكانية لعقد صفقات من هذا النوع مع دول أخرى، مؤكدين أن الاتفاق مع تركيا يبقى عامل هام من عوامل سياسة الهجرة الأوروبية. بالتزامن مع دعوات تركيا إلى تجديد الاتفاق بعدما بات لاغيا في نظرها حسب تصريحات مسؤوليين أتراك. ويقول” فاروق قايماقجي” نائب وزير الخارجية التركي للشؤون الأوروبية لوكالة الصحافة الفرنسية في مارس 2021 إن تجديد هذا الاتفاق يشكل “مثالا جيدا” للتعاون وسيتيح إعطاء العلاقات “دفعا جديدا” بين أنقرة والاتحاد الأوروبي التي تدهورت منذ 2016.
انقسامات حول اتفاقية الهجرة -الاتحاد الأوروبي
تناقش دول الاتحاد الأوروبي الشروط التي يمكن بموجبها استمرار الاتفاقية وكيف يمكن أن تبدو، وسط انقسام أوروبي إزاء قضية اللجوء، أكثر من أي وقت مضى. وبينما تعتبر الحكومة الألمانية الاتفاق “ناجحاً”، ترى أحزاب المعارضة أنه “باء بالفشل”.
يعتقد ” إريك ماركوارت ” عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر وفقا لـ”DW” في 18 مارس 2021 أن اتفاق اللجوء مع تركيا “أهمل حقوق الإنسان وإن نجاحه يقاس بمدى عزل أوروبا نفسها”. ويضيف ماركوارت “أن الاتفاق توصلت إليه الحكومات “دون مناقشتها أو تمريرها في البرلمانات”.
مباحثات ملفات ساخنة كقضايا اللاجئين والهجرة -الاتحاد الأوروبي
حل “شارل ميشال”رئيس المجلس الأوروبي و”أورسولا فون دير لاين” رئيسة المفوضية الأوروبية على تركيا في زيارة تهدف إلى تحقيق انطلاقة جديدة في العلاقات واستئناف تدريجي للتعاون بين أنقرة وبروكسل. وبحث ملفات ساخنة كقضايا اللاجئين والهجرة. وسط مطالبات أوروبية لأنقرة بمبادرات “ذات صدقية” وبـ”جهود دائمة”. حيث تنتقد بروكسل أنقرة لأنها أوقفت استرداد مهاجرين في أوضاع غير قانونية من الجزر اليونانية منذ بدء وباء كوفيد-19 وفقا لـ”فرانس24″ في 6 أبريل 2021.
الاتفاقية ورقة مساومة
توعد ” رجب طيب أردوغان” الرئيس التركي بإرسال “الملايين” من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا للضغط عليها للحصول على المزيد من الدعم في العديد من الملفات كالملف السوري والليبي وفي شرق المتوسط وفقا لـ”فرانس24″ في 2 مارس 2020. وتريد أنقرة المزيد من الأموال وتسهيل حصول الأتراك على تأشيرات دخول الاتحاد الأوروبي، والتقدم في مفاوضات التوقيع على اتفاق جمركي بين الطرفين للالتزام ببنود الاتفاق.
صرح مجموعة من القادة الأوربيين أن إدارة الاتحاد الأوروبي فتحت المجال لأجل ابتزازها، وهنا يتحدثون عن أن أنقرة تهدد أوروبا إما بتقديم المال أو فتح الحدود أمام اللاجئين وفقا لـ”مهاجر نيوز”.
طالبت” يلفا يوهانسن” المفوضة الأوروبية المكلفة الشؤون الداخلية ، السلطات التركية باحترام التزاماتها المنصوص عنها في اتفاق 2016 بشأن المهاجرين، خاصة لجهة اعادة استقبال المهاجرين الموجودين على الجزر اليونانية وفقا لوكالة” آكي” الإيطالية في 15 مارس 2021 . وكررت المفوضة الأوروبية رفضها لأي تصرف تركي يوحي باستخدام سلطاتها للمهاجرين كورقة ضغط، مشددة على أن العلاقات مع تركيا ستُبحث بشكل موسع خلال القمة الأوروبية
تقييم إلى اتفاقية الهجرة -الاتحاد الأوروبي
تفيد “إيلكي تويغور” المحللة لدى معهد العلاقات الدولية والأمنية الألماني أن تركيا تسعى إلى إقامة علاقة تبادلية مع الاتحاد الأوروبي. وأوضحت “ترى تركيا عالما متعدد الأقطاب ومنقسما يتراجع فيه نفوذ الغرب. وهي ترى في ذلك فرصة لتنويع حلفائها” وفقا لـ”مونت كارلو” في 6 ابريل 2021. حيث تريد تركيا أن تكون حارس لحدودها مع اليونان مقابل تقديم الدعم المالي.
تريد أوروبا الاحتفاظ بالحد الأدنى من العلاقات مع تركيا حيث يرى قادة الاتحاد الأوروبي في إن تعديل تركيا لسلوكها العدواني تجاه جيرانها الأوروبيين، سيقابله تحديث لآلية الاتحاد الجمركي بين الطرفيين المعطل منذ مدة وتقديم مقترح لإطار مالي لمواصلة تمويل اللاجئين السوريين في تركياوفقا لـ”العرب اللندنية” في 20 مارس 2020.
خسرت ورقة الهجرة الكثير من فاعليتها كورقة مساومة لتركيا، بعد ان أغلقت دول أوروبا طرق الهجرة غير الشرعية خاصة طريق البلقان وفرضت دول رقابة مشددة على الحدود مثل المجر والنمسا والمانيا وغيرها.
يقول “جيرالد كنوز” من مبادرة استقرار أوروبا، إن اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي سيفشل، إذا لم يمكن تحديثه أو التوصل لاتفاق آخر بدلا منه وأن على الاتحاد الأوروبي زيادة المساعدات للمهاجرين الموجودين في تركيا، والبدء في استقبال المزيد منهم. ويرى مراد “إردوغان” إنه إذا لم يحدث ذلك، من الممكن أن تميل أنقرة إلى السماح للمهاجرين بعبور حدودها الأوروبية واستخدام ذلك كورقة مساومة وفقا لـ”مهاجر نيوز” في 17 مارس 2020 .
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات