لا نريدكم كفوا وبلاءكم عن القضية الفلسطينية

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

منذ صغرنا ونحن نلوم بعض الدول والانظمة العربية على تقصيرها أو قلة مساعدتها ودعمها للشعب الفلسطيني ومقاومتة بوجه الاحتلال الصهيوني المدجج بالسلاح والعتاد، اما السيد حسن نصرالله فقد جاءهم من الآخر وقال لهم لا نريدكم أن تدعمونا ولا أن تقفوا معنا، كل ما نطلبه منكم هو تركنا بحالنا، وأن تكفوا شركم وبلاءكم عن المقاومة وعن القضية الفلسطينية…
وقد استغربنا يومها هذا الطلب من نصرالله، وشعرنا بأن فيه شيء من المبالغة، ليتبين لنا لاحقا انه كان محق ومحق جدا، وربما كانت توقعاته أقل بكثير مما قد يصل اليه المستوى الاخلاقي لبعض العربان الذين تخطوا حدود كل التوقعات…
نعم، فقد وصلت الخيانة والتفاهة ببعض شياطين العرب الى حد تحقير قضية فلسطين الطاهرة بكل ما تحمله من معاني سامية وانسانية، ليحولوا الشعب الفلسطيني الى المعتدي على هؤلاء الصهاينة القادمين من شتى اصقاع الكرة الارضية، والعمل على تلميع صورتهم المليئة بكل انواع الجرائم والاعمال الوحشية…
ومع كل خطوة، أو بالاحرى مع كل انحدار جديد كان يطل علينا به هؤلاء السفهاء كنا نظن انه آخر ما قد يصلون اليه من انحطاط وقذارة، ليتبين لنا بعدها انه لا يزال في جعبتهم المزيد من بقايا كرامة وفتات شرف لتقديمه لمن اهان كرامتهم وداس على شرفهم، حتى وصل بهم الامر في آخر المطاف لتهنئة كيان الاحتلال ب “عيد الاستقلال”…
نعم لقد صاروا يتبجحون بتسمية الكيان الصهيوني ب “الدولة المستقلة” ويهنئونه بكل وقاحة ب “عيد الاستقلال”، وهذا ما لا يمكن فهمه الا على انه تهنئة للعصابات الصهيونية “ارجون وشتيرن وهاجاناه” لنجاحها في القتل والابادة والترحيل القسري لاصحاب الأرض الحقيقيين ومن ثم إعلان دولتهم الغير شرعية فوق ركام القرى العربية وجثث العرب والمسلمين …
ايها العربان الجهلة، ألا تقرأون التاريخ لمعرفة ما ارتكبه الصهاينة على أرض الرباط الاول، وما حدث لمسرى الرسول الذي اصبح تحت أقدام الغزاة الصهاينة، ألا تتابعون نشرات الأخبار اليومية وتشاهدون ما تقوم به قطعان المستوطنين من اقتحامات يومية للمسجد الاقصى المبارك، ومن اعتداءات يومية على المواطنين والمزارعين، وهدم المنازل ومصادرة الاراضي لبناء المزيد من المستوطنات…
خسئتم يا حثالة المساخيط ويا حفنة من المأجورين الصغار، ففلسطين أكبر منكم واكبر من صديقتكم المارقة على ارضها والتي تقدمون لها التهاني وفروض الطاعة والولاء، أما نحن فنقول اللعنة عليكم وعلى من يقف خلفكم على هذا السقوط المقزز متمنين لها ولكم النهاية السريعة في مزبلة التاريخ…
تحية تقدير واجلال لشباب القدس المحتلة الذين يتصدون اليوم لعصابات المستوطنين دفاعا عن الاقصى رمز عزة الامة وشرفها ولا يلتفتون الى سخافات هؤلاء الاولاد المأجورين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post قطاعات الصناعة والطاقة في الاتحاد الأوروبي وخطة المناخ
Next post تسريع عملية التطعيم في والوانيا