قصص المدار التاريخية ((ابن الهيثم أحد رواد العلوم عند العرب)))
قصص المدار تختارها نجاة أحمد الأسعد
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_توفي ابن الهيثم عام 430هـ – 1039م في القاهرة، عند أكثر المؤرخين، لكن البيهقي في كتابه (تاريخ حكماء الإسلام) فقد قال: إن ابن الهيثم لما خاف على نفسه من الحاكم بأمر الله هرب إلى سورية، ولم يذكر وفاته، ولا عودته إلى مصر.
ذلك كان نجمًا في سماء الحضارة الإسلامية، أنار الطريق أمام أوربا، فيمن أنارها من علماء المسلمين، وكان نعم العالم في نعم المناخ يومئذ، مناخ الحرية العلمية والسمو الفكري والخصوبة الحضارية التي زرعها الإسلام حيث دخل وانتشر،
كان ابنُ الهيثم أستاذَ أوربا في الفيزياء والضوئيات والطبيعة لقرون، وفي جملة الأساتذة المسلمين العظام، الذين أضاءوا الطريق أمام الإنسانية قاطبة، لبلوغ الخير والرشاد.
في عصر تميز بازدهار كبير في مختلف العلوم من رياضيات وفلك وطب وغيرها، ولد العالِمُ الذي وصف بأنه العالم الأول في عصره أبوعلي الحسن بن الهيثم البصري، وكان مولده سنة 965 م في مدينة البصرة بالعراق، وتوفي في القاهرة سنة 1038 م.
تميز ابن الهيثم باختراعاته العظيمة التي شكلت وتشكل حتى اليوم الأساسيات لعلم وفن التصوير الفوتوغرافي والبصريات بشكل عام.
كان أول تميزه في ذلك هو اختراعه لما عرف باسم الحجرة المظلمة، حيث تتطلب طريقة عمل هذه الحجرة أن يدخل الضوء إليها عبر ثقب صغير جدا، فتتشكل على الحائط داخلها صورة مقلوبة للمشهد في الخارج، وأضيفت لها في القرن التاسع عشر ألواح التصوير لتنطبع الصور بشكل دائم داخل الحجرة المظلمة، وكان ذلك فتحاً خاصاً في علم البصريات بشكل عام لا يزال مستمرا حتى الآن، فكل الكاميرات الحديثة تستند إلى القوانين الفيزيائية ذاتها المطبَّقة في الحجرة المظلمة كما يقول الباحثون.
يوصف ابن الهيثم بأنه أبو المنهج العلمي الحديث، فقد تميز بالتنظيم والدقة في أبحاثه حول الظواهر الطبيعية، وكان سابقا لعصره بأشواط كبيرة، واعتُبر من أوائل الباحثين الذين أجروا تجارب علمية للتحقق من نظرياتهم.
أجرى ابن الهيثم أبحاثا حول العدسات مهَّدت لتصميم وإنتاج النظارات والمجاهر والتلسكوبات فيما بعد، وألف في مجال علم البصريات كتابه الأشهر «المناظر» الذي يعد من أبرز الكتب في ذلك العلم، ويقع كتاب «المناظر» في سبعة مجلدات، وقد شرح فيه تجاربه حول خصائص الضوء وألوانه الرئيسية، وانعكاسه على المرايا، وانكساره عندما ينتقل من وسط إلى آخر، كما فسَّر كيف تحْدُث الرؤية، وشرح تركيب العين ووظائف أجزائها، وبحلول القرن الثالث عشر الميلادي، كان كتاب«المناظر» قد تُرجم من العربية إلى اللاتينية، وقد ظل مرجعا يقتبس منه العلماء الأوروبيون لقرون عديدة.
وقد أسهمت كتابات ابن الهيثم عن خصائص العدسات في وضع البنية الأساسية لصناعة النظارات، حيث نجح صانعو النظارات الأوروبيون من خلال صف العدسات الواحدة أمام الأخرى، في اختراع التلسكوب والمجهر.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_