استغلال مصادر البيانات المفتوحة في تغطية الأحداث المستجدة
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_نحت السفينة العملاقة “إيفر غيفن” في قناة السويس المصرية صباح الثلاثاء 23 مارس/آذار. شغل جنوحها مصر والعالم، بعد توقف الملاحة في القناة بالكامل، مما تسبب في خسائر مالية كبيرة، وارتفاع أسعار عدد من المنتجات على رأسها النفط، كما شغل أيضاً الصحفيين ووسائل الإعلام ورواد السوشيال ميديا، وتحول هذا الجنوح إلى مادة دسمة للتحليل والتحقيق وإنتاج قصص أكثر عمقاً حول أسباب الجنوح، وتأثيره محلياً وعالمياً، وكيفية تعويمها مرة أخرى.
جنوح السفينة العملاقة دفع بعض الصحفيين وبعض وسائل الإعلام، إلى استخدام البيانات المفتوحة والأقمار الصناعية وأدوات تتبع السفن، لإنتاج قصص تعتمد على مؤثرات بصرية تُسهل على القارئ فهم الحدث وتبعاته الاقتصادية. استناداً إلى كل القصص التي نُشرت، برأيكم هل يمكننا القول إن مصادر البيانات المفتوحة يمكن الإعتماد عليها في تغطية الأحداث الطارئة؟
في هذا المقال تجيب شبكة الصحفيين الدوليين على هذا السؤال وتغوص في عمق الأحداث، وتناقش كيفية استخدام البيانات في قصصكم الصحفية، وترشح أدوات يمكن استخدامها للحصول على معلومات أكثر دقة حول الأحداث الطارئة.
أولاً، هل يمكن استخدام البيانات المفتوحة في تغطية الأحداث الطارئة؟
في الحقيقة (نعم) يمكننا الاعتماد على المصادر المفتوحة في تغطية الأحداث والأزمات الطارئة، لكن يرجع ذلك إلى مهارة الصحفي في التعامل معها، أيضاً إلى مدى تقبل المؤسسة الصحفية للمصادر المفتوحة، وهذه إشكالية كبرى يواجهها الصحفي خاصةً في المؤسسات التقليدية التي ما زالت تعتمد على الأعمال الصفراء المثيرة والتي تصل حد الإباحية لجذب الجمهور.
ما أود قوله باختصار شديد أن البيانات المفتوحة من أهم المهارات التي يجب على الصحفي إتقانها بغض النظر عن توجه المؤسسة التي يعمل بها، وهو ما يؤكده هال فارين، كبير الاقتصاديين بشركة جوجل «القدرة على تناول البيانات – أن تكون قادراً على فهمها، ومعالجتها، واستخراج قيمة منها، ومشاهدتها، وإبلاغها سيكون مهارة هامة جداً خلال العشريات القادمة».
لتوضيح الأمر بشكل أكبر يمكنكم الإطلاع على هذه القصة بعنوان(الحادث ليس الأول للسفينة العملاقة) جنوح إيفر غيفن في قناة السويس التي أجرتها الصحفية مها صلاح الدين ونُشرت على موقع مصراوي.
تقول مها صلاح الدين لشبكة الصحفيين الدوليين إنها اعتمدت في قصتها على المصادر المفتوحة بشكل كامل لتوافر المعلومات حول السفينة، لكن التحدي بالنسبة لها كان في العثور على معلومات جديدة يمكن استغلالها في خلق زاوية عمل مختلفة ومؤثرة. أجرت بحثاً أولياً حول الحادث استخدمت فيه مجموعة أدوات لتتبع السفن، وركزت على تحليل إشارات السفينة قبيل جنوحها في قناة السويس، إضافةً إلى رصد تحركات السفينة ورحلاتها السابقة واكتشفت أن السفينة نفسها تسببت في حادث سابق بمدينة هامبورج في ألمانيا.
حللت الصحافية أيضاً نحو 1200 تغريدة نُشرت خلال ساعة واحدة عبر تويتر حول السفينة، وركزت في تحليلها على أكثر المصطلحات المستخدمة والهاشتاجات المصاحبة ومواقع نشر التغريدات، وأكثر الدول تفاعلاً، وإلى جانب تحليل التغريدات لاحظت أن هناك لغطًا كبيرًا في المعلومات المُتداولة حول عدد السفن التي تنتظر في محيط القناة فاستعانت بموقع لشركة متخصصة في الأمن البحري تعمل في مصر منذ عشرينات القرن الماضي، كانت الشركة تنشر تحديثات مستمرة حول أعداد السفن الحقيقية.
الصحفية المصرية مها صلاح الدين واجهت صعوبات في التواصل مع المسؤولين والمختصين في موقع الحادث، لكنها استعانت بالمصادر المفتوحة بشكل كامل وأنتجت قصة متميزة تستحق أن تُروى.
ثانيًا، كيف يمكن استغلال البيانات المفتوحة في القصص الصحفية الطارئة؟
ترى صحافية البيانات سجى مرتضى في حوار أجرته معها شبكة الصحفيين الدوليين، أن الأحداث الطارئة والأزمات، تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للصحفيين، حيث تفرض عليهم الكثير من القواعد التي يجب عليهم الالتزام بها، والكثير من الأعمال التي يجدر بهم إنجازها، من دون التفكير والتخطيط مطولاً. لكن رغم التحديات تفتح مجالاً أمام الصحفيين للإبداع والإنجاز السريع، واستخدام البيانات والمصادر المفتوحة بشكل صحيح وسريع يواكب تطور الأحداث في تغطيات مماثلة أمر ضروري، يساعد الجمهور على فهم أوسع وأكبر للأزمة. ولمساعدة الصحفيين تقدم إليكم مجموعة نصائح يمكنكم الاستعانة بها في إنتاج قصصكم التي تعتمد على البيانات مفتوحة المصدر.
- لا تفكروا كثيراً، اختاروا قصة صغيرة، بياناتها محدودة لكن مفيدة وجديدة. حددوا هدفكم وأبدأوا مباشرة بالبحث عن البيانات.
- · أنتم في تغطية، ولا تصنعون تحقيقاً، فكروا مثلاً بإنجاز تايم لاين زمني يتضمن بيانات ومقارنات، أو خريطة تفاعليّة كما حصل في بداية أزمة كورونا، أو قصة مكتوبة مستندة على بيانات جديدة مفيدة مصممة بصرياً للموضوع المختار.
- · لا توسعوا نطاق بحثكم عن البيانات كثيراً، حددوا مصادر البيانات التي تحتاجونها بدقة بحسب مجال القصة والجهات التي توفرها، لأن السرعة أساسيّة.
- · في حال كان الموضوع جديداً والبيانات قليلة حوله، حاولوا الوصول إلى أكبر قدر ممكن من المصادر المفتوحة والبيانات المتوفرة أونلاين، قبل البحث عن مصادر خارجيّة.
- السرعة لا تعني تجاهل مرحلة تدقيق البيانات، فدقة البيانات أهم من السرعة بهدف قطف “السكوب”.
- حللوا بياناتكم، وصمموا قصتكم باستخدام الأدوات المتوفرة أونلاين مثل flourish و daawrapper، لأنها تقدم لكم خيارات جيدة وسريعة للنشر.
- ليكن تصميمكم بسيطاً وغير معقد.. تذكروا الموضوع والحدث الجديد على الجمهور، يحتاج إلى عرض ملائم لتكون القصة والبيانات الخاصة بها مفهومة وواضحة بالنسبة لهم.
- بعد العمل على بعض القصص الصغيرة والسريعة المستندة على البيانات، وبعدما تتضح الصورة لديكم أكثر، خططوا لقصتكم الكبيرة، التي تتعمق في الحدث الذي وقع، أسبابه الكاملة، المسؤولين عنه، المتضررين، وطبعاً تبعاته وآثاره.
- لا تتأخروا أبداً بالبدء بقصتكم الكبيرة، وقد يقرر البعض تجاهل القصص الصغيرة والبدء بقصتهم المعمقة منذ لحظة وقوع الحدث، كي يكونوا السباقين في النشر. وقد يكون ذلك خياراً جيداً، لكن للأسف لا تتيحه الكثير من غرف الأخبار خاصة في العالم العربي.
- من المفيد الإطلاع على نماذج استخدمت البيانات في حالات الطوارىء والأزمات الآنيّة حتى وإن كانت في بلدان أو مناطق أخرى، للاستفادة من تجارب سابقة.
- إن استخدامكم للبيانات في تغطية الأزمات والأحداث الآنية وإن كان صعباً ويشكل تحدياً، إلا أنكم من خلال ذلك ستقدمون المختلف عن التغطية العادية، وستساهمون في إفادة الجمهور وتوضيح الحدث، وفتح آفاق لقصص كثيرة جداً لمتابعة الحدث مستقبلاً.
ثالثًا، الأدوات التي يمكننا استخدامها
1- في هذا المقال يمكنكم الحصول على أهم خوارزميات جوجل للحصول على نتائج بحث دقيقة.
2- في هذا المقال يمكنكم الحصول على أدوات تتبع السفن والطائرات المدينة.
3- في هذا المقال يمكنكم الحصول على أدوات تتبع الطائرات والسفن الحربية.
4- في هذا المقال يمكنكم الحصول على أدوات تتبع الشركات والأعمال التجارية وسجلات الأراضي.
شحاته السيد هو صحفي استقصائي مستقل، متعاون
مع شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية أريج
والوحدة السورية للصحافة الاستقصائية سراج ودرج ميديا
ijnet.org