إيطاليا تطلب من أوروبا استقبال المهاجرين
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ طالبت إيطاليا التي تواجه تدفقا للمهاجرين العابرين للبحر المتوسط، شركاءها الأوروبيين بإبداء “تضامنهم” معها عبر استقبال قسم منهم. ودعت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورغيزي إلى “إدخال تعديلات هيكلية على نظام إدارة هذه الظاهرة داخل الاتحاد الأوروبي”.
كما طالبت لامورغيزي بـ”تفعيل آليات تضامن ملموسة وصلبة، بما في ذلك آليات طارئة”، على غرار تلك التي لحظتها اتفاقات مالطا في العام 2019، والتي أتاحت نقل مهاجرين من أماكن وجودهم إلى عشرات الدول الأخرى بينها فرنسا وألمانيا والبرتغال ورومانيا وفنلندا.
وذكّرت الوزيرة الإيطالية بـ”ضرورة إجراء حوار بناء مع الشركاء الأفارقة، واعتماد مقاربة متّزنة، مبنية على أسس نماذج التعاون القادرة على تعزيز خصوصيات كل بلد”.
ومن المقرر أن تزور لامورغيزي تونس في 20 أيار/مايو برفقة المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون التي دعت هذا الأسبوع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى التضامن مع إيطاليا ومالطا.
ويسعى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى طرح قضية المهاجرين على طاولة البحث لدى انعقاد المجلس الأوروبي يومي 24 و25 أيار/مايو، وفق الإعلام.
الاتحاد الأوروبي يحثّ أعضاءه على إظهار “التضامن” مع إيطاليا في استقبال اللاجئين
حثّت مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية ايلفا يوهانسون، الاثنين، دول التكتل على إظهار “التضامن” مع ايطاليا عقب وصول 1,400 مهاجر الى سواحلها على متن قوارب خلال نهاية الاسبوع.
وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبوغراندي: “أدعو الدول الأعضاء الأخرى الى تقديم المساعدة في إعادة إسكان” المهاجرين الذين من المتوقع أن يتقدم عدد كبير منهم بطلبات لجوء”.وأضافت يوهانسون: “أعلم أن الأمر أكثر صعوبة في فترة الوباء هذه، لكنني أعتقد أنه من الممكن تدبر الأمر، وقد حان الوقت الآن لإظهار التضامن مع إيطاليا ومساعدتها في هذا الوضع”.
ووصل المهاجرون الذين كانوا على متن 15 قاربا الى سواحل جزيرة لامبيدوزا.
يوهانسون قالت كذلك إنها تواصلت مع زيرة الداخلية الايطالية لوتشيانا لامورغيزي، كما ذكرت أن مكتبها أجرى جولة اتصالات شملت دولا أخرى في التكتل لطلب مساهمتها في استقبال مهاجرين.
وكشفت هذه الحادثة غياب الإجماع بين دول الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، كي لا يقع العبء على كاهل عدد قليل من البلدان، ولاسيما اليونان وايطاليا.
وتم احباط محاولة لإصلاح القواعد الحالية المعمول بها بالنسبة للمهاجرين من قبل بعض دول الاتحاد التي ترفض توزيع اللاجئين على جميع دول التكتل، بل طالبت بإجراء عمليات تدقيق أكبر وإعادة من لا يحتاج منهم الى اللجوء لبلاده. ولفتت يوهانسون وغراندي إلى أن الوضع أظهر الحاجة الى اعتماد الاتفاق الجديد الذي اقترحته المفوضية قبل سبعة أشهر.
وفي أيلول/سبتمبر، كشفت المفوضية الأوروبية عن ميثاقها الجديد المقترح للهجرة والذي من المفترض أن يخلق توازنًا جديدًا بين تحديد سبل مجالات المسؤولية والتضامن ما بين الدول الأعضاء.
ودافعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن توازن “عادل ومنطقي” بين “المسؤولية والتضامن” بين الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، وأشارت إلى أن أوروبا يجب أن تثبت للعالم أنها قادرة على إدارة ملف الهجرة واللجوء كما سبق وأدارت ملفات أخرى، موضحة في الوقت نفسه أن “ميثاق المفوضية بشأن الهجرة واللجوء، الذي نقدمه اليوم، يمثل بداية جديدة. نحن نعلم أنه يتعين علينا بناء الثقة بين دول الاتحاد الأوروبي وثقة المواطنين أيضا في قدرتنا على إدارة ذلك كاتحاد”.
وأشارت يوهانسون إلى الحاجة إلى ترتيبات موقتة للتعامل مع الوضع الراهن قبل اعتماد الاتفاق.
تواجه منظمات الإغاثة اتهامات بالتواطؤ مع مهربي المهاجرين الليبيين لإيصال الناس إلى الشواطئ الأوروبية، وهي اتهامات تنفيها بشدة. وإيطاليا نقطة دخول رئيسية للمهاجرين المتجهين إلى أوروبا، لكن مسار الهجرة البحري بين صقلية وشمال إفريقيا من بين الأكثر خطورة في العالم. وصل نحو 530 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية منذ بداية عام 2015، ستة آلاف منهم هذا العام، وفق المنظمة الدولية للهجرة.أما المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبوغراندي، فقد قال من جانبه إنه يجدد دعم مفوضية شؤون اللاجئين الأممية لاتفاقية الاتحاد الأوروبي المقترحة بشأن اللجوء والهجرة ” تثبت الأحداث الأخيرة في وسط البحر الأبيض المتوسط مرة أخرى أن أوروبا بحاجة إلى آليات عادلة يمكن اعتمادها مستقبلا للتعامل مع اللاجئين والمهاجرين”
وفي ما يتعلق بوصول المهاجرين نهاية الأسبوع إلى ايطاليا، أوضح غراندي”نحن نتحدث عن أرقام يمكن التعامل معها” لتوزيعها بين أعضاء الاتحاد الأوروبي، وأضاف أنه كان هناك “الكثير من الخسائر في الأرواح” في الأسابيع القليلة الماضية، مع سعي المهاجرين لعبور البحر المتوسط إلى أوروبا من دول شمال إفريقيا، وخصوصا ليبيا”، وأكد “نحتاج إلى وقف عمليات الصد التي تحدث على طول الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، ونحتاج أيضا إلى آلية للتحقيق في حالات صد المهاجرين بالقوة عند حدوثها”.
بين الأول من كانون الثاني/يناير و11 أيار/مايو، نزل على أراضي جزيرتي لامبيدوزا وصقلية نحو 13 ألف شخص وافدين من السواحل الشمالية لإفريقيا على متن قوارب متهالكة، أي أكثر بثلاثة أضعاف مقارنة بالعام 2019، وفق أرقام حكومية رسمية.
وفي نهاية الأسبوع وصل أكثر من ألفي مهاجر إلى لامبيدوزا، الجزيرة الصغيرة الواقعة بين صقلية والسواحل الشمالية لإفريقيا، حيث تشهد مراكز استقبال المهاجرين اكتظاظا يدفع بالبعض منهم إلى افتراش أرض المرائب.
ومن المتوقع أن يبطئ سوء الأحوال الجوية تدفق المهاجرين من ليبيا وتونس في الأيام المقبلة، لكن السلطات والمنظمات غير الحكومية تتوقع أن يشهد هذا الصيف تدفقا قياسيا للمهاجرين لم تشهد له مثيلا منذ العام 2015. والثلاثاء شارك ممثلون عن الدول الإفريقية في المؤتمر الذي نظّمته البرتغال التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، قضى منذ مطلع العام 621 مهاجرا خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط. ويعد المسار نحو إيطاليا ومالطا الأكثر ارتيادا لكنه يشهد أيضا العدد الأكبر من الوفيات مع 509 حالات.
يورونيوز