فلسطين وملحة الجيل الرابع ……
محمد فؤاد زيد الكيلاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_المواجهة الدائرة هذه الأيام في غزة، حملت في طياتها الكثير من المعاني والتوقعات، ولاسيما بأن القوة التي يدعي أنها يملكها الكيان الغاصب لا تقاوم، فأراد أن يختبر المقاومة والشعب الفلسطيني، فكان ما كان من مقاومة غير متوقعة، ووضعت قواعد اشتباك جديد بقصف تل أبيب بأكثر من مائة صاروخ دفعة واحدة، وهذا غيّر قواعد اللعبة في المستقبل في حال أقدم هذا الكيان على أي حماقة.
عندما نتكلم عن الجيل الرابع والمراهنات التي كان يراهن عليها الكيان، جاء هذا الرهان بالفشل الذريع، فالشعب الفلسطيني منذ تهجيره عام 1948 لم تتغير إستراتيجيته تجاه ارض فلسطين، وخصوصاً القدس عاصمة فلسطين، فبقي متمسكاً بحق العودة جيلاً بعد جيل.
فعندما أراد هذا الكيان الغاصب تهويد حارة الشيخ جراح، لم يتوقع الهبة المقدسية التي حصلت في العشرة الأواخر من رمضان تحديداً، فكان متوقعاً أن يكون الأمر بكل سهولة ويسر كما كان يعتقد، لكن تصدي المقدسيين وسكان حي الشيخ جراح بهذا الشكل البطولي كان مفاجئاً وغير متوقعاً بالنسبة للعدو الغاصب، على اعتبار أن الجيل الأول مات والجيل الحالي قد نسي القضية لكنه تفاجئ بالعكس.
الجيل الرابع والخامس من العشب الفلسطيني اثبت انه متمسكاً بالأرض والقضية الفلسطينية أكثر من الأجيال السابقة، وكان هذا واضحاً من خلال اندلاع مواجهات على كامل أراضي فلسطين كما يقال من النهر إلى البحر، وهذا الأمر أربك حسابات العدو بشكل كبير أكثر مما كان يتوقع.
ففي حال تهويد منطقة الشيخ جراح لا بد للمقاومة الفلسطينية أن يكون لها كلمة، بأن ترسل تهديداً للصهاينة على كل مستعمراته في ارض فلسطين بان القدس خطاً احمراً ولا يمكن تجاوزه، فمن جديد أخطأ هذا الكيان الحساب واستخف بالمقاومة وقدرتها وبدأت المواجهة بشكل غير متوقع بقصف صاروخي عنيف من قبل المقاومة على الأراضي المحتلة وداخل مستعمراته بشكل دقيق.
عندما نتكلم عن الجيل الرابع ويليه الجيل الخامس، نتحدث عن جيل مثقف وواعٍ يُتقن التكنولوجيا ويجيد استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير ويماشي الموضة المتبعة في هذا العصر، ومنخرط في دوامة الحياة وكما قلنا في السابق الجيل الأول مات والأجيال الذي ستليه ستنسى؛ ثبت العكس تماماً، فالانتفاضة الدائرة رحاها هذه الأيام فاقت كل التوقعات، فالشعب الفلسطيني بكافة الأعمار والأجيال انتفضت بقوة رجل واحد ضد هذا الطغيان، وكان من المفاجئ بان فلسطينيو 48 كان لهم دوراً كبيراً ومهماً في هذه الانتفاضة، ولأول مرة ينتفض فلسطينيو 48 ضد العدو الإسرائيلي وخصوصاً الجيل الرابع كان له كلمة ووقفة مهمة في هذه الانتفاضة، فلم يقتصر الأمر على هذا الحد بل على جميع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية كان لها موقفاً مهماً وفاعلاً في هذه الانتفاضة.
وفي نفس الوقت كان التعويل على فلسطينيي الشتات في الخارج وتحديداً الجيل الرابع، كان لهم وقفة كبيرة ومهمة في غور الأردن عندما حاولوا اجتياز الحدود لمقاتلة اليهود برغم منع الأردن وصولهم إلى الشيك المحاذي لفلسطين المحتل.
وهذا الأمر أيضاً تكرر في لبنان بان هناك جيلاً واعٍ يريد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ولم يقتصر هذا الأمر على الفلسطيني المهجر من أرضة، بل كان الأمر ابعد من ذلك، بان من يريد اجتياز الحدود لتحرير فلسطين العرب جميعاً وكان هذا واضحاً على الحدود اللبنانية والأردنية والسورية، والمسيرات الحاشدة في جميع الدول العربية الإسلامية المطالبة بفتح الحدود أو الوصول إلى ارض فلسطين ليس للوقوف مع الشعب الفلسطيني فحسب بل من اجل تحرير القدس وفلسطين وإعادة الحقوق لأصحابها الأصليين.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_