أمن دولي ـ هل من مقاربة أمنية بين ضفتي الأطلسي مع إدارة بايدن؟
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تراهن الدول الأوروبية على الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الأمريكي”جو بايدن” وتأمل الدول الأوروبية في بداية جديدة للعلاقات عبر الأطلسي. وأن يتم تعزيز العلاقات في كافة المجالات مع واشنطن لاسيما المجال الأمني والعسكرى. وأن يعيد “بايدن” التأكيد على تحالفات معيّنة بعد أربع سنوات من ولاية سلفه دونالد ترامب. أمن دولي
بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة أوروبية “يستعد لها منذ خمسين عاما” بحسب المتحدثة باسمه، في إشارة إلى مدى أهميتها خاصة في هذه الظرفية. الجولة تختتم بلقاء مع بوتين ومن أبرز أهدافها معالجة الندوب التي خلفتها إدارة ترامب. بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن في التاسع من يونيو 2021، رحلة إلى أوروبا تستغرق ثمانية أيام، كانت بريطانيا محطتها الأولى، وسويسرا (جنيف) محطتها الأخيرة حيث سختم زيارته بقمة يعقدها مع نظيره الروسي فلادبايدن يتعهّد دعم الحلفاء الأوروبيين قبيل قمته مع بوتين.
الاتحاد الأوروبي وبايدن – أمن دولي
يأمل قادة الاتحاد الأوروبي في بداية جديدة للعلاقات عبر الأطلسي. و اقترح رئيس المجلس “تشارلز ميشيل” على بايدن “ميثاق تأسيس” لعالم أفضل. وأعربت رئيسة المفوضية أورزولا فون دير لاين عن أملها في “عودة الولايات المتحدة إلى دائرة الدول ذات التوجه المماثل” .
تبنى المجلس الأوروبي بياناً خط فيها الخطوط العريضة للعلاقات المستقبلية بين بروكسل وواشنطن، في 8 ديسمبر 2020 . في مجال الأمن والدفاع
- دعا البيان بايدن إلى العمل “معاً” للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران. ووصف البيان الاتفاق بأنه “ركيزة أساسية للهيكل العالمي لعدم انتشار (الأسلحة النووية)”.
- شدد البيان على ضرورة أن يكون هناك “حوار سياسي استراتيجي شامل مع الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى الإمكانات الكاملة للشراكة عبر الأطلسي
- تحدث البيان عن مجالات تعاون كثيرة يسعى لتوسيعها أو تنشيطها مع الإدارة الأميركية الجديدة، تتعلق بالتكنولوجيا والتهديدات السيبرانية.
تتوقع الباحثة في جامعة جورج تاون “ريبيكا ليسنر” إعادة تأكيد للتحالفات التقليدية، مع محاولة تحديثها بشكل يبعدها عن وجه الشبه مع ما تترتب عليه الحرب الباردة، وذلك من أجل مجابهة التحديات الأمنية للقرن 21، والتي لن يكون العديد منها ذو طبيعة عسكرية بشكل صريح، وفق ما صرحت به ريبيكا ليورونيوز في نوفمبر2020.
تعزيز الأمن عبر الأطلسي – أمن دولي
أعلن البيت الأبيض في 27 يناير 2021 أن الرئيس “جو بايدن” تحدث مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ينس ستولتنبيرغ” مجددا التزام الولايات المتحدة بالدفاع الجماعي بموجب المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي . وشدد على التزامه بتعزيز الأمن عبر الأطلسي، كما أكد أهمية القيم المشتركة والقدرات لتعزيز الردع ومعالجة المعاهدات الجديدة.
قالت وزيرة الدفاع الألمانية “أنيغريت كرامب كارينباور” في 17 نوفمبر 2020 ، إن أوروبا لن تكون قادرة على القيام بأعباء أمنها من دون مساعدة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لعقود مقبلة، رافضة دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى استقلال استراتيجي أوروبي.
يشير مراقبون إلى أن” بايدن” قد يصبح أحيانا شريكا غير مريح مقارنة مع ترامب. فبايدن سيضغط من أجل نفقات عسكرية أعلى من جانب الأوروبيين وتذكيرهم بوعدهم تجاه حلف الناتو بضمان (2%) من الناتج القومي المحلي للجيش .
انسحاب القوات الأمريكية من ألمانيا – أمن دولي
أعلن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” يوم 5 يناير 2021 ،في أول خطاب له عن السياسة الخارجية في مقرّ وزارة الخارجية “تجميد” الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من ألمانيا الذي تعهد به سلفه دونالد ترامب . ورحبت الحكومة الألمانية بقرار “بايدن” تعليق خطة خفض عديد القوات الأميركية في ألمانيا معتبرة أن وجودها يصب في المصلحة المشتركة للبلدين. ونقلت “رويترز” عن شتيفن زايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، أن بلاده لديها قناعة دائمة بأن تواجد قوات أمريكية في ألمانيا يعزز الأمن في أوروبا وعبر الأطلسي.
التعاون الأمريكي الأوروبي ضد روسيا – أمن دولي
يقول الكاتب ” نيل كويليام ” وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 6 ديسمبر 2020 من أجل تعزيز وزيادة فاعلية التوجه الجديد، سيتعيَّن على الولايات المتحدة استعادة شراكتها مع الاتحاد الأوروبي؛ خصوصاً فرنسا وألمانيا. ومن خلال ذلك، سيتعيَّن على واشنطن
أولاً– توضيح أنَّها لا تزال ملتزمة بالمشروع الأوروبي وأمن الاتحاد الأوروبي.
ثانياً– حشد الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي؛ بحيث تصبح قادرة على الرد بقوة أكبر على أي عدوان روسي في النطاق المجاور لها.
وسيتطلَّبُ ذلك الأمر بدوره خوض محادثات “صعبة” مع ألمانيا على وجه الخصوص، حول مزايا مشروع “نوردستريم 2” ومسألة الاعتماد في مجال الطاقة على خطوط الغاز الطبيعي الروسية.
تقييم إلى العلاقات الأوروبية الأمريكية في مجالي الدفاع والأمن
يصعب على الأوروبيين تحمل مزيد من المسؤولية الأمنية السياسية، ويتضح هذا مثلا في شرق البحر المتوسط، كما يحلل خبير الشؤون السياسية هايسبورغ ويقول “منذ عام 2013 لم تعد الولايات المتحدة تلعب دورا قياديا في شرق البحر المتوسط. فتركيا وروسيا وقوى أخرى يمكن لها هناك التحرك بكل حرية”.
بعد نتخاب جو بايدن لمنصب الرئيس الأمريكي، من المتوقع ان تعود العلاقات عبر الأطلسي إلى طبيعتها. و أن اللهجة بين الشركاء أخذت تعود لطبيعتها، وأن بايدن يعرف على وجه اليقين أن الأمريكيين يعتمدون على الشراكات مع الدول الأخرى وهذا لا ينطبق فقط على أوروبا، ولكن على التعاون مع روسيا والصين.وأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيعودان إلى التزاماتهما المتبادلة في مجال العمل في الاتحادات الدولية المشتركة .وعند النظر إلى بايدن كرئيس، والجمع بين تاريخه الطويل من الدعم التقليدي لمؤسسات السياسة الخارجية القائمة منذ فترة طويلة ورغبته المفهومة في الوقوف بوجه معارضة مباشرة لمواقف ترامب السابقة، فإن “مستقبل الناتو يبدو مشرقا إن لم يكن ملهما أيضا . وربما من المستبعد أن السياسة الخارجية لبايدن ستكون إعادة صياغة للسياسة الخارجية في عهد أوباما.
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات