الزواج عقد مقدس
الدكتور سالم بن رزيق بن عوض
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …._من أرفع الحاجات التي تحتاجها البشرية عند كمال بلوغها وتمام نضجها وإدراك حاجتها مع تعاقب الأزمنة واختلاف الأمكنة الحاجة الشديدة إلى الزواج وقضاء الوطر والرغبة الفطرية عند النساء للرجال وعند الرجال للنساء مهما كانت الاحتياجات الضرورية الأخرى متوفر أم غير متوفرة .فالمرأة ترغب فيما لدى الرجل والرجل يرغب فيما لدى المرأة ومهما حاولت البشرية في المنع أو إيجاد العقبات الكبيرة في سبيل وجوده . تظل الفطرة والطبيعة البشرية تصرخ صرخاً شديداً حتى تلبى رغاباتها ويسمع ويوضع لها.
الرغبة في بناء الأسرة الكريمة وإنجاب الأطفال وتربيتهم والعناية بهم هو احتياج مبني على احتياج الرغبة في الزواج وإشباعه من الطرفين المرأة والرجل والسعي إلى توفير وتذليل كل الصعاب والتحديات وإزالت كل العقبات التي تقف أمام تكوين الأسر وصناعة الأجيال الجديدة.
واختيار الزوجين الكريمين ورضاهما وقبولهما لبداية مشروع الزواج هو أول خطوة أو اول لبنة في بناء شامخ كبير تظلله سماوات الرحمة والرأفة والمودة والحب والعطاء والتعاون والتفاؤل والأمل والتغافل والسعادة والسرور والبهجة والحبور والفرح وديمومة الإهتمام وشريان الإحترام والتقدير بين
الطرفين المباركين . وهو العطاء الذي يجب إلا يجف أو يذل لأنه مصدر السعادة والطاقة والرأفة والتفاؤل والعطاء.
والدخول في مؤسسة الزواج يجب أن يتصف بالوضوح والشفافية والتصور الواضح للمشروع ودراسته الفردية والأسرية واتخاذ الخطوات الواضحة قبل إبرام قرار الموافقة على الخطوة الأولى في هذا المشروع الكبير والممتد والذي يترتب عليها حقوق وواجبات ومتطلبات ومسؤوليات.
فإذا تقرر ذلك وشرع الطرفان في الاستعداد للقبول وإبرام العقد بعد الخطبة المعروفة عند الناس فإن ذلك بداية رحلة الألف ميل الطويلة .
الزواج في حقيقته عبادة وقربه لله تعالى عند المسلمين فهو عقد غليظ مقدس شرعه الله تعالى ، بينما عند بعض الملل والنحل والمدنية السادرة هو رباط مصالح ومشاركة في المقام والمنام وإنجاب الأطفال والهدوء والسلامة والراحة وخرج عند بعضهم من عقد الزواج بين الجنسين المختلفين إلى عقد الزواج بين أفراد الجنس الواحد في تدافع كبير من الرافض للفكرة وممارستها ومن القابلين لها والمرحبين بها والداعمين لأصحاب في الدخول في معركة مع العقل السليم والفطرة السليمة والأديان الصحيحة والصريحة والتجارب المؤلمة .
الزواج عقد مقدس والغاية منه تعبدية وحفظ العرض والنسل والمحافظة على النوع البشري من الضياع والدمار والهلاك وهو يعني المودة والرحمة في قضاء وطر وتفريغ شهوة في موضع أحله الله تعالى وبناء أسرة صالحة تختفي بتربية وتهذيب الأجيال الواعدة وتعينهم على أن يكونوا صالحين مصلحين
في مجتمع يسوده الود والحب والتعاون والتفاؤل والعطاء والبذل والتضحية.
إن المراسيم الدينية المحافظة التي يتم فيها عقد القران للزواج السعيد هو اعتراف حقيقي بإن العلاقة بين الزوجين الكريمين علاقة حقيقية عبادية دينية مقدسة تقوم على توزيع المهام والأدوار والمسؤوليات بين الزوجين فكل واحد منهما حقوق وعليه واجبات وهناك بعض الواجبات المشتركة بين الزوجين في حياة زوجية سعيدة رغيدة حالمة ترفرف عليها المحبة والمودة والتعاون والتفاؤل والإهتمام .
كل بند من بنود عقود الزواج بين الأزواج مبني على الحق والعدل والإنصاف وعدم إلحاق الأذى والقيام بما يرضي الله تعالى وما يرضي الطرفين في أجواء جميلة ورائعة، وتعني هذه البنود الخضوع والخنوع والإستعباد كلا كلا كلا !!
لذا على الزوجين أن يفهما من عقد الزواج أنه ميثاق غليظ ووثيقة مشتركة بين طرفين متوافقين ومتكافئين وأن له مثل
الذي عليه وأنها مثل الذي عليها ؛ فهو عقد شراكة ومؤسسة مودة ورحمة الزوجة شريكة الزوج والزوج شريك الزوجة.
ويذهب بعض الأزواج بعيداً في الفهم والوعي عندما يجتر من تقاليد بالية وعادات صادمة للحياة الزوجية والأسرية الصالحة والسعيدة أن عقد زواجهم هو الرق والعبودية لهذه المسكينة الضعيفة المنكسرة والمكسورة والمغلوبة على أمرها وقرارها هكذا يظن ويعتقد بعض الأزواج فعلى هذا الفهم السقيم يعامل ويتعامل مع الزوجة فيظهر العنف والتعنيف والقهر والضرب أحياناً .
الزواج عقد مقدس شرعه الله تعالى وجعله السبيل الحلال لقضاء الوطر والرغبة والطريق الوحيد لإنجاب الأطفال وتربيتهم والعناية بهم وهو عبادة وقربة وميثاق غليظ.وإظهار الإهتمام والإحترام بين الزوجين الكريمين خلق عظيم وعبادة ضائعة
المجلة الثقافية الجزائرية