قصص المدار التاريخية ((جلجامش رحلة البحث عن الخلود ))

Read Time:5 Minute, 2 Second

القصص التاريخية تختارها للمدار نجاو احمد الاسعد

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…._ملحمة جلجامش هي ملحمة سومرية مكتوبة باللغة الأكادية على 12 لوحا طينيا ، و يحمل اللوح الاخير من الملحمة توقيعاً لشخص اسمه ( شين ئيقي ئونيني ) الذي يتصور البعض أنه كاتب الملحمة ، و تعتبر اقدم قصة كتبها الانسان . و يحتفظ بالألواح الطينية التي كتبت عليها الملحمة في المتحف البريطاني .

بداية الملحمة :
تبدأ الملحمة بالحديث عن جلجامش ملك الوركاء الذي كانت والدته إلـــهاً خالدا ووالده بشراً فانياً ولهذا قيل بان ثلثيه إله والثلث الباقي بشر . وبسبب الجزء الفاني منه يبدأ بإدراك حقيقة أنه لن يكون خالدا .
تجعل الملحمة جلجامش ملكا غير محبوب من قبل سكان أورك ؛ حيث تنسب له ممارسات سيئة منها ممارسة الجنس مع كل عروس جديدة، وأيضاً تسخير الناس في بناء سور ضخم حول أورك العظيمة.
ابتهل سكان أورك للآلهة بأن تجد لهم مخرجا من ظلم جلجامش فاستجابت الآلهة وقامت إحدى الإلهات، واسمها أرورو ، بخلق رجل وحشي كان الشعر الكثيف يغطي جسده ويعيش في البرية يأكل الأعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات ؛ أي أنه كان على النقيض تماما من شخصية جلجامش .
كان أنكيدو يخلص الحيوانات من مصيدة الصيادين الذين كانوا يقتاتون على الصيد ، فقام الصيادون برفع شكواهم إلى الملك جلجامش ؛ فأمر إحدى خادمات المعبد بالذهاب ومحاولة إغراء أنكيدو ليمارس الجنس معها ؛ وبهذا تبتعد الحيوانات عن مصاحبة أنكيدو ويصبح أنكيدو مروضا ومدنيا . حالف النجاح خطة الملك كلكامش، وبدأت خادمة المعبد وكان اسمها شامات ، وتعمل خادمة في معبد الآله عتار بتعليم أنكيدو الحياة المدنية ؛ ككيفية الأكل واللبس وشرب النبيذ ، ثم تبدأ بإخبار أنكيدو عن قوة كلكامش وكيف أنه يدخل بالعروسات قبل أن يدخل بهن أزواجهن . ولما عرف أنكيدو بهذا قرر أن يتحدى جلجامش في مصارعة ليجبره على ترك تلك العادة . يتصارع الاثنان بشراسة ؛ فهما متقاربان في القوة ، ولكن الغلبة في النهاية كانت لجلجامش ، حيث اعترف أنكيدو بقوة جلجامش ، وبعد هذه الحادثة يصبح الإثنان صديقين حميمين .

يحاول جلجامش دائما القيام بأعمال عظيمة ليبقى اسمه خالدا ؛ فيقرر في يوم من الأيام الذهاب إلى غابة من أشجار الأرز فيقطع جميع أشجارها، وليحقق هذا عليه القضاء على حارس الغابة ، وهو مخلوق ضخم وقبيح اسمه خومبابا . ومن الجدير بالذكر أن غابة الأرز كان المكان الذي تعيش فيه الآلهة ويعتقد أن المكان المقصود هو غابات أرز لبنان .

الصراع في غابة الآرز :

يبدأ جلجامش و انكيدو رحلتهما نحو غابات أشجار الأرز بعد حصولهما على مباركة إله الشمس ( شمش ) الذي كان أيضا إله الحكمة عند البابليين و السومريين . وأثناء الرحلة يرى جلجامش سلسلة من الكوابيس والأحلام لكن أنكيدو الذي كان في قرارة نفسه متخوفا من فكرة قتل حارس الغابة يطمأن جلجامش بصورة مستمرة على أن أحلامه تحمل معاني النصر والغلبة.

عند وصولهما الغابة يبدآن بقطع أشجارها فيقترب منهما حارس الغابة خومبابا ويبدأ قتال عنيف ولكن الغلبة تكون جلجامش وأنكيدو حيث يقع خومبابا على الأرض ويبدأ بالتوسل منهما كي لا يقتلاه ولكن توسله لم يكن مجديا حيث أجهز الاثنان على خومبابا وأردياه قتيلا .

بعد مصرع حارس الغابة الذي كان يعتبر وحشا مخيفا يبدأ اسم كلكامش بالانتشار ويطبق شهرته الآفاق فتحاول الإلهة عشتار التقرب منه بغرض الزواج من جلجامش ولكن كلكامش يرفض العرض فتشعر عشتار بالإهانة وتغضب غضبا شديدا فتطلب من والدها آنو, إله السماء ، أن ينتقم لكبريائها فيقوم آنو بإرسال ثور مقدس من السماء لكن أنكيدو يتمكن من الإمساك بقرن الثور ويقوم جلجامش بالإجهاز عليه وقتله .
بعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلهة اجتماعا للنظر في كيفية معاقبة جلجامش وأنكيدو لقتلهما مخلوقا مقدسا فيقرر الآلهة على قتل أنكيدو لأنه كان من البشر أما كلكامش فكان يسري في عروقه دم الآلهة من جانب والدته التي كانت إلهة ، فيبدأ المرض المنزل من الآلهة بإصابة أنكيدو الصديق الحميم لجلجامش فيموت بعد فترة .
بعد موت أنكيدو يصاب جلجامش بحزن شديد على صديقه الحميم حيث لا يريد أن يصدق حقيقة موته فيرفض أن يقوم أحد بدفن الجثة لمدة أسبوع إلى أن بدأت الديدان تخرج من جثة أنكيدو فيقوم كلكامش بدفن أنكيدو بنفسه وينطلق شاردا في البرية خارج مدينة الوركاء وقد تخلى عن ثيابه الفاخرة وارتدى جلود الحيوانات . بالإضافة إلى حزن جلجامش على موت صديقه الحميم أنكيدو كان كلكامش في قرارة نفسه خائفا من حقيقة أنه لابد من أن يموت يوماً ما ، لأن ثلثه بشر و ثلثه الاخر اله ، و البشر فانٍ ، ولا خلود إلا للآلهة . بدأ جلجامش في رحلته للبحث عن الخلود والحياة الأبدية. و لكي يجد كلكامش سر الخلود عليه أن يجد الإنسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم ( و الذي يعتقد بعض العلماء انه النبي نوح ع ) .

و أثناء بحث جلجامش عن أوتنابشتم يلتقي بإحدى الإلهات واسمها سيدوري التي كانت آلهة النبيذ وتقوم سيدوري بتقديم مجموعة من النصائح إلى جلجامش والتي تتلخص بأن يستمتع جلجامش بما تبقى له من الحياة بدل أن يقضيها في البحث عن الخلود وأن عليه أن يشبع بطنه بأحسن المأكولات ويلبس أحسن الثياب ويحاول أن يكون سعيدا بما يملك لكن كلكامش كان مصرا على سعيه في الوصول إلى أوتنابشتم لمعرفة سر الخلود فتقوم سيدوري بإرسال جلجامش إلى المعداوي، أورشنبي ليساعده في عبور بحر الأموات ليصل إلى أوتنابشتم الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود.

عندما يجد جلجامش أوتنابشتم ، يبدأ اوتنابشتم بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بأمر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح ( ع ) ، وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهما الخلود . بعد أن لاحظ أوتنابشتم إصرار جلجامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على جلجامش ليصبح خالدا ، إذا تمكن جلجامش من البقاء متيقظاً دون أن يغلبه النوم لمدة 6 أيام و 9 ليالي فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن جلجامش يفشل في هذا الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتنابشتم وزوجته في إيجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود . تشعر زوجة أوتنابشتم بالشفقة على جلجامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى جلجامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود ، يغوص كلكامش في أعماق البحر في أرض الخلود دلمون ( حيث البحرين حاليا ) ويتمكن من اقتلاع العشب السحري .

بعد حصول جلجامش على العشب السحري الذي يعيد نضارة الشباب يقرر أن يأخذه إلى الوركاء ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع جلجامش إلى الوركاء خالي اليدين ، و في طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول مدينة الوركاء فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه . في النهاية تتحدث الملحمة عن موت جلجامش وحزن أورك على وفاته .

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …._

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post ما بين قصيدة وأخرى تاركة وراءها حقول خزامة
Next post الميليشيات في ليبيا ـ مصير خطة نزع السلاح، وتداعياتها الأمنية ؟