انشقاق في حزب المحافظين البريطاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أعلن الرئيس السابق لمجلس العموم البريطاني جون بروكا استقالته من صفوف المحافظين لينضم إلى حزب العمال المعارض، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة “سئمت من الأكاذيب” في عهد رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة “أوبزرفر” ونشرت الأحد، قال النائب السابق إن الحزب المحافظ في عهد جونسون بات “رجعيا وشعبويا وقوميا ومعاديا للأجانب حتى في بعض الأحيان”.
وأفاد بركاو، الذي استقال من رئاسة المجلس في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بعد عشر سنوات، إنه انضم إلى صفوف حزب العمال قبل بضعة أسابيع لأنه يشاركه القيم.
وقال لـ”أوبزرفز” “أنا مدفوع بدعمي للمساواة والعدالة الاجتماعية والأممية. هذا هو شعار حزب العمال”.
وتابع “توصلت إلى استنتاج مفاده بأنه يجب استبدال هذه الحكومة. الواقع هو أن حزب العمال وحده القادر على تحقيق هذا الهدف. لا يوجد خيار آخر ذو مصداقية”.
وأصر بركاو في مقابلة مع “سكاي نيوز” بأن قراره “ليس شخصيا ضد بوريس جونسون”. إلا أنه أشار إلى أن جونسون بعيد عن الحقيقة واعتبر بأن الطريقة التي تعامل بها مع البرلمان “بازدراء” كانت “مؤسفة”.
كما قال للصحيفة، إن رئيس الوزراء “ناجح في تنظيم حملات (لحشد التأييد) لكنه فاشل كحاكم”.
وقال لـ”أوبزرفر” “لا أعتقد أن لديه أي رؤيا لمجتمع أكثر مساواة، أو أي تعطّش لحراك اجتماعي أو أي شغف لتحسين الناس الأقل حظّا منه. أعتقد أن الناس سئموا بشكل متزايد من الأكاذيب والشعارات الفارغة والفشل في تحقيق نتائج”.
كما سخر بركاو منوزير الصحة مات هانكوك ، الذي تعرّض لانتقادات واسعة على خلفية طريقة تعامله مع الوباء، قائلا لشبكة “سكاي نيوز” “سأشتريه بناء على القيمة التي أقدّرها وأبيعه بالقيمة التي حددها هو وسأحقق مع ذلك ربحا كبيرا في العملية”.
في المقابل، وصف زعيم حزب العمال كير ستارمر بأنه “شخص صادق ومحترم”. ونفى التلميحات بأنه يسعى للحصول على منصب من العمال بعدما حرمه المحافظون من ذلك.
وقال لـ”سكاي نيوز” لم تكن هناك أي مقايضة أو تجارة أو اتفاقية من أي نوع”.
ثقافة “التنمر”
وكان بركاو نائبا محافظا عن باكينغهام على مدى 12 عاما، قبل أن ينتخب رئيسا للمجلس في 2009، ليكون أصغر شخص سنا يتولى المنصب منذ مئة عام.
ويعد منصب رئيس المجلس حيادي حيث يتوقع ممن يتولى المنصب الاستقالة من حزبه فور تعيينه. وأكد بركاو لـ”سكاي نيوز” بأنه لم ينضم مجددا لحزب المحافظين بعدما غادر المنصب.
ووجد بركاو، الشهير بنداء “نظام نظام!” لضبط النواب، نفسه كوسيط على مدى أكثر من ثلاث سنوات من النقاشات البرلمانية النارية بشأن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأثار حفيظة الحزب المحافظ الحاكم من خلال مجموعة قرارات رأوا أنها مناهضة لبريكست وتمنح أفضلية للمدافعين عن البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وبينما نفى السياسي البالغ 58 عاما بشدّة التحيّز إلا أنه لقي إشادة من الأوروبيين والعالم بقراراته وشخصيته القوية.
وخيّمت اتهامات بالتنمّر على الموظفين البرلمانيين على سنواته اللاحقة كرئيس للمجلس، وهي تهم ينفيها.
وقال لـ”سكاي نيوز” “أعتقد أن التلميح بأنني كنت أشرف على ثقافة (التنمر) هذه خاطئ تماما”، مشيرا إلى رفض شكوى من شخص ضده.
وقال مستشار الظل السابق لحزب العمال جون ماكدونيل، إن بيركاو كان “عادلًا بدقة” في معاملته لأعضاء البرلمان.
وكتب ماكدونيل على موقع تويتر “لقد نال احترامنا، خاصة بسبب كفاحه من أجل حماية حقوق البرلمان. أرحب به من صميم القلب في حزب العمال”.
أما نايجل فاراج، السياسي البريطاني الشعبوي الذي ساعد في قيادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فغرد قائلا “أيد بيركاو في البرلمان حملة البقاء التخريبية وينضم الآن إلى حزب العمال. إنه يحب السفينة الغارقة”.
وسعى المحافظون إلى التقليل من أهمية انشقاق بيركاو.
وقال وزير العدل روبرت باكلاند لـ”سكاي نيوز “لكي نكون منصفين لجون بيركاو، أعتقد أنه ترك حزب المحافظين منذ فترة طويلة”.
وقال وزير شؤون المتقاعدين غاي أوبرمان “العمال مرحب به (بالانضمام) إلى بيركاو”.
يورونيوز