الذكريات
كريمة احمد :شاعرة واديبة ليبية
عندما تنوين الرحيل خُذي كلّي
ولا تتركي بعضي في مهب الريح
أرى بعضي سينُكرني ويرفضني
يُثيرُ في الأعماق زلزالا يصدّعني
سيوغلُ في توحشه
سيمعنُ في توجسه
سيرميني بلا بيت ، بلا سقفٍ ، بلا أرضٍ
ويجعلُ من فراغ الروح بركاناً يؤججني
سيُلقيني بلا عطفٍ أمام التيه يبلعُني
سيجعلُني بِلا أُمٍ بلا أرضٍ !
لأنك أنتِ لي وطن !!.
دعينا نقتسم روحين
دعينا نتمزج قلبين
دعينا نعجنُ الشوق بخمر الوجد نسقيه بدمع العين …
دعينا نفتِقُ الجُرحَا ..
نرشَ الماء والملحَا ..
ونقطفُ مِن ديار الموت خابيةً و عُشباَ .
لأحضنه وأسقيه وبعد الموت أُحييه
لينبُتَ تحت أضلاعي مروجاً ما لها عنوان
ونركُض لا نخاف التيه نسبقُ خفة الغزلان ..
ونستلقي بِلا وجلٍ بلا خوفٍ
بلا رُعبٍ
تُغازِلُنا ملوك الجان.
وأهمسُ في مهب الريح شعراً ما له ميزان
فتحمله خيوط الشمس
وأُدني مِنك قافيتي تُداعب سحرك الفتان
تُلامس كلٌ أغنيةٍ
تُفكك كل أُحجيةٍ
وتُلقي الحب في الأجفان .
وأمشي بين أهدابٍ كساها الليل
و أُطبع فيك توقيعاً على جيدٍ بدا كرُخام
وأقطف ملء أشواقي حدائق زهرة الرمان
أُغطيكِ ..
أُعريكِ ..
أُناجيكِ بلا أوهام
أُسامرُ كُحل عينيك أُزيل حواجز الأسوار
وأنوي عند زمزمنا وضوء يمسح الآثام
أُوجهُ نحو قبلتكِ فؤادً صار كالتمثال
أصلي عند معبدكِ وأتلوا سورة الرحمن
عسى يوماً يفيق ضميرك النائم،
ويُرجعني أنا كُلي بلا بعضي أنا الإنسان.
الذكريات
كريمة أحمد