انهيار حضارة المايا
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …_استخدم علماء عينات من البراز القديم لدراسة حضارة المايا وكشف أسباب اختلاف حجم سكان هذا المجتمع تفاعلا مع التغير المناخي الحالي.
وحسب ورقة علمية نشرها موقع “ساينس اليرت” يوم الجمعة 09 يوليو 2021 فقد حدد الباحثون أربع فترات متميزة من تغير حجم السكان كرد فعل لفترات جافة أو رطبة بشكل خاص، والتي لم يتم توثيقها جميعا من قبل.
ووفقا لما توصل إليه الباحثون فإن أكواما من الفضلات أظهرت أن مدينة إيتزان (غواتيمالا الحالية)، كانت مأهولة قبل 650 عاما تقريبا مما اقترحته الأدلة الأثرية سابقا.
ويقول عالم الكيمياء الجيولوجية الحيوية بنيامين كينان، من جامعة ماكجيل في كندا: “يجب أن يساعد هذا البحث علماء الآثار من خلال توفير أداة جديدة للنظر في التغييرات التي قد لا تظهر في الأدلة الأثرية، لأن الدليل ربما لم يكن موجودا على الإطلاق أو ربما تم فقده أو إتلافه منذ ذلك الحين”.
وأضاف: “الأراضي المنخفضة للمايا ليست جيدة جدا للحفاظ على المباني وغيرها من سجلات الحياة البشرية بسبب بيئة الغابات الاستوائية.”
واستخدم المشرفون على الدراسة أسلوب تحليل يسمى fecal stanols، يتضمن مراقبة مادة الستانول، وهي جزيئات عضوية موجودة في براز الإنسان والحيوان يتم حفظها في طبقات الرواسب تحت البحيرات والأنهار أحيانا لآلاف السنين.
ويمكن لتركيزات هذه الستانولات بمرور الوقت، كما هو موضح بطبقات الرواسب، أن تقدم للباحثين أدلة حول التغيرات السكانية التي يمكن أن تدعمها السجلات التاريخية الأخرى.
وحتى الآن، ثبت أن الستانول هو مؤشرات دقيقة لعدد الأشخاص الذين يعيشون في مكان معين في وقت ما.
وهنا تم استخراج الستانول من بحيرة قريبة من موقع إيتزان، ووقع قياسها وإضافتها إلى المعلومات المتوفرة بالفعل للخبراء عن المنطقة على مدى آلاف السنين الماضية، بناء على الاكتشافات من الحفريات الأثرية التقليدية.
ثم تمت مطابقة هذه النتائج مع البيانات المناخية التاريخية، بما في ذلك الأدلة على هطول الأمطار (أو عدم وجودها) ومستويات حبوب اللقاح (التي تشير إلى الغطاء النباتي) التي تُركت في السجل الجيولوجي
ووجد الباحثون بعض الارتباطات، ولكن أيضا بعض التحولات السكانية الجديدة في الطبقات القديمة من بقايا البراز.
ويقول عالم الكيمياء الجيولوجية الحيوية بيتر دوجلاس، من جامعة ماكجيل: “من المهم أن يعرف المجتمع عموما أن هناك حضارات قبلنا تأثرت وتكيفت مع تغير المناخ. ومن خلال ربط الأدلة على تغير المناخ والتغير السكاني، يمكننا أن نبدأ في رؤية صلة واضحة بين هطول الأمطار وقدرة هذه المدن القديمة على الحفاظ على سكانها”.
مونتي كارلو الدولية