ماذا يلوح في افق التوتر المتنامي في منطقة الخليج …؟

آدام الحسن

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_هل إن التوتر المتنامي في منطقة الخليج سيتطور و يتحول الى مواجهة عسكرية … ؟
اذا ما اندلعت حرب جديدة في منطقة الخليج فبالتأكيد ستكون ايران طرفا فيها و إسرائيل في الطرف الأخر …. السؤال الحاسم من هي الأطراف الأخرى التي ستتورط أو يتم توريطها في هذه الحرب التي ستحرق الأخضر و اليابس … ؟
لا شك أن المدخل للإجابة على هذه الأسئلة يتطلب تناول أجندات الدول المرتبطة مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط عموما و منطقة الخليج تحديدا , و رغم أن تناول هذه الأجندات هو أمر واسع و معقد و مرتبط بأمور كثيرة من الصعب تلخيصها بفقرات مختصرة لكن يمكن التركيز على بعض المؤشرات التي قد تكون مفتاح لفهم ما قد يجري من تطورات في الوضع المتوتر في هذه المنطقة الحساسة من العالم .
من هذه المؤشرات ما بلي :
اولا : امريكا لا تريد ترك منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل لكنها تريد نقل مركز ثقل تدخلاتها الخارجية الى بحر الصين الجنوبي , فالصين أصبحت بالنسبة لأمريكا هي المنافس رقم واحد و قد تكون ايضا , في السنين القادمة , العدو المحتمل رقم واحد لأمريكا و لهذا انعكاسات مؤكدة ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط بل على الوضع الدولي بشكل عام .
ثانيا : اسرائيل و اللوبي الصهيوني في أمريكا يعملان على ابقاء التواجد الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط كما هو و أن لا تهتم امريكا كثيرا بالخطر الصيني لأن ذلك سيؤدي الى تعزيز قوة و نفوذ القوى المعادية لإسرائيل و منها إيران .
ثالثا : من مصلحة الصين بقاء مركز ثقل التواجد الأمريكي في الشرق الأوسط كما هو كي لا تتزايد وتيرة التدخل الأمريكي في منطقة بحر الصين الجنوبي لذلك فأن صعود المتشددين الى كرسي الرئاسة في إيران و زيادة درجة حراة التوترات في منطقة الخليج يصب في مصلحة الصين .
رابعا : رغم وجود أمريكا و الاتحاد الأوربي في حلف عسكري واحد هو الناتو إلا أنه لا توجد لديهما أجندة مشتركة بخصوص أزمات منطقة الشرق الأوسط و هنالك تباعد و تراجع مستمر في علاقة دول غرب أوربا بأمريكا بعكس دول شرق أوربا ( التي كانت ضمن المعسكر الاشتراكي ) فلازالت سياستها ملتصقة بالسياسية الأمريكية و السبب هو الخوف من روسيا .
خامسا : الاتحاد الأوربي يعمل و يريد تخفيف حدة المواجهة بين أمريكا و أيران إذ إن الدول الأوربية ستكون من الدول المتضررة كثيرا من نشوب أي حرب واسعة النطاق في منطقة الخليج , و ما حضور ممثل الاتحاد الأوربي لحفل تنصيب رئيس إيران الجديد المتشدد إلا دليل على هذا التوجه , و قد وجهت اسرائيل انتقادات شديدة للاتحاد الأوربي بسبب حضور ممثله لحفل تنصيب رئيس متشدد في إيران و في هذا الوقت المتوتر بالذات …!
سادسا : سياسة بريطانيا ملتصقة في الكثير من القضايا بالسياسة الأمريكية و منها الموقف المتشدد تجاه ايران و هذا يسبب لها بعض المشاكل مع الاتحاد الأوربي .
سابعا : المتضرر الرئيس في أي حرب محتملة هي كل دول الخليج بضمنها ايران إذ قد تحترق معظم المنشئات لنفطية لهذه الدول في أي حرب شاملة لأنها ستشملهم جميعا بالإضافة الى إن التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج سيكون أمرا مكلفا جدا قد لا تقدر دول الخليج على دفع ثمنه عندها ستنقلب موازين القوى في هذه المنطقة و سيكون العالم امام معادلات جديدة .
أما في الجانب الصيني – الروسي
اولا : ليس هنالك محور بمعناه الاستراتيجي بين روسيا و الصين فرغم تعاونهما في مجالات عديدة إلا انه ليس لديهم أجندة مشتركة في الكثير من القضايا و منها موضوع منطقة الشرق الأوسط و تحديدا منطقة الخليج .
ثانيا : الصين ليست طرفا في أي تحالف عسكري بين الدول و لا تنوي و لا تريد أن يكون لها وجود في أي تحالف عسكري .
ثالثا : الميزة الأساسية للدبلوماسية الصينية و تحالفاتها هي أن السياسة الصينية تعتمد على البراغماتية و الحيادية و أن لا تكون الصين طرفا في أي نزاع بين الدول أو ضمن الصراعات الداخلية للدول و تعمل الصين على أقامه علاقات تجارية و اقتصادية و تعاون مع جميع دول العالم دون استثناء و بأكبر قدر ممكن من المجالات بغض النظر عن طبيعة الأنظمة السياسية للدول الأخرى و تطبق مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى بشكل حقيقي و كامل .
رابعا : روسيا بعكس الصين بدأت تعمل على

استعادة قوتها و نفوذها للسير بنهج الاتحاد السوفيتي السابق مع بعض التعديلات الجوهرية .

لذا يمكن القول أن امريكا تستطيع بدأ الحرب ضد أيران لكنها سوف لن تستطيع ايقافها و ستكون الحرب ضد ايران ليست مجرد ورطة لأمريكا و أنما ستكون الورطة الكبرى لها في كل تاريخها , فقد يفوق هذا التورط الأمريكي تورطها السابق في فيتنام بمرات عديدة … هذا هو سبب التردد الأمريكي الواضح لإشعال فتيل حرب مفتوحة مع ايران رغما الضغط الإسرائيلي و اللوبي الصهيوني في امريكا لدفعها لهذه الورطة الكبرى .

الحوار المتمدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الممر الاخضر يدخل حيز التنفيذ في ايطاليا
Next post مآلات الدستور في تونس