التغيرات المناخية ومخاطر انقراض بعض الدول
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أطلقت دول تعاني من التغيرات المناخية، نداءات تحذير من مواجهة خطر الانقراض، إذا لم تتخذ إجراءات للحيلولة دون ذلك.
ويأتي التحذير من قبل مجموعة من الدول النامية بعد تقرير تاريخي للأمم المتحدة قال إن الاحتباس الحراري يمكن أن يجعل أجزاء من العالم غير صالحة للسكن.
وقد وصف زعماء العالم بما فيهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التقرير بأنه “جرس إنذار للعالم”.
لكن بعض أقوى ردود الفعل على النتائج التي توصل إليها جاءت من بلدان من المفترض أن تكون الأكثر تضررا.
وقال محمد نشيد، الرئيس السابق لجزر المالديف، والذي يمثل نحو 50 دولة معرضة لتأثيرات تغير المناخ: “نحن ندفع بأرواحنا ثمن الكربون المنبعث من شخص آخر”.
وتعد جزر المالديف الدولة الأكثر انخفاضا في العالم. وقال نشيد إن توقعات اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة ستكون “مدمرة” للبلد، ما يضعه على “حافة الانقراض”.
ووفقا لأحدث تقرير للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ستصبح موجات الحرارة والأمطار الغزيرة والجفاف أكثر شيوعا وتطرفا. وقد وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها “إنذار أحمر شديد للإنسانية”.
ويقول التقرير إن هناك أدلة “قاطعة” على أن البشر هم المسؤولون عن زيادة درجات الحرارة. ويضيف أنه خلال العقدين المقبلين، من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار نصف متر، ولكن لا يمكن استبعاد ارتفاعه مترين بحلول نهاية القرن.
وقالت ديان بلاك لاين، سفيرة أنتيغوا وبربودا، وقائدة مفاوضي المناخ لتحالف الدول الجزرية الصغيرة، إن ذلك يمكن أن يكون له تأثير مدمر على البلدان الساحلية المنخفضة.
من جانبها حذرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية من المخاطر التي يقبل عليها العالم جراء استمرار حدة التغير المناخي التي بدأت تتجلى في شكل كوارث طبيعية خطيرة، أبرزها ما شهدته الفترة الأخيرة من حرائق الغابات في تركيا واليونان وبعض الدول.
وقال التقرير إن الأمم المتحدة تحذر من أن العالم سوف يتجاوز الهدف المحدد للاحتباس الحراري الذي تنص اتفاقية باريس للمناخ على أن يكون أقل من 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، مؤكدة أن التغير المناخي بدأ بالفعل في إحداث كوارث طبيعية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي قالت إن “درجات الحرارة مستمرة في الارتفاع، وهي الآن على المسار الذي قد يؤدي بها إلى تجاوز الهدف الرئيس الذي تنص عليه اتفاقية باريس للمناخ، وهو ما قد يترتب عليه تبعات خطيرة تؤثر على المناخ حول العالم ويمتد أثرها إلى مستويات المياه في البحار”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “إن تقرير مجموعة العمل 1 للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ اليوم بمثابة بطاقة إنذار حمراء للبشرية”.
وأضاف: “إذا حشدنا القوى الآن، سنتمكن من تفادي وقوع كارثة مناخية. ولكن، كما يوضح تقرير اليوم، لا يوجد وقت للتأخير ولا مجال للأعذار. أعول على قادة الحكومات وجميع أصحاب المصلحة لضمان نجاح مؤتمر الأطراف السادس والعشرين”.
ويذكر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، بنبرة قوية: “من الواضح أن التأثير البشري أدى إلى تدفئة (زيادة درجات حرارة) الغلاف الجوي والمحيطات والأرض”.
ويقول البروفيسور إد هوكينز، من جامعة ريدينغ البريطانية، وأحد المشرفين على التقرير، إنه لا يمكن للعلماء أن يكونوا أكثر وضوحا في هذه النقطة من ذلك.
وأضاف: “إنه إعلان للحقيقة، لا يمكننا أن نكون متأكدين أكثر من ذلك، إنه أمر لا لبس فيه ولا جدال فيه، البشر يرفعون درجة حرارة كوكب الأرض”.
عربي 21