الحاج المقدسي عبدالله الخضر بوجه الصهاينة المحتلين

ابراهيم عطا :كاتب فلسطيني

كانت مقالتي اليوم عن المخاوف التي نعيشها من فيروسات جديدة ومتجددة وتوترات متصاعدة على جبهات متعددة، الا ان صورة الحاج المقدسي عبدالله الخضر احرقت قلبي وابكاني حديثه عن منزله ومنازل ابنائه التي أمر الاحتلال بهدمها، وجعلني أغير الموضوع لاني رأيت بان قضية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين من قبل الصهاينة تستحق منا تسليط الاضواء اكثر من أي موضوع آخر مهما كان حجمه…
الكيان الاسرائيلي يعمل على اكثر من جبهة وباكثر من اتجاه بينما نحن فقط نتأثر بالحدث لدقائق وربما لساعة دون رد فعل او متابعة، ثم نعود من جديد للتفكير بملذات الدنيا واليوميات الفارغة… فقضية حي الشيخ جراح مستمرة وعملية الهدم في حي سلوان أيضا واخرها تدمير شقتين أول امس، وسرقة اراضي بيتا جنوب مدينة نابلس لاقامة بؤرة استيطانية جديدة تسير على قدم وساق، إضافة الى المواضيع الأخرى والجبهات الكثيرة المفتوحة، ومنها مشاريع بناء الوحدات الاستيطانية المتتالية واقتحامات المسجد الأقصى اليومية بقيادة الحاخام المتطرف الصهيوني غليك، والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى وفي الحرم الابراهيمي وغيرها…

الحاج عبد الله


الا ان موضوع هدم منازل المواطنين على أساس انها غير قانونية واقيمت دون ترخيص (وكأن احتلال فلسطين قانوني)، او لان أحد أبناء العائلة قام بعملية ضد قوات الاحتلال، فيفوق العقل ويخرج عن كل ما هو منطقي وانساني، ويستحق منا اقوى ردود الافعال بوجه الصهاينة المحتلين وبوجه مسؤولي السلطة التنسيقية المتعاونين وغير المسؤولين…
تخيل ما حدث للحاج عبدالله الخضر، وضع نفسك مكانه لثواني او مكان العائلات الأخرى التي تجرعت مرارة الهدم ، فبعد صدور قرار محكمة الاحتلال يمنحونك الحق بالاختيار (ديموقراطية صهيونية)، اما أن تهدم منزلك بنفسك، واما ان تقوم بذلك جرافات الاحتلال وتدفع لهم تكلفة الهدم و “المخالفة” التي تقدر بحوالي ٢٥ الف دولار…أنا أستطيع أن أتصور واحس بما قد يشعر به الانسان عند رؤية منزله مدمرا، وذلك لاني مررت بهذه التجربة عندما قام الاحتلال بتدمير منزل عائلتي في مخيم البرج الشمالي شرق مدينة صور عام ١٩٨٢ بحجة العثور على اسلحة بداخله…
واذا لم تستطيع تخيل ذلك، فهذه صورة الحاج عبدالله الخضر تختصر كل الكلام وكل الالام والصورة أصدق من أي كلام…
وأخيرا نقول عار على سلطة التنسيق الامني بقيادة الدكتاتور المنتهي الصلاحية، وعار على كل عربي وعلى كل مسلم لا يحرك ساكنا تجاه دمعة هذا الرجل المحطم الذي أصيب بالشلل عندما سمع قرار محكمة العدو الصهيوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post موقع دليل للمطاعم التي تستقبل من تلقى التطعيم ضد كورونا
Next post عودة ارتفاع عدد اللاجئين في اوروبا