المدار ترصد اواخر ايام المثقفين((رحيل شيخ الرواية السوريةحنا مينا))

اواخر الايام ترصدها للمدار نجاة احمد الاسعد

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_قبل ثلاث سنوات رحل الروائي السوري، ابن لواء اسكندرون ، حنا مينه، عن عمر 94 عاماً، وغادر مينه إلى مثواه الأخير في 21 آب عام 2018.

بعد رحلة قدم فيها من الأعمال الفنية المنوعة خلدت اسمه في ذاكرة كل سوري.

و قد بقي حنا مينه حتى لحظات حياته الأخيرة يبهر السوريين بأدبه وكلماته المليئة بالعاطفة الصادقة، حيث ورد في وصيته “لقد كنت سعيدًا جدًا في حياتي، فمنذ أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء، وانتصرت عليه، وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، وإني لمن الشاكرين”.

ولد الراحل في اللاذقية عام 1924 هذه المدينة التي أثرت في مجمل أعماله التي تكلمت بلسان أهل البحر وهمومهم وأعمالهم.

لطالما قال مينه: إن “البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب”، وذلك لأنه عرف بدايات صعبة وتنقل بين أعمال متواضعة كثيرة، قبل أن ينصرف للكتابة.

وأمضى مينه طفولته في لواء اسكندرون السليب قبل أن يقطن في اللاذقية، وتوقفت مسيرته الدراسية حتى نهاية المرحلة الابتدائية عام 1936، ولم يكمل تعليمه بعدها.

ومارس الأديب المكافح مهناً عديدة في بداية حياته، حيث عمل حلاقاً وحمالاً في ميناء اللاذقية، ثم عمل بحاراً على السفن والمراكب، كما اشتغل في مهن كثيرة أخرى كمصلّح دراجات، ومربّي أطفال في بيت سيد غني، وعاملاً في صيدلية.

ثم دخل مينه عالم الصحافة، وكتب مسلسلات إذاعية للإذاعة السورية باللغة العامية، وعمل موظفاً في الحكومة، إلى أن توجه إلى العمل الروائي.

كانت بدايته الأدبية متواضعة حيث تدرج في كتابة العرائض للحكومة إلى كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان، ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.

وعاش مينه في بيروت عام 1946، ثم عاد في السنة التالية إلى دمشق حيث استقر فيها، كما تغرب في بعض سنين حياته إلى الصين وأوروبا.

وترك حنا مينة نحو أربعين مؤلفاً ومن أهم أعماله “الشراع والعاصفة” (1966) و”الياطر”(1975) و”نهاية رجل شجاع”(1998)، وتناول في الكثير منها، البحر وأهواءه وكذلك البحارة.

وتم تحويل العديد من رواياته إلى مسلسلات تلفزيونية لاقت نجاحاً عبر القنوات العربية، أهمها “نهاية رجل شجاع”، و”المصابيح الزرق” التي تصور الحياة في سوريا إبان الاحتلال الفرنسي.

وحولت روايته الأشهر “الشراع والعاصفة”، والتي تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية التي خاضت خلالها سوريا صراعات، وشهدت اضطرابات انتهت بنيلها الاستقلال، إلى فيلم سينمائي في 2012.

وساهم مينه في تأسيس “رابطة الكتاب السوريين” و”اتحاد الكتاب العرب” بدمشق في خمسينات القرن الماضي، وخاض المعترك السياسي باكراً وناضل ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا حتى أربعينيات القرن الماضي، إلا أنه انسحب من السياسية بعد ذلك وكرس وقته للكتابة.

وحاز على جوائز أدبية عدة من بينها “جائزة نجيب محفوظ للكاتب العربي” من اتحاد كتاب مصر العام 2006، وتخصص وزارة الثقافة السورية جائزة سنوية تحمل اسم حنا مينه.

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post عودة الطلبة للمدراس في اوروبا واجراءات السلامه
Next post حكايا المدار الفنية ((شريفة فاضل ام البطل ))