مرايا الظل تتبعني

كريمة احمد
بكل الأماسي حينما يمرّ ظلّي..
تكون أجمل الأحلام قد تنفست الحزن كله..
البارحة فارقني واليوم عاد
بتلك السعادة الغامضة..
كاليأس، طالما كان طعمُها مُراً في وجدان الروح..
أظلّ..
أُقنع نفسي بقدراتها الخارقة
على تغيير طقوس الفرح الحزين..

ظلّي البارحة فارقني واليوم عاد
بتلك الغيمة الغامضة..
بذلك الفرح الذي يأبى أن يأتي مُكتملاً !!
لا تُفارقه غصة الزمن
برغم الترف المُحاطُ به !…
يوقظني ذلك الشوق المُضاد لليأس
يرمي بوسادتي في أزقة الاغتراب الموحشة
وحين أُقرر حال هروبي منها
تتخطفني في طريقها زهرةً ذابلة..

ظلّي البارحة فارقني واليوم عاد
بتلك السعادة الغامضة..
عند نافذة الذاكرة
رائحتها تحمل عطر أمي
لونها الشاحب صورتي المنسية
تمنيت لو أنني أقرأ الطالع
وإن كذب المنجمون ولو صدقوا
كيف يلوح هناك فرح.. يلوح في الأفق..

ظلّي البارحة فارقني واليوم عاد
لا توأم له
لا يتواطئ مع الأحزان
ولا يغرزُ نصله في وجع الأيام
سيبقى بتلك الصور المرمية
على أرصفة الفجيعة
يُخفي عني صدمة الواقع بالوجيعة..

ظلّي اليوم عاد
تُحيطُ به ذاكرتي كسياجٍ متربص
يُطوّق أول محاولة للهروب
وحين تتوقف فجأةً خطواتي
ودون جهةٍ محددة
تضيع بين يديه بوصلة العبور

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ليلةُ_الـــ40
Next post ذلك الغياب