النزاع بين الاتحاد الأوروبي وبولندا بشأن سيادة القانون الى اين
بقلم: يورونيوز •
انتهت أعمال اليوم الأول لقمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل، دون اتخاذ موقف واضح المعالم، بشأن التعامل مع بولندا من جهة وتحديد استراتيجية لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار الطاقة. راوحت مواقف القادة الأوروبيين المجتمعين الخميس في قمة في بروكسل بين التشدد ومد اليد لبولندا التي يدور نزاع بينها وبين الاتحاد الأوروبي حول استقلالية القضاء وسيادة القانون الأوروبي على القانون الوطني.
وأبدت ألمانيا حرصها على تجنّب “مواجهة” مع وارسو، وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي التقت رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيتسكي إن “النزاعات المتزايدة أمام محكمة العدل في الاتحاد الأوروبي ليست حلا على صعيد سيادة القانون”.
كيف تسبّب ارتفاع أسعار الطاقة في تغيير البلجيكية “فيرونيك” من عادات استهلاكها اليومية
هل الحل لأزمة ارتفاع أسعار الطاقة يتطلّب استجابة أوروبية شاملة؟
وقضت المحكمة البولندية بداية الشهر الجاري، بأن مواد من معاهدة الاتحاد الأوروبي “تتعارض” مع الدستور البولندي، محذرة محكمة العدل الأوروبية من التدخل في الإصلاحات القضائية في البلاد. ولقي الحكم انتقادات واسعة من أعضاء آخرين في التكتل، على غرار فرنسا وألمانيا، لكن المجر مثلا لم تنتقده.
في الوقت الحالي، لم تتخذ المفوضية أي إجراء ضد بولندا، وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو إن ما ينتظر من بولندا أن تتحرك وتعترف بعلوية القوانين الأوروبية على القوانين البولندية. وقال في هذا الصدد “رسالتي إلى صديقنا، رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيتسكي هي ألا تنتظروا إجراء بشأنكم من المفوضية الأوروبية”.
وتعتبر دول عدة أنه لا يمكن المصادقة على صرف 36 مليار يورو لوارسو ضمن خطة الإنعاش الأوروبية لفترة ما بعد الوباء، وهو مبلغ جمدته المفوضية الأوروبية حاليا مطالبة بضمانات حول استقلالية النظام القضائي في البلد.
ارتفاع أسعار الطاقة
وفي شأن آخر، رحّب قادة الدول الـ27 بالأدوات “المفيدة” التي اقترحتها المفوضية للتخفيف من ارتفاع الأسعار من خلال اقتراح حلول تتضمن (التخفيضات الضريبية، والمساعدات للأسر الأشد حاجة). و اقترحت المفوضية الأوروبية حلولا مؤقتة مثل دعم الدخل المباشر للأسر الضعيفة، ودعم الشركات المتعثرة والتخفيضات الضريبية، كما اعتمدت مجموعة إجراءات للتخفيف من حدة الأزمة، ترمي في مجملها إلى مواجهة الارتفاع الاستثنائي في أسعار الطاقة العالمية والمتوقع أن يستمر طوال فصل الشتاء.
وتتمثل خيارات المفوضية الأوروبية لمعالجة أزمة الطاقة في: إنهاء المضاربة في أسواق الطاقة وتقييم كيفية عمل سوق الكهرباء إلى جانب إقامة اتصالات مع موردي الغاز الأجانب.
وناقش القادة الأوروبيون مجموعة الأدوات التي تتضمن سلسلة من التدابير الموقتة والمحددة الهدف مثل تخفيض بعض الرسوم الجمركية ومنح قسائم شرائية وإرجاء تسديد فواتير، كما ترسم مسارات لتنفيذ إصلاحات. وستتواصل المناقشات في إطار اجتماع لوزراء الطاقة في 26 من الشهر.
وتدعو باريس إلى مراجعة قواعد السوق المشتركة للكهرباء التي تقوم على الأسعار العالمية للطاقات الأحفورية، وفك الارتباط ين أسعار الكهرباء وأسعار الغاز. من جانبها، تطالب مدريد بعمليات “شراء جماعية” لمخزون من الغاز على غرار ما قام به الاتحاد الأوروبي للتزود باللقاحات ضد كوفيد-19.
وتستمر أعمال القمة لليوم الثاني، الجمعة، وعلى جدول المناقشات، سيبحث القادة الأوروبيون ضرورة تكثيف حملات التلقيح ضد كوفيد-19 والتحضير لمؤتمر الأطراف حول المناخ كوب26 والتوتر مع بيلاروس حول مسألة المهاجرين بصورة خاصة فضلا عنالسبل الكفيلةلاعتماد التكنولوجيا الرقمية في التكتل.