بين ليبياو فلسطين الانتقام من الجاليات العربية

Read Time:2 Minute, 14 Second

ابراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…._قضيت حوالي عشر سنوات من عمري في ليبيا وكانت من السنوات الجميلة في هذا البلد العربي الافريقي المميز بطبيعته وبكثرة اثاره الرومانية الغير معروفة او مكتشفة للغالبية العظمى من العرب او غيرهم، الا ان السنوات الاخيرة من تلك العشرية كانت مريرة جدا، وذلك بسبب سياسة النظام الليبي المتبعة تجاه الجالية الفلسطينية المقيمة على الاراضي الليبية بعد ان صب عليها العقيد القذافي جام غضبه الناجم عن التوجه العرفاتي التفاوضي مع العدو الصهيوني، والذي تمخض عنه الاتفاق المعروف ب “غزة اريحا”…و لقد اوصلت حالة الغضب الشديد زعيم ليبيا الى الحد الذي امر به قوات الامن الليبية باخراج السكان الفلسطينيين من بيوتهم عنوة وقسرا ليتم ترحيلهم الى مخيمات السلوم التي اقيمت عند الحدود المصرية بهدف ابعاد جاليتنا المغضوب عليها الى تلك المنطقة الصحراوية القاحلة والمليئة بالعقارب والافاعي…
وهذا الغضب والانتقام من الجاليات العربية في “الجماهيرية العربية الليبية” تكرر في اكثر من مناسبة وتجاه اكثر من جالية عربية، منها التونسية والمصرية وغيرها، وذلك في محاولة من نظام القذافي للانتقام باستخدام تلك الجاليات كورقة ضغط ضد نظرائه من الحكام والمسؤولين العرب…
وهذا النوع من الانتقام الذي استعمله العقيد القذافي في تسعينيات القرن الماضي، يحاول اليوم استخدامه بعض حكام العرب الخليجيين تجاه بعض الجاليات العربية الباحثة عن لقمة عيشها ومستقبل ابنائها في بلدانهم الغنية، وخاصة تجاه الجالية اللبنانية او الشعب اللبناني وحكومته، تارة بسبب تصريحات لرئيس او وزير او سفير، وطورا بسبب كلمة او تصريح لمسؤول من حزب الله اللبناني “الموالي لايران”…
وهي نفس طريقة الانتقام المعروفة بسياسة العقاب الجماعي والمستخدمة بكثرة من قبل الغرب بزعامة الولايات المتحدة الارهابية، والتي لا تتردد بمعاقبة شعب باكمله الى حد التجويع والاذلال اذا لم يرق لها نظام او سياسة ذاك البلد المستهدف.. وتستخدمها ايضا وبشكل دائم “مستعمرة اسرائيل” الصهيونية في الاراضي المحتلة، ويصل بها الامر الى حد تشريد عائلات فلسطينية باكملها بعد هدم منازلها، اذا ما قام احد ابناء هذه العائلات بعملية مقاومة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه…
وفي العشرين من شهر اكتوبر الماضي مرت ذكرى وفاة العقيد القذافي الذي قتل على يد مجموعة من ابناء شعبه ولم يعد موجودا الان، وبالامس مرت ذكرى وفاة الزعيم عرفات الذي قتله الصهاينة بواسطة السم وبمساعدة بعض ابناء شعبه، وبموافقة بعض الدول العربية والصديقة، ولم يعد موجودا الان، اما شعوبنا العربية بجالياتها الكثيرة الموزعة على كل دول العالم بما فيها الدول العربية، فما زالت موجودة حتى الان وستبقى موجودة لتذكر وتتذكر اعمال الرؤساء والزعماء الاحياء منهم والاموات، وانجازات كل مسؤول وحاكم منهم، ومواقفه تجاه ابناء شعبه وتجاه الجاليات المقيمة على ارضه، وايضا مواقفه تجاه اعداء الامة العربية والاسلامية الذين تفتح لهم بعض الانظمة كل الابواب وتمنحهم الاستقبال الحار والترحاب اكثر من شعوب الدول العربية وجالياتها التي يعيش البعض منها تحت وطأة التهديد والوعيد بالطرد والترحيل لا لذنب اقترفوه انما انتقاما من مسؤوليهم ومن حكومات دولهم الفقيرة…
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post القبض في بلغاريا على المقاتل المحكوم في بلجيكا
Next post بلجيكا وتطعيم الاطفال