التراث الفلسطيني هوية وقضية
الحلقة الاولى اعداد.. موناليزا المصري غزة فلسطين
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية.._التراث الفلسطيني هو المخزون التاريخي للشعب الفلسطيني، وهذا التراث ناتج عن التجارب التي خاضها
الأجداد في فلسطين ، فالأجيال السابقة لخصت تجاربها بالعادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال، ويضم
العديد من الألوان التراثية من الأغاني والأهازيج التي تردد بشكل متواصل في الأفراح والمناسبات ، كما
أن التراث الفلسطيني يتميز بمأكولات لها طابع خاص وقيمة عند الفلسطينيين، وكذلك الأعمال والمهن
الحرفية اليدوية ، فالتراث الفلسطيني كان وما زال أيقونة مضيئة ، تضيف للشعب الفلسطيني عظمته بين
الشعوب ، ناهيك عن زخم المدن بالمباني الأثرية، ، فهذا التراث أعطى عمقًا تاريخيًّا وحضاريًّا للشعب
الفلسطيني، وبسبب نضال الشعب االفلسطيني على مر ستين عاما، أصبح التراث الفلسطيني مشهورًا بشكل
واسع في العالم .
إنّ التراث الفلسطيني فيه قسمان هما التراث المادي، والتراث غير المادي، والتراث المادي واسعٌ وغنيّ
لا يُمكن لأحد تجاهله أو التغاضي عنه، يتمثل بالأبنية الأثرية التي تُعد شاهدًا على الحضارات التي نشأت
على الأراضي الفلسطينية، ووهي تعطي قيمة تاريخية ودينية للتراث الفلسطيني. ومن أهم معالم التراث
المعماري في فلسطين مدينة القدس، فالقدس تتجمل بالمسجد الأقصى الذي له قيمة كبيرة عند المسلمين،
إضافة إلى كنيسة القيامة والتي لها أهمية كبيرة عند مسيح ي العالم الذين يزورونها سنويًا بالآلاف وتمثل
منذ قرون مثالاً حيًا للتعايش الإسلامي المسيحي .
فالشواهد على عظمة هذا التراث كثيرة، فنجد الأغاني الفلسطينية ذات الطابع الخاص، فهذه الأغاني معروفة
لها طابع موسيقي تتناقله الأجيال حتي الأًن ، فأصبحت تغنى عربيا بين شعوبها ،
أما الزي الفلسطيني فله بصمة واضحة في التراث الفلسطيني، فقد اشتُهرت ملابس النساء بالتطريزات
المتقنة ذات الألوان المميزة والأشكال الهندسية اللافتة، فأعطت الثوب الفلسطيني جمالية خاصة، والثوب
الفلسطيني إلى اليوم يُستخدم في الحفلات والمناسبات المجمعية وخصوصًا الأعراس داخل فلسطين
وخارجها ، أما الرجال فأهم ما يميز زيهم هو الكوفية، وهي حطة توضع على الرأس وتكون باللون الأسود
والأبيض، واليوم أصبحت الكوفية رمزًا من رموز النضال الفلسطيني
من الأشكال المادية للتراث الفلسطيني الدبكة، فالدبكة الفلسطينية لها طابع خاص، فهي تعتمد على الآلات
النفخية والإيقاعية، وتمثل الدبكة الفلسطينية والرقصات الشعبية طابعًا خاصًا لهذا التراث ، حيث يتهافتون
علي تعلمها في المراكز الثقافية مع اختلاف الأعمار صغارا وكبارا وشهرتها عالميا وتناقلها في
المهرجانات الرياضية والإحتفالات ، فكأنها لوحات فنية متحركة خليط ما بين الألوان والحركة
، أما الصناعات الحرفية التقليدية فتمثل جزءًا من التراث الفلسطيني، فمن الصناعات والحرف التي
اشتهرت بها فلسطين: زيت الزيتون والصابون، واشتهرت بصناعة المفتول الذي يُعد مكونًا للعديد من
الأكلات المشهورة في التراث الفلسطيني، كما اشتهرت بالتطريز الذي له طابع مميز عن باقي أنواع
التطريز المشهورة في سوريا والأردن حيث أن كل مدينة لها طابعها الخاص ولباسها المميز بألوانه
وتفصيله ، ولا يمكن نسيان صناعة النحاسيات والقش والفخار، إضافة إلى العديد من الصناعات اليدوية
التقليدية ،
أمّا التراث الفلسطيني غير المادي، فتمثل الأمثال الشعبية الفلسطينية والممارسات المجتمعية أكبر شاهد على
عمق التجربة المجتمعية للشعب الفلسطيني، فالأمثال مجهولة القائل ومجهولة تاريخ قولها، إلا أنها تُعبّر عن
تجربة مجتمعية ناضجة عُبر عنها بالقول المقتضب، وهذه الأمثال تتوافق مع العادات والقيم الأخلاقية
المجتمعية للشعب الفلسطيني، ولعلّ من أشهر الأمثال التي تُعبّر عن الشخصية الفلسطينية المثل الآتي "لو
عكا بتخاف من هدير البحر ما سكنت حِداه".
أمّا المُمارسات المجتمعية فتتمثل بالطقوس المصاحبة للأعياد الإسلامية، فالاحتفال بعيد الفطر وعيد
الأضحى وعيد المولد النبوي الشريف لهم طوابع احتفاليّة خاصة من خلال صنع أنواع من الحلويات
المتميزة بالتراث الفلسطيني، إضافة إلى أنّه في التراث الفلسطيني يحتفلون بالأعياد المسيحية التي تتمثل
بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وكذلك الاحتفالات المصاحبة لمواسم الحصاد، فموسم الحصاد له الكثير
من الدلالات في التراث الفلسطيني كموسم قطف الزيتون وشهرة الزيت كأجود زيت بالعالم ،والحمضيات
وبشكل خاص شهرة البرتقال اليافاوي بالعالم .
كما أن مناسبات الوفاة والزواج والإنجاب لها طابع مميز عندهذا الشعب المتماسك مما يعززهذا الترابط
العائلي وإن جاز التشبيه (أنهم علي قلب رجل واحد ).
. يوم التراث الفلسطيني يُصادف في اليوم السابع من شهر تشرين من كل عام ، وفي هذا اليوم يتم إحياء
مظاهر التراث الفلسطيني، ويعود سبب تخصيص يومًا لإحياء مظاهر التراث الفلسطيني إلى الرد على
الكيان الصهيوني الذي يحاول تشويه التراث الفلسطيني من خلال سرقته وطمس معالمه، والحاجة لمثل هذا
اليوم تزيد بسبب ما تمر به القضية الفلسطينية. إنّ الحفاظ على التراث الفلسطيني يعني الحفاظ على وجود
الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملات التهويد والتهجير يوميًا على أيدي الاحتلال الإسرائيلي. أمّا أصل
هذا اليوم فيعود للمؤرخ الفلسطيني نمر سرحان، ففي عام 1966م كان يُعدّ برنامجًا عن الهوية العربية
الفلسطينية لإذاعته على إذاعة صوت فلسطين، وكان البرنامج الإذاعي بعنوان "قريتي هناك". لكن لم يُكتب
لهذا البرنامج أن يُذاع لأسباب سياسية، فكان هذا الحدث دافعًا للمؤرخ نمر سرحان للعمل على المحافظة
على الفلكلور الفلسطيني، ، واشتمل البحث على الأغاني والأهازيج وما يشمله التراث الفلسطيني من عادات
وتقاليد وأمثال شعبية ومأكولات، ، وتكللت مسيرة المؤرخ نمر سرحان بإقرار مجلس الوزراء لعام 1999
اليوم السابع من شهر تشرين الأول من كل عام يومًا لإحياء مظاهر التراث الفلسطيني العريق.
يتبع كسلسلة …
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_