ذكريات المدار السينمائية((مشاعر الغربة بفيلم يوسف و زينب ))
الذكريات السينمائية تستعيدها للمدار نجاة أحمد الأسعد
شبكة المدار الاعلامية الاوروبية…_تدور أحداث الفيلم حول المدرس (يوسف) أو (فاروق الفيشاوى) الذى تتركه زميلته و حبيبته المدرسة الحسناء (ليلى علوى) و تتزوج من رجل ثرى تهاجر معه إلى أمريكا ، فيسافر هو فى إعارة للعمل كمدرس لغة عربية و دين إسلامى فى عاصمة (جزر المالديف) المسلمة أو Maldive islands التى تقع أسفل شبه القارة الهندية فى قلب المحيط الهندى ، و هناك يقيم فى سكن مع أمين مكتبة يدعى (وحيد) من أهل هذه الجزر ، لكنه يجيد اللغة العربية ، و بعد فترة يذهبان لجزيرة أخرى نائية لحضور حفل زفاف (وحيد) هذا ، و هناك يقع (يوسف) فى حب الفتاة الهندية المسلمة (زينب) .. خطيبة الصياد (آدم جميل) شقيق (وحيد) ، و تبادله الفتاة السمراء الحب الرهيب ، لدرجة تجعله ينقل عمله من عاصمة الجزر إلى تلك الجزيرة النائية و يصبح مدرس لزينب فى الفصل ، و بالطبع يتصدى الجميع لهذا الحب المستحيل بين فتاة مخطوبة و رجل أجنبى غريب عن أهل الجزيرة ، رغم كونه مسلم مثلهم ، خاصة مع وجود أرملة من أهل الجزيرة النائية تراود (يوسف) عن نفسه و تسبب له فضيحة فى الجزيرة ، و يحاول الصياد (آدم جميل) قتل (يوسف) بتركه على جزيرة مهجورة ، لكنه يعود إليه باللنش على الفور و يأخذه معه مرة أخرى بعد أن يمنعه ضميره من قتله .
و فى نهاية الفيلم ، ينتصر الحب و يتم فسخ خطوبة (زينب) من (آدم) لتتزوج (يوسف) و يعيش معها إلى الأبد على الجزيرة .
هذا الفيلم المصري انتاج ١٩٨٤ تم تصويره في المالديف اخراج صاحب الكادرات المتميزه محمد خان و طبعا في ذلك الوقت كانت فكره لم تخطر ببال احد ابدا انه يصور فيها لانه في هذه الفتر المالديف كانت مكان نائي تقريبا و معزولة.
الفيلم يستعرض
أولاً : إنه نقل مشاعر الغربة و العيش فى بلاد لا تتحدث العربية و الحنين إلىنين إلى مصر.
ثانياً : إنه تناول قضية التمسك بالحب الصعب ، ف الفتاة الهندية كانت تعيش فى مجتمع بدائى جداً ، تحكمه عادات و تقاليد صارمة قاسية ، و كانت مازالت تدرس و تعيش مع أسرتها ، أى تعتمد على أسرتها مادياً ، كما كانت مخطوبة منذ طفولتها لإبن عمها ، و مع ذلك عندما وجدت الحب ، تمسكت به حتى النهاية
لماذا المالديف؟
في كتابه “مخرج على الطريق”، يجيب المخرج الراحل محمد خان، عن التساؤل ببساطة، إذ كانت تجمعه برئيس جمهوريتها مأمون عبد القيوم صديق، علاقة صداقة بدأت منذ الصبا، يقول “خان”: “كان يدرس بالأزهر الشريف، وأنا في المرحلة الإعدادية ثم الثانوية، وكان يجمعنا حبا شديدًا للسينما مجسد في زيارة أسبوعية لأحدث ما يعرض في القاهرة من أفلام، وخاصة أفلام هيتشكوك وأجاتا كريستي في تلك الفترة”.
لم يكن من الغريب، حين التقى الثنائي بالقاهرة مرة أخرى بعد سنوات من الفراق، “صديق” كرئيس دولة و”خان” كمخرج سينمائي، أن يجتمع الاثنان على فكرة مشروع فيلم سينمائي أن يجتمع الاثنان على فكرة مشروع فيلم سينمائي مالديفي، ليخرج إلى النور فيلم “يوسف وزينب”، والذي يقول عنه المخرج الراحل، إنه أول فيلم مالديفي في تاريخ البلاد، وكان أول عرض له في المالديف 16 سبتمبر 1986، وفي القاهرة عُرض في يونيو 1989. ذهب الليل
يروي “خان” في كتابه، الذي يجمع مقالات كتبها الراحل في العديد من المطبوعات المصرية خلال الفترة من 1990 وحتى 2015، واقعة طريفة مع أهالي الجزيرة عقب انتهاء تصوير العمل الذي استمر يوميًا لقرابة 3 أسابيع، بطلها الأول أغنية الموسيقار الراحل محمد فوزي الشهيرة “ذهب الليل”.
الأغنية كانت محور أحد مشاهد العمل، حين يقف المدرس ليعلمها لطلابه، وحين يصل إلى “شاف القطة قالها بسبس قالت له نونو”، يجد الفتاة “زينب” التي يحبها قد عادت لتلحق بالفصل، بعد أن حرمها أهلها من الحضور بعد اكتشاف علاقة الحب التي تجمعها بالأستاذ ومقابلتها بالرفض خاصة أنها مخطوبة لأحد الصيادين، فتزداد نشوته مع ترديد الطلاب لكلمات الأغنية خلفه.
يقول “خان”: “لم يخطر ببالي بتاتًا وأنا أصور هذا المشهد أن بقية سكان الجزيرة الذين كانوا يتابعون التصوير قد حفظوا كلمات الأغنية عن ظهر قلب، وبينما حان وقت الرحيل عقب انتهاء التصوير، اصطف أهالي الجزيرة على ساحلها ليودعونا وهم ينشدون معًا: (ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صوصو)، لتسيل دموعنا جميعا”.