تباين الآراء بإصلاحات ولي العهد السعودي

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_لا ينظر الكثير من السعوديين بعين الرضى للإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في المملكة، وفي مقدمتها السماح بمزيد من الانفتاح وتقليص دور الشرطة الدينية في البلاد، وفق تقرير من مجلة “”الإيكونوميست “”.

وتقول المجلة إن استطلاعات الرأي نادرة في السعودية، ما يجعل من الصعب قياس نسبة ردود الفعل الغاضبة من جهود الأمير محمد بن سلمان للانفتاح، غير أن هناك بوادر تشير إلى أن ثلاث مجموعات تبدو غير سعيدة بخطوات الأمير.

وبحسب المجلة، فالسلفيون وبعض الأمراء من الأسرة الحاكمة وعدد من المواطنيين غير سعداء بما يقوم به ولي العهد، والخوف وحده يمنعهم من إبداء انتقاداتهم علنا.

ويرى السلفيون في المملكة أن محمد بن سلمان خالف تحالفا يعود لثلاثة قرون وقلص سلطات الشرطة الدينية وبات يملي على الأئمة خطب الجمعة في مساجد العاصمة الرياض، كما منع الدعاة الذين يتمتعون بشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي من التغريد عن أي شيء باستثناء إنجازاته.

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن بعض رجال الدين انتقدوا المهرجان الشتوي الذي رعته الحكومة، وشهد ركوب الخيل والألعاب والموسيقى.

لكن المحلل السياسي السعودي، أحمد آل إبراهيم، انتقد ما تضمنه تقرير المجلة بشأن غضب السعوديين من إصلاحات الأمير محمد بن سلمان.

وانتقد آل إبراهيم في حديث لموقع قناة الحرة الخطاب الإعلامي الغربي تجاه الرياض، مشيرا إلى أن المملكة تجد نفسها تلام في كل الأحوال، سواء قامت بإصلاحات أم لم تقم بها.

ورغم تأييد البعض لتوسيع ولي العهد السعودي لمجال الحريات الشخصية، يشعر الكثير من السعوديين، وفق المجلة، بعدم الارتياح للاختلاط في المدارس، وينقل التقرير عن جندي سعودي سابق قوله “في السابق، إذا أبلغت عن مغادرة ابنتي ليلا دون إذني، سيعيدونها مكبلة اليدين. الآن إذا حاولت إيقافها، فإنها تشتكي للشرطة وسيحتجزونني”.

وتقول المجلة إن بعض السعوديين يعتقدون أن الأمير محمد بن سلمان بدل “استبدال التعصب الديني بالاعتدال، بات يتخلى عن الدين تماما”.

غير أن آل أحمد في حديثه للحرة يوضح أن ولي العهد عند إقدامه على خطوة ما يقوم بها بما يتناسب مع طبيعة الشعب السعودي، مشيرا إلى أنه لا يجب أن ننسى أن 70 في المئة من الشعب السعودي هم تحت سن 35 سنة.

وعلى المستوى الاقتصادي، يشتكي بعض رجال الأعمال من أن ولي العهد يستخدم صندوق الثروة السيادية الضخم لمزاحمة القطاع الخاص، بحسب التقرير.

وتنقل المجلة عن سائق سيارة أجرة أن سعر البنزين الذي تسيطر عليه الدولة ، والذي كان أرخص من الماء في يوم من الأيام ، قد تضاعف أربع مرات مؤخرا. 

ويرى آل أحمد أن السعودية باتت نموذجا في مكافحة الفساد وفي فرض النزاهة، متهما المجلة بالحديث عما تظنه ضد إرادة الشعب السعودي، ولكنها لم تتكلم عن مكافحة الفساد خاصة عندما أقدمت السلطات على احتجاز عدد من المتهمين بالفساد للتحقيق معهم، بحسب قوله.

وينقل التقرير عن توماس هيغهامر، الخبير في التطرف قوله: “أصبحت المملكة دولة مراقبة كاملة. “مع التكنولوجيا المتاحة، لا أعتقد أن الثورة أو الانقلاب ممكن.”

ويرى المحلل السعودي في حديثه للحرة التقرير على أنه محاولة من المجلة لوضع الأمير محمد بن سلمان تحت ضوء “الأخبار السيئة” في محاولة لدحر إنجازاته.

يذكر أنه منذ توليه ولاية العهد، نجح الأمير السعودي الشاب في إدخال إصلاحات اجتماعية كبرى في المملكة المحافظة، متّعهدا بنقلها إلى كنف “الإسلام المعتدل”، ففتح أبواب الترفيه والسياحة وسعى لجذب المستثمرين الأجانب لتنويع مصادر اقتصاد بلاده المرتهن للنفط.

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post وفاة الممثل الأمريكي سيدني بواتييه عن 94 عاماً
Next post صلاة بدون غطاء رأس من جديد الهام شاهين تثير الجدل