قصص المدار التاريخية ((حكاية الأندلسي))

القصص التاريخية تختارها نجاة أحمد الأسعد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_يعد ابن حزم الأندلسي الظاهري من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفا وتأليفا بعد الطبري، وهو إمام حافظ، وفقيه ومجدد ومتحدث وأديب وشاعر وناقد ومحلل، وصاحب المؤلفات المعروفة في الفقه والتاريخ والأدب ومقارنة الأديان، وصفه البعض بالفيلسوف والعالم الذي كان من أوائل من قال بكروية الأرض.

كان ابن حزم الأندلسي، حافظا عالما بعلوم الحديث وفقهه مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة، عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا، فهو أحد أعلام المسلمين في القرن الخامس الهجري، وقد صفوه فقالوا: هو الإمام الكبير، والمجتهد المطلق، بحر العلوم، وجامع الفنون، الفقيه الحافظ، الأديب الوزير، المؤرخ الناقد، صاحب التصانيف الباهرة.

كان ابن حزم إمام المذهب الظاهري ومجدده، وحاملاً للوائه في القرن الخامس الهجري من خلال موسوعته الأصولية “الإحكام لأصول الأحكام“، ودراساته الفقهية “المحلى في شرح المجلى بالحجج والآثار”، ومن أعم ما وصف به ذلك الفقيه الكبير أنه المناهض القوي للرق والعبودية، والنصير البليغ للنساء والرائد الأول لحقوق المرأة.
في كتابه “التراث والحداثة”، يقول المفكر محمد عابد الجابري “إذا نظرنا إلى (ظاهرية) ابن حزم من الزاوية الابستمولوجية المحض فإننا سنجدها مشروعا فكريا فلسفي الأبعاد، يطمح إلى إعادة تأسيس (البيان) كنظام معرفي يؤسس فكر أهل السنة”.

من هو ابن حزم الأندلسي؟
هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي، المولود في قرطبة في الأندلس عام 994م (30 رمضان 384 هـ – 7 نوفمبر 994م/ توفي 28 شعبان 456 هـ – 15 أغسطس 1064م ولبة).

عالم من أكبر علماء الإسلام في التصنيف والتأليف بعد الطبري، وهو حافظ وفقيه ظاهري، أديب شاعر نسَّابة عالمٌ بسند الحديث النبوي، ناقد فيلسوف، وهو من أوائل العلماء الذين قالوا بكروية الأرض، كان ابن حزم الظاهري وزيرًا سياسيًا من وزراء بني أمية في الأندلس، بدأ ابن حزم حياته وهو على مذهب المالكية ثمَّ غيَّر إلى الشافعية ثمَّ ثبت على الظاهرية فلُقِّب بالظاهري،وقد شُرِّد ونفي عن وطنه بعد العداء الذي نشب بينه وبين جماعة من المالكية، فمات في أرض والديه في بلد اسمها مونتيخار عام 1064م.

عاش ابن حزم الأندلسي في أوائل حياته في قصر أبيه الذي كان وزيرًا من وزراء المنصور بن أبي عامر، وقد تربَّى في تلك الفترة من حياته على يد جواري القصر، وقد نشأ ابن حزم في أسرة مسلمة، جدُّه الأعلى هو يزيد بن أبي سفيان الذي عاش في الشام وشارك في عدد من الفتوحات الإسلامية، وقد احتلَّت أسرة ابن حزم مكانة رفيعة في الأندلس حيث امتلكت أسرته قرية كاملة هناك وهي قرية منت ليشم، أمَّا تعليمه فقد درس ابن حزم المنطق على يد محمد بن الحسن القرطبي، ودرس الحديث على يد يحيى بن يحيى بن مسعود، وأخذ الفقه الشافعي على يد عدد من شيوخ قرطبة، وبعد أن تعلَّم المذهب الشافعي انتقل إلى الظاهري فعُرف بابن حزم الظاهري، وككثير من الناس قاسى ابن حزم نار الفتنة التي قامت في قرطبة في الفترة التي كان يكتب فيها كتابه “طوق الحمامة في الألفة والأُلاف” ثمَّ ترك ابن حزم قرطبة وهاجر إلى ألمريَّة، وبسبب انشغاله بالسياسة ونضاله من أجل إعادة بناء الدولة الأموية في الأندلس، لقي ابن حزم عذابًا كبيرًا، فتعرَّض للنفي والتشريد إلى أن سقطت الخلافة الأموية في الأندلس بشكل نهائي، وبعدها فرَّغ ابن حزم نفسه من أجل العلم والتأليف.
مناصبه وإنجازاته
تولى ابن حزم وزارة للمرتضي في بلنسية، ولما هزم وقع ابن حزم في الأسر وكان ذلك في أواسط سنة (409) هجريه، ثم أطلق سراحه من الأسر، فعاد إلى قرطبة.

كما تولي الوزارة لصديقه عبد الرحمن المستظهر في رمضان سنة (412) هجرية، ولم يبق في هذا المنصب أكثر من شهر ونصف، فقد قتل المستظهر في ذي الحجة من السنة نفسها، وسجن ابن حزم ثم عفي عنه.

وتولى الوزارة أيام هشام المعتد فيما بين سنتي (418-422) هجرية.

أما ما يتعلق بإنجازاته، فقد قضى ابن حزم حياته ساعيا وراء العلم، حتَّى كان موسوعة تمشي على قدمين، فلم يترك علما من العلوم إلَّا وطرقه، كما أنَّه ألَّف وأثرى المكتبة العربية بمجموعة من المؤلفات المفيدة في كثير من العلوم والمعارف، ولعلَّ أبرز كتبه: كتاب “الفِصَل في المِلَلْ والأهواء والنِّحَل” وكتابُ “طوق الحمامة” وكتاب “جمهرة أنساب العرب” وكتاب “نُقَطُ العروس”، كما أنَّه له في التصنيف كتاب “التقريب في بيان حدود الكلام وكيفية إقامة البرهان” وكتاب “الأخلاق والسير” وكتاب “الفصل بين النحل والملل” وكتاب “الدرة في الاعتقاد”.
ومن إنجازاته تأليف كتاب “التحقيق في نقض كلام الرازي” وكتاب “التزهيد في بعض كتاب الفريد” وكتاب “اليقين في النقض على عطاف في كتابه عمدة الأبرار” وكتاب “النقض على عبد الحق الصقلي” وكتاب “زجر العاوي وإخسائه ودحر الغاوي وإخزائه” وكتاب “رواية أبان يزيد العطار عن عاصم”، كما ألَّف ابن حزم كتاب “الرد على من قال إن ترتيب السور ليس من عند الله بل هو فعل الصحابة” وكتاب “النبذ في الأصول” وكتاب “النكت الموجزة في إبطال القياس والتعليل والرأي” وكتاب “النقض على أبي العباس بن سريج” وكتاب “الرد على المالكية”، وألف أيضًا كتاب “الاتصال في شرح كتاب الخصال” وكتاب “المحلى” وكتاب “المعلى في شرح المحلى”، كلُّ هذه الإنجازات جعلت من ابن حزم الظاهري قامة فكرية وعلمية من القامات التي يفخر بها تاريخ الأندلس بشكل خاص وتاريخ المسلمين بشكل عام، ولكنَّ ما يبعث على الحزن واليأس هو أنَّ معظم – إن لم نقل كلَّ – هذه المؤلفات العظيمة أحرقت في إشبيلية بعد أن ألَّبَ الفقهاء الناس والحاكم على ابن حزم أيام الفتنة.
مؤلفاته..400 مجلد 80 ألف ورقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

person holding covid sign Previous post من بروكسل مظاهرة كورونا “معا من أجل الحرية”: ا 5000 مشارك لا للشهادة التطعيم (كوفيد١٩ )
Next post حريق كاد يودي بحياة سهير رمزي