أخر فصول مسرحية الفيروس
إبراهيم عطا_كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_قريبا سوف يسدل الستار على اخر فصول مسرحية الفيروس التاجي “الكورونا”، والذي حمل عنوان “المتحور اوميكرون”، وربما لن يكون هناك تصفيق حار من الجمهور المنهك من هذا العمل المسرحي الرهيب، لان الستارة ستهبط ببطيء، وبهذا تكون النهاية باهتة لدرجة لن يشعر معها الجمهور باننا وصلنا فعلا الى اخر فصول المسرحية التراجيدية، حيث ان القلق والضبابية في داخله سيحولان دون عودته الكاملة الى وعيه التام والى عافيته التي كان عليها سابقا…
التوقعات تشير الى ان معظم دول العالم التي لم تبدأ بعد بالعودة الى الحياة الطبيعية سوف تقوم بتخفيف الاجراءات المتخذة ولكن بشكل تدريجي وغير ملموس، ومن ثم سيتم الاعلان وربما بشكل غير رسمي بان الكوفيد اصبح انفلونزا عادية موسمية وعلينا التعايش معها كغيرها من نزلات البرد او الرشح المعروفة، ولن يتطلب علاج عوارضها سوى بعض الحبوب من نوع البارسيتامول او ما شابه ذلك، وقد تظهر اسماء مثل ميكادول او كوفيدول أو اي اسماء تجارية اخرى قد تبرز تباعا وتنتشر…
ولكن ما يهمنا في هذا المجال هو هل ستكون هناك عملية مراجعة دقيقة وتقييم شامل لما احدثه الفيروس التاجي من كوارث لشعوب الارض برمتها، وهل سيتم البحث عن المسؤولين عن هذه “المؤامرة الطبيعية”، وهل سيكون هناك اطراف متهمة سيتم ملاحقتها قضائيا لنصل لاحقا الى حد المحاسبة والمحاكمة لكل المتورطين في تلك العملية؟
الجواب بالطبع لا، لان تجاربنا السابقة والتي كان اخرها انفلونزا الخنازير، مرت علينا دون حساب او عتاب، واغلقت ملفاتها بهدوء وسلام، ولم يلتفت احد للوراء، وكأن الهدف هو النجاة وليس البحث عن الجناة…
الا انه الاهم من ذلك هو الآتي بعد تلك المسرحية الكوفيدية، لانها لن تكون آخر المؤامرات ولا آخر الاعمال الخبيثة لبني صهيون واتباعهم ممن يتحكمون بخيرات الارض وثرواتها، والذين لا يترددون بخراب الدنيا ومن عليها في سبيل تحقبق اهدافهم الخبيثة…
من المؤكد ايضا أن المرحلة القادمة قد تكون اخطر واصعب مما شهدناه خلال مسرحية الكورونا، و قد تكون عبارة عن حروب من نوع جديد، منها المعلن والمباشر وغير المعلن والمباشر، وستتكرر خلالها مصطلحات وعبارات تدل جميعها على ازمات خانقة وصعوبات قاتلة لدول وشعوب قاطبة، مثل كلمة “انقطاع او قطع” منها ما يتعلق بامدادات الغاز او النفط، أو تعطل مفاجيء لشبكات الكهرباء او الانترنت، او اي شي آخر قد يستخدم سلاحا خانقا مثل “السويفت” او حتى نقص قطع الغيار للاجهزة الدقيقة والحساسة…،
وهذه الحروب الخفية ستؤدي الى ضغوطات سيتم استخدمامها لارضاخ واخضاع الكثير من الدول التي خرجت منهكة من الكورونا بالخسائر والديون، او تلك التي تحملت الازمة وتعافت منها وربما خرجت اقوى مما كانت عليه، وهو ما قد تؤدي بدوره الى اشتعال حروب تقليدية وغير تقليدية…
الملفات الحالية الساخنة بالاضافة الى تايوان، هي الملف الاوكراني والنووي الايراني، وكلها مرتبطة بامن ومصلحة الكيان الصهيوني المزروع على ارض فلسطين، ففي موضوع اوكرانيا يتم الحديث عن حوالي نصف مليون يهودي ينتظرون الفرصة لترحيلهم الى مستعمرة “اسرائيل”، أما في الموضوع النووي فان الكيان ومن خلفه الصهيونية العالمية واتباعها مستعدون لاشعال حربا عالمية ثالثة ورابعة لمنع ايران من ان تصبح قوة نووية، او حتى قوة اقليمية لا تخضع لعقوبات شديدة وصارمة، ولها اذرع ضاربة ومهددة لهذا الكيان الغريب…
ودائما نتمى ان نكون مخطئين في تحليلنا وتوقعاتنا، وان تكون نهاية الكورونا هي بداية لما هو افضل واجمل للجميع…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_