برامج الأحزاب السويدية و اثرها على إندماج المهاجرين
محمود الدبعي / السويد
مقدمة:
السويديون أكثر الشعوب الأوربية التزاما بالديمقراطية و أكثرهم إقبالا على صناديق الاقتراع و الانتخابات تعد عرسا وطنيا يشارك به أكثر من 80% من الذين يحق لهم التصويت، و انتخابات الرابع عشر من أيلول سبتمبر الحالي لا تنطوي فقط على انتخابات نواب جدد للبرلمان السويدي، إنما أيضا انتخاب ممثلين إلى مجالس المحافظات وكذلك البلديات. وعلى خلاف الانتخابات البرلمانية، حيث يستطيع الاقتراع فقط كل من يحمل الجنسية السويدية، بمقدور كل مواطن أجنبي مضى على إقامته القانونية في السويد ما لا يقل عن 3 سنوات، أن يترشح و يدلي بصوته في انتخابات مجالس المحافظات والبلديات.
وإذا ما نظرنا إلى انتخابات المجالس البلدية، نجد بأن عدد الناخبين الأجانب المشاركين فيها آخذ بالانخفاض، ليصبح الآن نصف ما كان عليه في منتصف سبعينيات القرن الماضي . إن نسبة المشاركين في هذه الانتخابات تزيد قليلا عن ثلث المواطنين الأجانب في السويد، حيث بلغت النسبة 35.8 بالمئة خلال الانتخابات الأخيرة عام 2010.
و أما بخصوص العرب والمسلمين فالعدد في انخفاض مستمر ، رغم ما تدعيه الجمعيات و المراكز الإسلامية بانها تشجع المسلمين على ممارسة حقهم في التصويت. و كثير من المثقفين العرب يلقون باللوم على أصحاب القرار في المساجد و الجمعيات الذين يتحرجون في حث زوار المساجد على التصويت في الإنتخابات و هم بدورهم يحملون السياسيين السويديين مسؤولية عدم إقبال عرب و مسلمي السويد على صناديق الاقتراع – من الواضح أنهم جميعا فشلوا في تحفيز المهاجرين على الاستفادة من حقهم بالانتخاب.
الحكومات المتعاقبة حاولت رفع مستوى المشاركة بين الأجانب وذلك عبر تقديم أموال لمشاريع قدمتها الجمعيات و المؤسسات التعليمية و الاتحادات الثقافية و الدينية و الشبابية و التي بدورها وظفت أشخاصا بهدف مد الناخبين بالمعلومات التي تتعلق بالانتخابات. كذلك تقوم الأحزاب و البلديات بتوظيف أشخاص قبيل الانتخابات يتقنون لغات متعددة ، ليجوبوا مناطق الدوائر الانتخابية التي تشهد أدنى مستويات من المشاركة مثل رنكبي ، تنستا ، هوسبي، بوت شيركا ، هاننجه و هدنجه و غيرها في ضواحي المدن الكبيرة مثل روزنجورد في مالمو و هسنجن في جوتنبرغ . هدف هذه المهمة هو رفع مستوى المشاركة في الدوائر الانتخابية التي تشهد أدنى نسبة اقتراع وكذلك بين صفوف الشباب الذين يقترعون لأول مرة.
إن نسبة المشاركة المنخفضة تعود إلى عدم ثقة الأجانب بالأحزاب السياسية و برامجها التي تتعلق بالخدمات المقدمة لهم مثل عدم حل مشكلة البطالة المستشرية بينهم و غض النظر عن الهجمات العنصرية و نشر ثقافة كراهية الأجانب و عدم حل مشكلات السكن و النظرة الدونية لهم في أماكن العمل و الأماكن العامة و التخفي خلف قانون حرية النشر و التعبير في عدم مساءلة العنصريين الذين يسيؤون لهم و لمعتقداتهم الدينية. كذلك المواقف السياسية الخارجية التي تؤيد دول تحتل أراضي هاجروا منها و اعتبار مقاومة المحتل إرهابا.
كذلك تلعب قلة المعلومات المتعلقة بحل مشاكلات المهاجرين في برامج الأحزاب السويدية في إعراض المهاجرين مثل عدم اعتبار اللغة الأم مادة أساسية في المدارس و عدم مكافحة العنصرية و ثقافة كراهية الأجانب في المدارس . كذلك هناك خشية في فروع الأحزاب من زيادة العنصر الأجنبي فيها حتى لا يؤثروا سلبا في سياسة الأحزاب، و هذه عنصرية مخفية لا يتحدث عنها أحد و لكنها واقع و يدفع بالأجانب للعزوف عن عضوية الأحزاب.
قراءة في برامج الأحزاب
الحزب الاشتراكي الديمقراطي S
يعد الحزب الناخبين بمزيد من الأعمال وبمدارس أفضل و لكنهم ينتقدون زيادة عدد المدارس الحرة التي تجني الأرباح من تقديم خدمات التعليم و ينعكس ذلك سلبا على فتح مدارس دينية . فيما يتعلق بالتعليم يعد الحزب بإصلاح في المنظومة التعليمية و يتم بموجبه إجراء امتحانات للتلاميذ في مرحلة أبكر من المرحلة التي أقترحها التحالف البرجوازي الحاكم حاليا. أما في مجال العمل فيعد الحزب برصد 40 مليارد كرون تستهدف من بين ما تستهدف خلق فرص عمل جديدة و أن تكون البطالة الأدنى في دول أوروبا و توفير الرفاه الاجتماعي للناس ويعد الحزب بزيادة مقدارها 100 كرون شهريا في نقدية الأطفال. وزيادة قدرها 50 كرونا في قيمة المساعدة المدرسية التي يحصل عليها التلاميذ بعد إكمالهم الخامسة عشرة بما يشكل دعما لمداخيل الأسر ذات الأطفال خاصة ذات الدخل المتدني .
الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعد بآلاف المنازل الجديدة
وعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي بتأمين 250 ألف وحدة سكنية بحلول عام 2020. وهذا و عد انتخابي حيث إن عام 2020 خارج صلاحيات الحكومة المنتخبة و كذلك لا نجد تعهدا ببناء مساكن كبيرة تفي بحاجة العائلات الكبيرة و التي تضطر للعيش في مساكن مخصصة لعائلات قليلة العدد. كما أن كلفة المساكن الجديدة عالية و لا تستطيع العائلة ذات الدخل المحدود الاستفادة منها. و الأجانب يريدون مساكن لذوي الدخل المحدود.
حزب اليسار V
شعار الحزب لسنا للبيع!
الرعاية الصحية ليست للبيع، المدراس ليست للبيع، الرعاية الاجتماعية ليست للبيع!
و العدالة و المساواة والعمل ضد العنصرية والتميز بجميع أشكالها و بالأخص ضد الحزب العنصري السويدي الديمقراطي و تحقيق سياسة عادلة للاجئين ولسياسة الاندماج التي تتناسب مع شروط حياة الناس. ويقف حزب اليسار ضد التمييز العنصري الواضح ضد المهاجرين وأطفالهم في مجال اختيار السكن، ومجال العمل وفي المدرسة.
حزب اليسار في تعاون مستمر مع حركات التضامن مع الشعوب المضطهدة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط. ويسعى من أجل فلسطين حرة و للتوصل إلى مقاطعة حكومة السويد لإسرائيل.
أهم أهداف الحزب المعلنة
في سوق العمل
– حق الناس في الحصول على عمل و في الحصول على عقود عمل جدية والتخلص من وكالات العمل الرأسمالية التي تعمل بعقود مؤقتة وأجور قليلة.
-إلغاء ما يسمى- فاس 3- في قوانين البطالة عن العمل .
– حق الموظف بعقد دائمي ووقت كامل
– الرفع من رواتب النساء
– تقليص وقت العمل من 8 ساعات إلى 6 ساعات مع الحفاظ على الراتب الكامل
في الشؤون المدرسية
– عدد طلاب أقل في الصف
– تعيين معلمين ومعلمات أكثر لمنح الطالب الوقت الكافي والعناية المدرسية المطلوبة لكل طالب.
– الاستثمار الحكومي في المدارس على صعيد الدولة والبلديات ورفع المستوى التعليمي بتفعيل مطالبنا المذكورة والحد من تجار المدارس الخاصة.
– مدارس جيدة لكل الأطفال في السويد وأن تكون متساوية في المستويات بغض النظر عن أية منطقة تسكن.
– العمل على الحد من العنصرية في المدارس
في شؤون السكن
– الحد من العنصرية حين التقديم على سكن. الحق في السكن لكل الناس بغض النظر عن الاسم أو الشكل أو الجنس.
– بناء جيد ومطابق للمواصفات التي تتماشى مع مطالب البيئة.
– منح المساعدات الحكومية لإعادة تصليح وتعمير الشقق القديمة ومنها ما يسمى بمشروع شقق المليون- مليون بركرامت-.
ما يجعل الحزب مفضلا لدى المهاجرين و خاصة الفلسطينيين
الكثير من المهاجرين من أمريكا اللاتينية هم من الشيوعيين الذين اضطهدوا في بلادهم و هاجروا إلى السويد و أيضا قسم كبير من المهاجرين الفلسطينيين هم من اليساريين و الشيوعيين؛ و لذلك حزب اليسار هو الأقرب إليهم و هو يدافع عن حق الاعتقاد و بنظره كل الناس سواسية و يتضامن مع كل البشر في حقهم في حياة كريمة أينما كانوا. و يدافع عن حقوق الناس ويقف ضد كل أشكال العنصرية والاضطهاد في جميع أشكاله في داخل السويدوخارجها.
حزب البيئة ( الخضر)
حزب البيئة (الخضر) و حزب اليسار احتلا مكانة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في نظر المهاجرين العرب و المسلمين بسبب سياسة الاشتراكيين الخارجية بتأبيد إسرائيل و أعمالها ومن قراراتهم بخصوص التخلص من أعضاء مسلمين ينتسبون لجمعيات إسلامية متهمة بالعداء لليهود و هذا التصرف اغضب هذه الجمعيات و جعلها تتخلى عن التعاون التاريخي بين الجمعيات الإسلامية و بين الحزب الإشتراكي الديمقراطي . و لكن المستفيد من أصوات العرب و المسلمين هو الحزب الاشتراكي حيث يتعاون مع حزب البيئة و اليسار لتشكيل الحكومة .
لذلك لا نجده مهتما بتحول أصوات العرب و المسلمين للبيئة و اليسار فهي في النهاية تصب لصالحه.
مع ذلك نرى موقف حزب البيئة مغايرا لليساريين و الاشتراكيين في ما يتعلق بحرية إنشاء المدارس الخاصة و الدينية وموضوع الموقف من الأرباح التي تجنيها الشركات التي تدير مرافق الرفاه الاجتماعي حيث يرى الحزب أن تحقيق فائض مالي مطلوب لأن عكسه هو الإفلاس. ويؤيد الحزب حصول تلك الشركات على عائد معقول من استثماراتها. و حزب البيئة لا يتفق مع حزب اليسار في موقفه الداعي إلى تحديد أرقام بمستويات ربح الشركات ولكنه يريد إناطة الأمر بهيئة التفتيش المدرسي وسلطات التدقيق، لتحدد المستويات غير المناسبة، أعتقد أن الكثير من السويديين عندما يطالعون الصحف ويقرأون فيها أرقاما عن هامش الربح لبعض تلك الشركات يرون أن ذلك الهامش غير مقبول لكنه قد يكون ضروريا لمالكي الأسهم الذين يضعون أموالهم في هذا النشاط.
حزب البيئة (الخضر) لايتفقون مع الاشتراكيين الديمقراطيين بمنح البلديات حق الرفض أو الفيتو فيما إذا كان من حق مدرسة حرة أن تبدأ العمل في البلدية أم لا.
في ذات الوقت يرى حزب البيئة أن الشركات التي تريد الاستثمار في مجال الرفاه الاجتماعي الذي تموله أموال دافعي الضرائب ينبغي ألا تتصرف بأموال دافعي الضرائب كيفما اتفق. ينبغي عليها أن تكون منفتحة وأن تعلن أهدافها.
و بخصوص تأمين فرص عمل للمهاجرين و اللاجئين يرى الحزب
أن ذلك يتم عن طريق تأمين مزيد من فرص العمل ليس فقط للاجئين فهناك كثيرون ممن لم يحصلوا على عمل لمختلف الأسباب، وليس بإمكان السويد ألا ترى نفسها جزءا من الوضع المتعولم، لكن هذا أيضا مسؤولية أوربية. و يريد الحزب بذل جهد كبير في مجال التعليم، ومزيد من مقاعد تعليم الكبار لرفع تحصيلهم إلى المستوى المطلوب.
و بخصوص سياسة دمج المهاجرين في المجتمع يريد الحزب مواصلة العمل على الحد من التمييز في السويد و مواجهة قوى التمييز الموجودة فيه. و خاصة بحق الباحثين عن عمل الأجانب يواجهون في مقابلات التعيين تمييزا على خلفية أسمائهم وأشكالهم. وحول ما يريد حزب البيئة (الخضر) القيام به بالتحديد في هذا المجال هو أن تكون القوانين التي تعالج هذا الموضوع أكثر صرامة.
البرنامج الانتخابي للتحالف البرجزازي الحاكم
“نحن نبني السويد” و تحت هذا العنوان عرضت أحزاب التحالف الحاكم (المحافظين الجدد ، حزب الشعب الليبرالي ، حزب السنتر و الحزب المسيحي الديمقراطي) برنامجها الموحد لقيادة البلاد في السنوات الأربع المقبلة طامحة في الحصول على تفويض نيابي جديد من الناخبين في الانتخابات العامة. وفي تقديمه للبرنامج قال رئيس الوزراء فريدريك راينفيلت إن هذه لحظة فريدة في السياسة السويدية و يعد بـ 350 ألف فرصة عمل جديدة بحدود عام 2020 وهذا و عد لا يعني أن تحل مشكلة البطالة خلال الدورة القادمة ما بين 2014 و 2018 و هذا هروب للأمام ويعد التحالف بعدم رفع الضرائب على الأجور أو على الشركات، وهو في ذات الوقت يخلو من الوعود بخفض الضريبة كما في الحملتين السابقتين. و رغم البرنامج المشترك خرج علينا كل حزب ببرنامج خاص لجذب الناخبين . بعض تلك المقترحات دارت حول تقليص عدد الطلاب في الصفوف المدرسية، وزيادة سنوات مرحلة الدراسة الأساسية لتصبح عشر سنوات بدلا من تسع كما هي عليه الآن. هذا في مجال التعليم، أما في مجال البيئة فهناك وعد بدعم حكومي استخدام السيارات الرفيقة بالبيئة. وفي مجال القضاء تعهد بتشديد العقوبات على جرائم العنف. وفي سوق العمل وعد بخفض ضريبي إضافي لأرباب العمل الذين يوظفون شبيبة دون الثانية والعشرين من العمر.
من جانبه عبر وزير التعليم، رئيس حزب الشعب يان بيوركلوند عن ارتياحه للبرنامج الانتخابي للتحالف لما يتضمنه من وعود بتوظيفات مالية كبيرة في مجاله، مجال التعليم والمدارس: أكثر من نصف توظيفات الميزانية التي يقترحها البرنامج الانتخابي، 55% مخصصة للمدارس، قال بيوركلوند وأضاف سيشهد مجال التعليم إصلاحات وتغييرات حقيقية كبيرة. لهذا أنا شديد الارتياح لبرنامجنا المشترك.
تراجع تأريخي في شعبية الحكومة البرجوازية
رغم الزيادة الطفيفة التي نالها التحالف الحاكم في آخر استطلاعات الرأي إلا أنه سجل تراجعا لم يسبق له مثيل لتحالف حكومي من حيث تدني نسبة المؤيدين، والتي بلغت 37,7% حسب معهد إبسوس. في المقابل أفاد المعهد في استبيان أجراه مؤخرا ونشرت نتائجه اليوم صحيفة داغينس نيهيتر أن أحزاب الحمر والخضر الثلاثة المعارضة نالت تأييد 48,8% من أصوات من شملهم استطلاعه.
حزب البيئة احتل موقع أكبر ثالث حزب بعد الاشتراكي الديمقراطي المعارض والمحافظين الحاكم فيما تراجع حزب اليسار قليلا. ولكن آخر الاستطلاعات يؤكد احتمال تقدم الحزب العنصري (السويد الديمقراطية) ليحتل المركز الثالث .
برنامج حزب السويد ديمقراطية يسعى لجعل السويد أقل جذباً للمهاجرين
جيمي أوكسون رئيس حزب السويد ديمقراطية و ممثلو الحزب يقومون بحملة دعائية للحزب تحت شعار السويد أقل جذبا للمهاجرين و يعني هذا إغلاق باب الهجرة و التضييق على المهاجرين بإيقاف المساعدات الاجتماعية و المادية لهم و لجمعياتهم و العمل على إغلاق المساجد و المدارس الإسلامية و نشر ثقافة العداء للإسلام و المسلمين و العرب و التزلف لليهود السويديين حتى ينفي عن نفسه تهمة العداء للسامية . جيمي أوكسون رئيس حزب السويد ديمقراطية لم يخفِ موقف حزبه من قضية الهجرة والمهاجرين، حيث أوضح أن حزبه سيعمل بدون أي شك على تقليل أعداد الهجرة إلى السويد في حالة وصوله لسدة القرار.
جيمي أوكسون رئيس حزب السويد ديمقراطية انتقد الأحزاب الأخرى بشأن سياستهم فيما يتعلق بالهجرة، وأشار بأن حزبه ينفرد بسياسة خاصة في هذا الشأن، حيث انتقد أيضاً بعض الدول الأوروبية لما رآه تقصيراً منها في الالتزام بتعهداتها، واتهم تلك الدول بأنها وراء تدفق اللاجئين على السويد هو عدم التزام الدول الأوروبية باتفاقية دبلن التي تنص على أن أول بلد أوربي يصل إليه اللاجئ هو البلد الذي ينبغي أن يقدم فيه طلب اللجوء، وأَضاف بأن أغلب اللاجئين القادمين للسويد يمرون أولاً على دولة من دول الاتحاد الأوروبي، حيث لا تؤدي تلك الدول ما عليها من التزامات خاصة ببنود تلك الاتفاقية، على حد قول جيمي أوكسون.
جيمي أوكسون رئيس حزب السويد ديمقراطية صرح بأن القادمين من مناطق الحروب كاللاجئين السوريين ينبغي أن يرسلوا إلى مناطق آمنة خارج السويد، وذلك لتقليل ما رآه ضغطاً على السويد، وأشاد بدولة الدنمارك التي رأى أنها قللت أعداد المهاجرين خلال فترة زمنية بسيطة، حيث أشار بأنه يريد تقليص هجرة عائلات اللاجئين إلى ذويهم الموجودين في السويد، ويريد أيضاً تغيير القوانين المتعلقة بالهجرة بحيث تصبح السويد أقل جذباً للمهاجرين، وضرب مثالاً على ذلك باستبدال الإقامات الدائمة التي تمنح للاجئين بأخرى مؤقتة، والحد من نظام المساعدات الممنوحة إليهم، بحيث يتم تقليص أعداد اللاجئين القادمين للسويد إلى 90 بالمائة.
وعن الدور الذي يسعى حزبه للعبه في البرلمان السويدي القادم، أوضح أوكسون أنهم يريدون التأثير بقرارات البرلمان القادم، بحيث يلعب حزبه دور المرجح في البرلمان السويدي القادم، بين أحزاب الحمر والخضر من جهة وأحزاب التحالف البرجوازي من جهة أخرى، وذلك للتأثير في السياسة المتبعة من الاتجاهين.
و من هنا على الأجانب القيام بدورهم في الاقتراع لإغلاق الباب أمام طموح جيمي أوكسون رئيس حزب السويد ديمقراطية في التخلص من العرب و المسلمين. و التقاعس عن حق التصويت يحقق له ما يريد من خلال اللعبة السياسية ( خذ و أعطِ).
أهم المواقف التي تدفع بالمهاجرين للتصويت تحقيق مواقف سياسية خارجية عادلة و غير منحازة إلى دول ديكتاتورية و محتلة و تسهيل باب الهجرة و من هنا نسلط الضوء على مواقف الأحزاب السويدية منها
موقف الأحزاب السويدية من قضية العرب و المسلمين الأولى (فلسطين و الاحتلال الإسرائيلي)
حزب الاشتراكيين الديمقراطيين
الحزب مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وحقها بالعيش الآمن و مع إجراء سلام حقيقي مع الفلسطينيين ممثلين في السلطة الفلسطينية و يعتبر الحزب حماس منظمة إرهابية، و الحزب مع إنهاء الاحتلال و إيقاف سياسة الاستيطان وإنهاء الحصار على غزة و لكنه مع التفريق بين البضائع الإسرائيلية و البضائع التي تصدرها المستوطنات و لكن في الحقيقة يصعب التميز ولكنه يرى أن المستوطنات تشكل تهديداً ضد حل الدولتين وضد بيع المنتجات وتساهم في الحفاظ على الوضع الراهن. وعلى السويد أيضاً قيادة تشريع أوروبي يمنع التعاملات المالية مع المستوطنات. الحزب مع فتح معابر غزة للمساعدات الإنسانية والأشخاص والتجارة. ويجب تحسين الوضع الاقتصادي في غزة. وإن الكارثة الإنسانية تهدد السلام والتنمية الديمقراطية.
شارك اتحاد الشبيبة للحزب في المظاهرات المناوئة للحرب الإسرائيلية المفروضة على غزة و طالبوا بفك الحصار عنها و لكن موقف رئيس الحزب الذي حمل المقاومة الفلسطينية تبعات الحرب أثار غضب فلسطيني السويد و العرب و المسلمين و طالب العديد منهم مقاطعة التصويت لصالح الحزب.
حزب اليسار
حزب اليسار يطالب بعواقب أممية على انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي و التحقيق في الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين و التي ترقى لجرائم الحرب وضرورة تقديم المسؤولين عنها للعدالة الدولية، وأن تنفذ السويد و العالم حظراً للأسلحة لإسرائيل وأن توقف السويد و أوروبا فوراً اتفاقيات الشراكة التجارية و بيع الأسلحة و شرائها مع إسرائيل. و شارك أعضاء الحزب في مظاهرات حاشدة ضد الاعتداء الإسرائيلي على غزة و هذا أكسبهم تعاطف غالبية فلسطيني السويد.
حزب البيئة
لا يختلف موقف حزب البيئة عن حزب اليسار بخصوص القضية الفلسطينية ولذلك نجدهم لا يرغبون بترقية العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوربي وإسرائيل. و يسعون لمقاطعة البضائع الإسرائيلية و فرض عقوبات أممية عليها وكذلك الضغط على الشركات والبنوك والمؤسسات لسحب استثماراتها الداعمة لسياسة الاحتلال الإسرائيلي. و طالبوا الحكومة السويدية الوقف التام لاستيراد أسلحة من إسرائيل. وخرجوا بمسيرات تأيدية لغزة و نددوا بالحرب المفروضة عليها و كسبوا تعاطف العرب و المسلمين من موقفهم الداعم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
حزب المحافظين الجدد
الموقف التاريخي للحزب هو تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها و العيش في سلام و في حدود آمنة و يعتبرون حماس منظمة إرهابية و يرفضون مقاطعة إسرائيل نتيجة حربها على غزة و يرون أن القيود المفروضة على منطقة التجارة ليست طريقة مناسبة لحل الصراع.
و يرى الحزب أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية غير قانونية بموجب القانون الدولي. لكنه لا يدعو لأي حظر ضد شراء البضائع من المستوطنات. ولكن يطالب الاتحاد الأوربي أن يتأكد من عدم منح فوائد معفاة من الرسوم الجمركية أو فوائد جمركية بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوربي وإسرائيل، والتي تقتصر على دولة إسرائيل في حدود عام 1967.
الحزب ليس مع منع الشركات السويدية من العمل أو الاستثمار في المستوطنات. على كل حال، ينبغي على الشركات أن تضع في اهتمامها في أن تفهم على أنها جزء فعالّ من حالة الاحتلال. على الشركات أيضاً مسؤولية احترام حقوق الإنسان.
حزب الوسط
الحزب مع حل الدولتين و الاعتراف بدولة فلسطين و لكن تعارضها الأحزاب البرجوازية الثلاث و التي يتشارك معها في الحكم. سياسة الحزب في الوقت الحالي ترفض شرط المقاطعة التجارية لإسرائيل . لكن حزب الوسط مدافع قوي لمبادئ القانون الدولي، و لذلك يطالب بتطبيق القانون الدولي ضد الإجراءات الإسرائيلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وإذا لم تكن تلك الوسيلة ممكنة لتحقيق العدالة، ينبغي العمل على طرق أخرى.
و يطالب الحزب بأن يجري تأشير البضائع المنتجة في المستوطنات التي أقيمت على الأراضي المحتلة بشكل واضح، و بالشكل الذي يتمكن فيه المستهلكون في السويد من الحصول على المعلومة الصحيحة عن أصل تلك البضائع وبالتالي يمكن اتخاذ خيارات مدروسة.
الحزب المسيحي الديمقراطي
الحزب منذ تاسيسه مؤيد لإسرائيل و داعم لحقها في الدفاع عن نفسها والعيش على أرضها بسلام، و الحزب لا يؤيد إقامة دولة فلسطينية ولا يؤيد المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل. و هو مع التركيز على استئناف مفاوضات السلام بين السلطة و الحكومة الإسرائيلية، و يعتبر حماس منظمة إرهابية.
حزب الشعب
لا تختلف سياسة الحزب عن المحافظين و المسيحيين فهو مؤيد لإسرائيل و حقها في الدفاع عن نفسها و يعتبر نفسه صديقها الأول و تربطه علاقات حميمية مع إسرائيل و يدعم حقها في العيش على أرضها بسلام و الحزب لا يؤيد إقامة دولة فلسطينية ولا يؤيد المقاطعة الاقتصادية ضد إسرائيل و يرى أنها لا تنقل الوضع للأمام. و هو مع التركيز على استئناف مفاوضات السلام بين السلطة و الحكومة الإسرائيلية، و يعتبر حماس منظمة إرهابية.
الحزب اليميني المتطرف السويد ديمقراطية
الحزب يدعم حل الدولتين، ولكن ليس في ظل الظروف الحالية التي تدعم فيها السلطة الفلسطينية الإرهاب وتعادي السامية، و هو بهذا يريد التقرب من الجالية اليهودية في العزف على وتر معاداة السامية التي كانت تلاحق الحزب منذ نشأته النازية و هي محاولة لتبيض صفحته ويقول رئيس الحزب إن منظمة حماس الإرهابية تسيطر على غزة. و نعتقد أن من المهم أن يكون التفاوض مفتوحاً، بالمعنى الذي لا يكون فيه الحل مع الحدود وعناصر أخرى معمولا به منذ البداية.
و يقول :يجب أن يكون هناك مجال للتفاوض والتسوية. لقد كنا واضحين بشأن موقفنا ضد الإرهاب ومعاداة السامية. لقد قلنا إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها والعيش في أمن ونحن ضد المقاطعة للبضائع الإسرائيلية .
مواقف الأحزاب من سياسة اللجوء إلى السويد
حزب الاشتراكيين الديمقراطيين
الحزب يريد أن تتحمل السويد و أوروبا المسؤولية الإنسانية في استقبال اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي. لتوفير الحماية للضحايا، من الحرب السورية مثلاً، و زيادة حصص اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي عبر برامج إعادة التوطين. وعلى السويد أن تكون أكثر نشاطاً في العمل على استقبال اللاجئين داخل الاتحاد حيث تتحمل جميع الدول مسؤولياتها.
حزب اليسار
يعمل حزب اليسار على سياسة لجوء إنسانية. و يطالب بتطبيق تأشيرات اللجوء من أجل خلق سبل قانونية لطلب اللجوء و عدم بناء جدار يحول بين اللاجئين و الوصول لأوروبا.
حزب البيئة
ينبغي على بلدان الاتحاد الأوربي و منها السويد، البدء بإعطاء تأشيرات إنسانية في السفارات، ليتمكن الراغبون في طلب اللجوء من الوصول بأمان.
حزب المحافظين
الحزب مع سياسة مفتوحة وإنسانية للاجئين من أجل توفير ملاذا آمناً للفارين من العنف و سياسة الكراهية و التي تجبرأعداداً كبيرة من الناس على الفرار من ديارهم. و الحزب يريد الحد من الهجرة غير الشرعية وعلى الدول الأوروبية تحمل مسؤولية أكبر لإعادة توطين اللاجئين القادمين اليها بالتعاون مع الأمم المتحدة وبرنامج UNHCR حتى توقف الطرق غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر للوصول إلى أوربا.
حزب الوسط
حزب الوسط مع إعطاء المواطنين الأجانب تقديم طلب اللجوء في السفارات السويدية في الخارج. الأمر الذي سيُمكن من إجراء تقييم فردي دون أن تتطلب حاجة الحماية الوصول إلى السويد بالطرق الخطرة وغير القانونية.
الحزب المسيحي الديمقراطي
الحزب يريد خلق فرص للاجئين كي يأتوا إلى أوروبا بشكل قانوني عبر تاشيرة للطوارئ. و يريد أن تستمر السويد بالتحلي بمسؤولية كبيرة تجاه اللاجئين.
حزب الشعب
الحزب مع إيجاد طرق أكثر قانونية للاجئين للوصول إلى الاتحاد الأوربي و خاصة من خلال برنامج منظمة UNHCR لإعادة التوطين، ما يعني زيادة نظام حصص اللاجئين الذين يحتاجون الحماية. و يطالب الحزب بإيجاد طريق قانونية للحصول على التأشيرة الإنسانية خارج الاتحاد الأوربي من السفارات والقنصليات في مناطق النزاع.
السويد ديمقراطية
يريد الحزب الحد من هجرة اللاجئين إلى السويد من خلال استثمار المزيد من الموارد لمساعدة المناطق القريبة التي يهربون إليها، بالشكل الذي يضعف حافز اتخاذ قرار المخاطرة بحياتهم في البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى السويد.
موقف الأحزاب من الثورة السورية
اليسار السويدي يعتبر أن الثورة السورية بدأت بها قوى ديمقراطية ضد ديكتاتورية الأسد، لكنها اليوم تحولت إلى حرب أهلية تقودها تنظيمات متطرفة وهو مناهض لتسليح المعارضة.و يعتبر ما يجري صراع دولي على الشرق الأوسط وموارده.
و الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرى بأن ما يجري في سوريا بدأ كاحتجاج شعبي، تطور إلى ثورة ومن ثم تحول إلى حرب أهلية. و يطالب الحزب بتسليح القوى التقدمية والديمقراطية في المعارضة السورية و يهاجم القوى الدينية التي تقاتل في سوريا مثل جبهة النصرة و تنظيم دولة الإسلام.
موقف حزب البيئة من سوريا منقسم و الجناح اليساري موقفه لا يختلف عن اليسار و الجناح اليميني مع الثورة السورية
أما الموقف الحكومي الرسمي هو داعم للمعارضة السورية معنويا و ماديا و تسهيل قبول اللاجئين السوريين بعشرات الألوف و مع حل المعضلة السورية من خلال مؤتمرات الحوار و هدفها دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا. قدمت الحكومة مساعدات معنوية بإعطاء قادة المعارضة السورية التأييد الشعبي. وسهلت اجتماعا للمعارضة السورية في قلعة هسلبي غرب العاصمة في 30 أغسطس 2012 . وقد أستقبلَت الحكومة اللجنة التنفيذية و أعضاء الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري كأنهم رجال الدولة. أُحضِروا في سيارات ليموزين في المطار إلى مكان إقامتهم في مركز القلعة (هسّلبي) الذي كان مكان المؤتمر. و بالتالي كان الاجتماع مع كارل بيلت و غونيلا كارلسون ( وزيرة المساعدات الإنسانية ) في وزارة الخارجية.
ناقش الحضور الاستعداد لسوريا الديمقراطية في المستقبل. ” على الأقل كما وصفت وزارة الخارجية السويدية ذلك المؤتمر. وزير الخارجية ( كارل بيلت) كتب بنفسه نصا مع الصور عبر موقعه على تويتر: ” مناقشات مكثفة مع عبدالباسط سيدا و حول ما يمكننا القيام به لمساعدة سوريا”. فاتورة المؤتمر كانت ب 430 806 كرونة ودفع ثمنها من أموال ميزانية المساعدات السويدية.
الحكومة السويدية ترى أن الإدارة السورية الحالية المتمثلة، ب” نظام الأسد “، تفتقر إلى الشرعية و تقوم بتعزيز قيمة ” المعارضة السورية ” التي تعتبر أن الائتلاف السوري سيكون له دور ريادي في مستقبل سوريا ” .وزير خارجية السويد كارل بيلت يرى أن جلاد سوريا ستكون له نهاية كما القذافي .وهذا حتمي وقريباً سيسقط النظام . ” هكذا تحدث كارل بيلت عن حتمية نهاية الأسد لجريدة آفتن بلادت .