عمران خان ومخاطر المرحلة 
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بين اجتماع منظمة التعاون الإسلامي والعيد الوطني في باكستان والتهديد بحجب الثقة عنه، يواجه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أسبوعًا حافلًا هو الأخطر بالنسبة له خلال أربعة أعوام في الحكم.
يلقي خان الثلاثاء خطابًا افتتاحيًا لاجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 عضوًا في إسلام أباد.
على جدول أعمال هذا الاجتماع الذي يُعقد تحت عنوان “شراكة من أجل الوحدة والعدالة والتنمية”، نحو مئة إعلان ينبغي المصادقة عليها تتعلق خصوصًا بالمساعدات إلى أفغانستان التي تواجه صعوبات مالية كبيرة منذ وصول حركة طالبان إلى الحكم في آب/أغسطس الماضي ودعم الفلسطينيين وكشمير.
لم تعترف بعد أي دولة رسميًا بحكومة طالبان.
أمام جمعية منظمة التعاون الإسلامي، لن يتوانَ نجم الكريكيت الباكستاني السابق الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ آب/أغسطس 2018، عن التباهي بأنه جعل الأمم المتحدة تعترف رسميًا برهاب الإسلام وتتخذ الأسبوع الماضي، قرار جعل 15 آذار/مارس من كل عام يومًا لمكافحة الإسلاموفوبيا.
تحتفل باكستان الأربعاء بالعيد الوطني، وسيُقام عرض عسكري كبير وكذلك عرض جوي في العاصمة، في ما يبدو ظاهريًا أنه لحظة وحدة. إلا أن رئيس الوزراء يناضل في الكواليس لتجنّب إسقاطه عبر حجب الثقة عنه في الجمعية الوطنية.
وصل عمران خان إلى الحكم بفضل ناخبين سئموا من سلالاتَي حزبين هيمنتا على السياسة الباكستانية منذ الاستقلال، في فترات تخللتها انقلابات عسكرية. غير أنه فقد حاليا على ما يبدو هذا الدعم وربما دعم الجيش أيضًا.
يقول الجنرال المتقاعد طلعت مسعود الذي أصبح محللًا سياسيًا، “أعتقد أن قادة الجيش يُفترض أن يكونوا قلقين للغاية مما يحصل على الساحة السياسية في الوقت الراهن”.
وقد دعا عمران خان مليون شخص من أنصاره للتجمع في العاصمة الأسبوع المقبل للضغط على عشرات الأعضاء في الجمعية الوطنية الذين يعتزمون التصويت ضده.
ودعا قادة حزبَي المعارضة الرئيسيَين أنصارهم أيضًا إلى التجمّع، ما دفع بالسلطات إلى إعلان معظم أيام الأسبوع عطلًا رسمية، على أمل تجنّب حصول حوادث، خصوصًا أثناء اجتماع منظمة التعاون الإسلامي.
خطر “فوضى“
يشير الجنرال المتقاعد إلى أن “ذلك قد يقود البلد إلى الفوضى”.
ويعتبر أن “الحكومة وأحزاب المعارضة هي على مسار تصادم. لا تتمكن من حلّ المشاكل سياسيًا وتحاول بدلًا من ذلك إثبات قوّتها في الشارع”.
يُفترض أن تُطرح مذكرة حجب الثقة رسميًا الجمعة على أن يُصوّت عليها الأسبوع المقبل. حتى ذلك الحين، قد تغيّر المفاوضات التي تُعتبر اعتيادية في السياسة الباكستانية، آراء أطراف في التحالف الحاكم يريدون إبعاد عمران خان.
يقول المحلل السياسي حسن عسكري رضوي إن رئيس الوزراء “أساء إدارة حزبه وأحزاب حلفائه”.
ويضيف أن “عجزه عن الحفاظ على الوحدة بينه وبين حلفائه هو الذي قاده إلى هذا الوضع”.
رغم إدارة أزمة وباء كوفيد-19 بشكل جيّد بدون فرض إغلاق وطني، يعاني الاقتصاد الباكستاني من انكماش مع تضخم متسارع وتدني قيمة الروبية ودين هائل.
أحيت عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان المجاورة نشاط جماعات مسلحة في باكستان. فالشهر الماضي مثلًا، أسفر هجوم انتحاري استهدف مسجدًا شيعيًا في بيشوار، عن مقتل 60 شخصًا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي ينشط فرعه الإقليمي “تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خرسان” منذ سنوات في أفغانستان وباكستان.
حاول رئيس الوزراء الذي يواجه صعوبات في بلاده، أن يثبت نفسه على الساحة الدولية، لكنّه لم يحقق نجاحًا كبيرًا.
فقد كان توقيت زيارته الرسمية إلى موسكو في اليوم الذي أطلقت روسيا حربها على أوكرانيا، خاطئًا ما جعله عرضة للانتقاد على نطاق واسع.
وكان أيضًا بين القادة الأجانب النادرين الذين حضروا حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، فيما اختار آخرون مقاطعتها احتجاجًا على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان.
لتجنّب حجب الثقة، قد يُطلق حزب رئيس الوزراء، حركة الإنصاف الباكستانية، إجراء قضائيًا ضد المتمردين بهدف إرغامهم على اتباع خطّ الحزب.
ومن الممكن استخدام وسيلة ضغط أخرى هي أخذ مشرعين رهائن لمنعهم من التصويت والحؤول دون اكتمال النصاب.
زز-فوكس/أم/غد/فرانس 24