رواية عن هذا العمر
هناء المريض
سَخِيٌّ هذا العمر
وَهَّابٌ هذا العمر
يُفرِغُ جُعْبَةَ الحكايا في حِجْري
طُعماً لأحفادٍ لم يأتِ أباؤهُم بَعْد
سأروي لهم بِوَهْمِ الرابحينَ
وأكاذيبِ النَّاجين
عَنَّا…
نحنُ القابعون عند الجهالة مُنذ سقيفة قُسُّ ابنِ ساعِدة… ونَيِّف.
نحنُ الموبؤونَ بالإذعانِ…
المَلْجُومون بالخَرَس بخاتَمِ بن العاص
المُعتادونَ على الهربِ منذُ زمن الداخِلِ إلى إسبانيا والهارب من مجازرِ بني العبّاس
سأروي لهم عَنَّا…
نحنُ المدفونونَ بالحياة مُنذُ صَبْرَا وشاتِّيلا
وعن رسائلِ الريحِ التي لم تُقرأ منذُ معاهدةِ أوسلو
وعن حِكَمِ الطواغيت…
على مهلٍ… يصنعون الوهم رغيفاً للجوعى
على مهلٍ… يُلبِسونَ الأحلام أثواباً ضيقة
على عجلٍ… يمنحونَ الموت أجنحةً
عن ألْفِ عشتارٍ تنتظرُ تَمُّوزها
عن جلجامش الهاجِعِ كل ليلةٍ بين جَنبَيْنَا يبكي نَدَمَهُ
عن المذعورينَ من اللاشيء…
من حقه هو الآخر أن يتباهى بِنَسْلِهِ ويدمر الحياة كما هو دَيْدَنُ اللاشيء.
وحتماً…
عنكَ… ونسائِكَ
عن كل كأسٍ أحرقَتْ جوفكَ
كنتُ فيها بمنتهى وعيي، أعشَقُ غائباً عن منتهى وَعيِهِ
وأنِّي منذ زمنٍ … أحببتكَ بِكُلِّي
كان الأمرُ رهنَ مذاقِ كأسٍ جديدة…
وامرأةٍ جديدة…
وكان بقاؤنا على كَفِّ صَحْوَة
سأنجبُ أطفالاً من رجلٍ آخر
وسأكْذِبُ ككل الصُّلبَانِ والعمائم
سأكابرُ ككل الرُّواة والشعراء
ككل النساء في هذا الوطن المَوسُومِ بالسُّخْف
سأبيعُ العمر بورقةٍ لا تحملُ إمضائي
و كالجبناء…
سأُعَلِّقُ تُهَمَ الفراق على مشجب الظروف
واستسلمُ كإياهُم
سأستسلمُ لــ “عشقٍ أخطئَكَ ما كان ليصيبك
وفراقٍ أصابكَ ما كان ليخطئك“.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_