مقتطفات عن ممدوح عدوان
نجاة أحمد الأسعد
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_«أنا أقول ما يقوله الشارع لأني ابن الشارع ابن الحياة اليومية المغبرة، الوسخة والفقيرة، المهمومة، المحطمة التي وقع كل ثقل الهزائم السياسية والعسكرية على أبناء هذا الشارع».
بهذه الكلمات بدأ الشاعر السوري الراحل “ممدوح عدوان” حديثه خلال استضافته في حوار تلفزيوني تقدمه الروائية الفلسطينية الأردنية “ليلى الأطرش” عام 1997، وفي سؤال حول أثر هزيمة 67 على نتاجه الشعري قال: «سألني أحد الشباب عن الهزيمة قائلا: كيف كان وقع هزيمة 5 حزيران قلت له: لا أستطيع أن أقول، لي ثلاثون سنة وأنا أكتب عن أثر 5 حزيران ولم أنتهِ فكيف ألخص ماذا أحسسنا يومها، الوجع الأن متجدد هي صدمة متكررة فكل يوم نحن نستيقظ على 5 حزيران».
وعن غياب المرأة عن كتابته أجاب “عدوان”: «ربما بعد هزيمة حزيران شعرت أن الشعر يجب ألا يكون إلا للوجع هناك شعراء كثيرون اهتموا بالمرأة والمرأة كانت دائماً تؤخذ رمزاً ومفتاحاً لقضية كبيرة بدءاً من المتصوفين الذين استخدموا المرأة كرمز لذات الإلهية وانتهاءاً بالذين استخدموها كرمز للأرض والوطن وهناك من كتب عن المرأة بصفتها امرأة، أنا ليس لدي موقف ضد المرأة ولا أحمّلها الهزيمة، أعتبر أني مهزوم معها لكني كنت أشعر أن هذه العواطف شخصية وقد لا تعني الناس والناس مهمومين بشيء آخر بجوعهم وفقرهم بهزيمتهم بوطنهم بهويتهم المهددة كنت أشعر أنه من الأفضل أن أكتب عن هذا الشيء لا عن عواطفي الشخصية».
شبه “عدوان” موت والدته بـ 5 حزيران وأضاف: «من يقرأ ديوان ” أمي تطارد قاتلها” يكتشف أن أمي فاجعة شخصية لكن هي عتبي لموضوع أكبر لقد تعاملت مع فاجعتي بأمي بصفتها فاجعة وطنية». وعن رأي بعض النقاد أنه لم يصل لمستوى “محمد الماغوط” في التجديد بالشعر أجاب: «الماغوط شاعر كبير ونعتز به ومن القلائل الذين كتبوا قصيدة النثر وجعلنا نشعر أنها تنضح بالشعر لكن هذا اتجاه بالشعر وأنا أكتب في اتجاه آخر ويجب أن يكون هناك اتجاهات متعددة وإذا كنا سنتشابه فإن واحداً منا يكفي وتنوعناً إغناء للحياة الثقافية».
أبدى “عدوان” رأيه بمسرح “الماغوط” و”دريد لحام” و وصفه بالمسرح الرديء ، فهو مسرح كوميدي فيه أشياء سياسية جريئة ولابأس بها لكن ليس هذا المسرح كما قال.
وعن استخدامه للتاريخ في الشعر والمسرح يقول “عدوان”: «أنا أستخدم التاريخ لكي أسقط على مقولات معاصرة لأن لدي هماً معاصراً وليس هماً تاريخياً، لست مؤرخاً ولا أريد أن أؤرخ، هناك وهم نقدي أن الشاعر أو الأديب يكتب عن التاريخ حتى يهرب من الرقابة ومن تجربتي أنا المسرحيات التي منعتها الرقابة في “سوريا” من عام 60 إلى الآن كلها كانت مسرحيات تاريخية وعندما تلجأ في المسرح للتاريخ تصبح أكثر قسوة وحدة ووضوحاً وليس بالضرورة أكثر هروباً».
بكة المدار الإعلامية الأوروبية…_